سوق العقارات في "منبج".. تباين في الأسعار والمبيع بالدولار


يشهد سوق العقارات في مدينة "منبج" شرقي حلب، ركوداً كبيراً سواء على صعيد عمليات البيع والشراء أو على صعيد الإيجارات، حسب ما ذكرت مصادر مطلعة.

وقال الناشط السياسي وابن مدينة منبج "قحطان الشرقي" لـ "اقتصاد"، إن "الوضع العمراني قبل انطلاق عملية نبع السلام التركية في تشرين الأول/أكتوبر 2019، كان يشهد حركة نشطة ولكن بعد تلك العملية توقفت الحركة العمرانية وأعمال البناء وحتى عمليات البيع والشراء".

وبسبب عدم الاستقرار في المدينة وعدم وضوح مصيرها لأي طرف ستكون السيطرة سواء للطرف التركي والجيش الوطني أو لقوات سوريا الديمقراطية أو لروسيا ونظام الأسد، سادت حالة من الركود في المدينة خاصة في سوق العقارات، حسب المصدر ذاته.

أما فيما يتعلق بأسعار العقارات والإيجارات في الفترة الحالية أوضح مصدرنا أن الأسعار تقاس حسب المنطقة وحسب الشارع، إذ يبدأ سعر العقار على أساس المتر المربع الواحد والذي يمكن أن يتراوح ما بين 20 ألف ليرة سورية كحد أدنى، ومن الممكن أن يصل إلى 100 ألف ليرة سورية كحد أعلى.

فمثلاً أسعار المتر المربع الواحد في المناطق الشعبية تتراوح ما بين 15 إلى 20 ألف ليرة سورية، أما في المناطق التجارية ومركز المدينة والمناطق المنظمة كطريق حلب على سبيل المثال فالأسعار تكون فيها مرتفعة جداً تصل إلى 100 ألف ليرة سورية للمتر المربع الواحد وربما أكثر، وتكون الشقة جاهزة للتسليم فوراً.

أما الشقق التي على الهيكل فيتراوح فيها سعر المتر المربع الواحد ما بين 10 إلى 70 ألف ليرة سورية ويختلف أيضاً باختلاف المنطقة والشارع.

وأشار مصدرنا ذاته إلى أن عمليات بيع وشراء الأراضي هي الأخرى تشهد حركة جمود وركود كبيرة، منذ أكثر من عام تقريباً.

وفيما يتعلق بإيجار الشقق السكنية أيضاً، فإن أقل إيجار يبدأ من 25 دولار ليصل إلى حدود 200 دولار، ويختلف سعر الإيجار باختلاف المنطقة والبناء والمساحة، فمثلاً البيوت العربية أو "الحوش العربي" كما يطلق عليه سكان المدينة، يتراوح إيجاره ما بين 20 إلى 30 ألف ليرة سورية، أما الشقق الحديثة والتي إكساؤها جاهز، فيتراوح سعر إيجارها ما بين 100 ألف إلى 200 ألف ليرة سورية، وفق تقديرات مصدرنا.

أما بالنسبة للنازحين والمهجرين من مدن وقرى أخرى إلى المدينة، فإنهم يلجؤون للسكن في شقق على الهيكل، ويقومون بإكسائها بطرق بدائية جداً من خلال إغلاق النوافذ والأبواب بقطع من القماش وأكياس النايلون.

ونقل لنا "الشرقي" أسعار بعض مواد البناء في المدينة، إذ وصل سعر طن الحديد إلى 620 دولار، وسعر كيس الإسمنت 4600 ليرة سورية، وسعر البلوكة الواحدة 20 سم بـ 165 ليرة سورية، و15 سم بـ 145 ليرة سورية، و10 سم بـ 110 ليرات سورية، أما البلوك هوردي فسعر القطعة 165 ليرة سورية.

من جهة أخرى نقلت مصادر خاصة لـ "اقتصاد" نقلاً عن  أصحاب بعض المكاتب العقارية في مدينة "منبج" قولهم، إن هناك رغبة ممن هم متواجدون في الخارج بشراء عقارات داخل المدينة، وهم في الأصل شباب من أبناء المدينة يعملون في الخارج ويرسلون لأهاليهم من أجل أن يشتروا لهم شقة سكنية أو أرضاً زراعية.

وأشار أصحاب المكتب العقارية إلى أن العديد من الاستفسارات تأتيهم بشكل يومي عن أسعار الشقق والأراضي، إلا أنهم يتمنعون عن ذكر التفاصيل في ظل عدم استقرار سعر صرف الدولار، خاصة وأن عرض الأسعار بات اليوم بالدولار وليس بالليرة السورية.

وأضافوا أنه "اليوم لا نستطيع وضع سعر بالليرة السورية لأن المبلغ كبير وقد يتغير بأي لحظة، ومن لديه شقة لن يقوم ببيعها بنفس السعر على الليرة السورية قديماً".

يضاف إلى ذلك أن الكثير من الأسئلة والرسائل تأتي إليهم وجميعها تسأل عن العقار وهل تغير السعر مع انهيار العملة السورية؟ والجواب هو أن العقار بالنسبة للدولار لم يتغير منذ 10 سنوات فمثلاً عندما كان الدولار بسعر 50 ليرة سورية فإنك  تجد شقة ثمنها 750  ألف سورية أي ما يعادل 15 ألف دولار، واليوم ثمنها 15 ألف دولار، أما بالنسبة للأراضي والتي يكون مبني فيها 6 شقق و4 محال فيكون السعر مرتفع جداً.

أما الأراضي أو المنازل التي تقع على أطراف المدينة فيبقى سعرها عادي مقارنة بسعر الدولار، وعندما نقول إن ثمن الشقة اليوم 40 مليون ليرة سورية فقد يتفاجئ البعض وهي فعلياً ثمنها ٣٠ ألف دولار تقريباً، أي الـ 30 ألف دولار كانت تساوي مليون ونصف ليرة سورية، لذا فإن سعر الشقق هو ذاته يبدأ من 10 آلاف دولار وحتى 40 ألف دولار، والأراضي من 20 ألف دولار وما فوق، وكل الأسعار تختلف باختلاف المنطقة والشارع وغيرها من الميزات الأخرى.

وفيما يتعلق بإكساء الشقق، فذكر بعض أصحاب المكاتب العقارية حسب ما نقلت لنا المصادر قولهم، إنه بالنسبة للإكساء فالأسعار متفاوتة ولا نستطيع وضع سعر للمتر فكل شخص يضع مواد حسب قدرته، ولكن في الإجمال فإن أسعار المواد مرتفعة الثمن جداً وأغلبها تحسب بالدولار (الحديد والاسمنت ومواد الصحية ومواد الكهرباء والبلاط والسيراميك والدهان والألمنيوم والأبواب وغيرها).

وبعد دراسة  للإكساء نجد أنه أصبح تقريباً يعادل ثمن الشقة على الهيكل، فلو افترضنا أن أحدهم اشترى شقة مساحتها 100 متر بسعر 10 آلاف دولار، فإن إكسائها تتراوح تكلفته من 8 إلى 10 آلاف دولار، وعندما يكون ثمن الشقة 10 آلاف دولار أي ما يعادل 500 ألف ليرة سورية قبل عشر سنوات، نلاحظ نفس السعر قديماً (أي ما يعادله بالدولار الآن)، ولكن مواد الإكساء هي التي ارتفعت.

فيما ذكر أحد العاملين في مجال العقارات مفضلاً عدم ذكر اسمه، بعض الأمثلة عن أسعار العقارات ومناطق توزعها داخل مدينة منبج.

وقال المصدر ذاته لـ "اقتصاد"، إن "أسعار الشقق تختلف باختلاف الشارع والموقع، أو إذا كان فيها سند ملكية أو مسجلة أو خارج التنظيم وفي أي طابق، فمثلاً في حارة (السرب) أو (الحزوانة) أي الحارات الواقعة بمركز المدينة فيتراوح سعر المتر الواحد ما بين 65 إلى 70 ألف ليرة سورية، أي شقة مساحتها 100 متر مربع يصل سعرها إلى حدود 7 ملايين ليرة سورية أي ما يعادل 15 ألف دولار".

"أما أسعار الشقق في مناطق الرابطة والسبع بحرات وطريق حلب والواقعة على الطرق الرئيسية، فسعر المتر الواحد يتجاوز الـ 100 ألف ليرة سورية، أي شقة مساحتها 100 متر يصل سعرها إلى أكثر من 10 ملايين ليرة سورية".

وفيما يخص أسعار المحلات التجارية فسعرها مرتفع خاصة في ضواحي المدينة، إذ يصل سعر المتر الواحد إلى أكثر من 115 ألف ليرة سورية، أي أن محلاً تجارياً مساحته نحو 50 متر يصل سعره إلى 6 ملايين ليرة سورية، أما داخل السوق الرئيسي فيصل سعر المحل إلى أكثر من 15 مليون ليرة سورية.

وفيما يتعلق بأسعار الأراضي، فالتي تقع خارج التنظيم يتراوح سعر المتر الواحد بين 5000 إلى 12000 ليرة سورية وذلك حسب قربها من المدينة والشوارع الملاصقة لها، أما الأراضي داخل التنظيم فسعر المتر يبدأ من 14 ألف ليرة سورية وما فوق.

وختم المصدر ذاته حديثه بالقول، إنه "في ريف المدينة وضعت دراسة لتشييد منزل مساحته 130 متر على أرض ريفية وعلى الهيكل، فكانت على الشكل التالي: قواعد أعمدة + شيناج 50 سم + أعمدة + سقف هوردي+ ردم + تقطيع بلوك + درج على السطح = 3 ملايين ليرة سورية أي ما يعادل 6500 دولار، وبطريقة أسهل يمكن ضرب المساحة بـ 23000 ليرة سورية تكلفة المتر الواحد فيكون لدينا : 23000 × 130 متر =3 ملايين ليرة سورية تقريباً".

ترك تعليق

التعليق