"قسد" تمنح بئر الحماد النفطي لمتعهدين محليين


سلمت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مؤخراً، بئراً نفطياً، لمتعهدين محليين بغية استثماره لحسابهم مقابل دفع عشرات آلاف الدولارات للمالية التابعة لها، ورشى لمسؤولي المجلسين المدني والعسكري بدير الزور.

وقال مصدر مطلع إن "قسد" سوّقت لموضوع "ضمان" أشخاص محليين من قريتي "جديد عكيدات وجديد بكارة" لبئر "الحماد" بحقل "الجفرة" النفطي على أنه اقتسام لعائدات النفط بين أهالي القريتين و"مجلس دير الزور العسكري"، لكنهم في الحقيقة تعهدوه بسعر مخفض ودون وجود أي منافس لهم.

وأضاف المصدر لـ "اقتصاد" إن ثمن النفط تحصّله "قسد" من هؤلاء المتعهدين بآلاف الدولارت يومياً حسب حجم إنتاج البئر، ودون أي تكاليف، والأرباح الناتجة عن "التضمين" (التعهد) تكون لأبناء القرية التي يكون لها دور استلام النفط بواقع عشرة أيام لكل طرف من الأطراف الثلاثة (متعهدو جديد عكيدات وجديد بكارة والمجلس).

وأوضح المصدر أن آبار النفط المنتشرة في بادية "الجزيرة" يجري تضمينها لأشخاص (متعهدين) يوفرون على "قسد" تكاليف الاستخراج والنقل والحماية، وفق سلسلة إجراءات وشروط يجب توفرها في الشخص المتعهد:

أولا: يجب أن يكون لديه خبرة ليحصي كمية إنتاج البئر يومياً من أجل معرفة المبلغ المترتب عليه لصالح "قسد"، وعلى هذا الأساس يستطيع الفوز بالمزايدة لأن الشخص الذي يحدد السعر الأعلى هو من سيستثمر البئر النفطي.

ثانياً: يدفع الفائز بالتعهد تأمين للمالية يتراوح بين ثلاثة آلاف و100 ألف دولار حسب غزارة إنتاج البئر.

ثالثاً: يستلم المتعهد مدة 10 أيام عادة يسدد خلالها يومياً المبالغ المترتبة عليه، فإن تم تعهد البئر بـ 5 آلاف دولار يلزم بدفع هذا المبلغ يومياً للمالية في الإدارة الذاتية.

رابعاً: بعد انتهاء المدة يراجع المتعهد المالية لاستلام مبلغ التأمين بعد تسليم البئر وأي سرقات أو إخلال بشروط الاتفاق يجعلها تصادر المبلغ.

خامساً: يلزم المتعهد بدفع مخصصات لعوائل قتلى "قسد" (عادة يتم سرقتها).

ويستفيد المتعهد (المتضمن) من إنتاج البئر من خلال فرق سعر البرميل، أي يشتريه بسعر 20 دولار أمريكي ويبيعه مثلاً بسعر 25 دولار، من خلال تحديده لمبلغ التأمين أو التعهد اعتماداً على خبرته ومعرفته بإنتاج البئر، فإن كان إنتاج البئر 500 برميل نفط خام يومياً يمكن أن يضمنه بمبلغ 10 آلاف دولار وبالتالي مربحه اليومي يكون 2500 دولار على الأقل.

وليست الطريق ممهدة أمام الجميع لتعهد الآبار النفطية الخاضعة لسيطرة "قسد" في بادية الجزيرة، فمن يريد استثمارها يجب أن يكون لديه معارف وصلات قوية مع قيادات "قسد" ومسؤولي المجلسين المدني والعسكري وقوات الحماية مع دفع رشاوي للفوز بالمزايدة.

خلال العام الماضي، احتج السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" بدير الزور على مدى أشهر طويلة مطالبين بتوزيع عائدات حقول النفط بمناطقهم على الأهالي بسبب انعدام فرص العمل وغلاء الأسعار وشح المواد بما في ذلك المحروقات.

وكانت مليشيات "قسد" منحت عدداً من الآبار النفطية لمتعهدين محليين لاستثمارها لصالحها منذ سيطرتها على مئات الآبار بحقول كونيكو والعزبة والجفرة والعمر والتنك والجيدو وغيرها عام 2017 بعد مواجهات مع تنظيم "الدولة الإسلامية" على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

ترك تعليق

التعليق