أسواق البلدات المتاخمة للمعارك في شرقي إدلب تسجل أدنى حركة تجارية


تفرض الحرب نفسها بشكل واضح على المناطق المتاخمة لجبهات القتال شرقي إدلب، ما أدى لتسجيل أسواق تلك المناطق أدنى حركة تجارية منذ وقوعها تحت إدارة الثوار. فمعظم السكان تركوا منازلهم خوفاً من المعارك والقصف كما خلت المتاجر من البضائع بسبب تخوف التجار من القتال المندلع في مناطق قريبة.

وقال "أبو توفيق" وهو تاجر غذائيات لا يزال يقيم في بلدة الفوعة لـ "اقتصاد": "لم أغلق متجري حتى في أقسى ظروف القتال الدائر بالقرب من المنطقة لكن الحركة التجارية باردة جداً".

منذ احتدام القتال بالقرب من مدينة سراقب غدت مدينة سرمين "خط اشتباك أول" بعد هروب سكانها منها، كما دخل النظام إلى بلدة آفس القريبة من سراقب، وهو ما أثّر على المناطق المتاخمة مثل بنش وطعوم وتفتناز والفوعة وكفريا، وهي مناطق كانت مأهولة بالسكان وتشهد حركة تجارية متصاعدة نتيجة نزوح الآلاف إليها في فترات سابقة.

في مدينة بنش لا يزال "أبو محمد" يدير متجره للخضراوات لكنه يشتكي من تدني الحركة التجارية بسبب نزوح معظم سكان المدينة هرباً من المعارك.

وقال أبو محمد لـ "اقتصاد": "معظم الناس غادروا.. ما جعل نسبة إقبال الزبائن على شراء الخضراوات والفاكهة في أدنى مستوياتها".

لم يعرض "أبو محمد" الكثير من الأصناف. يقول إنه يبيع بعض أنواع الخضار الضرورية مثل البطاطا والبندورة والبقوليات. بينما حوت بعض الرفوف فواكه رخيصة الثمن مثل البرتقال والتفاح.

يشتكي تاجر القطع المستعملة في بلدة طعوم من حركة بيع "معدومة تماماً"، كما يؤكد لـ "اقتصاد". وهذا ما جعله يغلق متجره ويذهب إلى المنزل. في حين علا الغبار والصقيع مجموعة كبيرة من الأبواب والنوافذ المستعملة التي يعرضها في الخارج دون أن "يستفتح بزبون واحد منذ أسبوعين على الأقل"، كما يؤكد.

يسود المنطقة هدوء حذر كون العمليات القتالية التي شنها النظام للسيطرة على سراقب، عقدة طريقي ترانزيت دوليين، قد انتهت.

ولا يزال القلق يساور من تبقى من السكان بسبب تقلص المسافة الجغرافية بين بلداتهم والجبهات التي يسيطر عليها النظام وهو ما يبعد أي تفاؤل بعودة قريبة لأي نشاط اقتصادي.

وقال "سعيد" أحد المدنيين الذين غادروا المنطقة باتجاه الحدود التركية: "لا أنوي العودة إلى منزلي حتى يعم الهدوء".

وأضاف: "هناك الآلاف مثلي ينتظرون عودة الأمان لممارسة نشاطاتهم الاعتيادية وإعادة افتتاح الأسواق".

ترك تعليق

التعليق