"مهنة التوصيل" في اعزاز تنتعش مع قلة فرص العمل


لم يجد العم "أبو محمد" لنفسه مهنة تساعده على تأمين قوت يومه إلا العمل على دراجته النارية لتوصيل الطلبات، وذلك بعد أن نزح من قريته بريف حلب الغربي إلى مدينة اعزاز الواقعة ضمن مناطق ما يعرف بـ "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي.

"توصيل أي شيء.. أشخاص، أمتعة.. وعلى مدار الساعة"، بهذه الكلمات يلخص العم مهنته الجديدة.

على جانبي الطريق الرئيسي لمدينة اعزاز وبالقرب من دوار التآخي"الكفيين"، تصطف عشرات الدراجات النارية ذات العجلات الثلاث وأخرى ذات عجلتين، وسيارات من نوع "بيك اب"، حيث باتت مهنة التوصيل من المهن الرائجة في اعزاز مع قلة توافر فرص العمل.

لا يحدد العم "أبو محمد" أجرة معينة للطلب. "تاركها ع البركة"، قال "أبو محمد"، مردفاً: "المهم طلع حق البنزين وكم ليرة حلال فوقهن".

ونتيجة بُعد المسافات بين قرى وبلدات ريف حلب الشمالي يضطر الأهالي لاستخدام وسائل التنقل المختلفة. ويسعى "أبو مالك" لاختيار أقلها تكلفة وأسرعها. "دائماً أستأجر (ميتور) لكي أذهب لعملي في إحدى قرى اعزاز"، قال "أبو مالك".


وتوفر الدراجة النارية "الميتور" حركة سريعة للتنقل على الطرقات الفرعية وضمن شوارع المدن المزدحمة وبأجور رخيصة نظراً لحاجتها للقليل من الوقود مقارنة بالسيارة.

"محمود"، أحد أبناء مدينة اعزاز، تحدث لـ "اقتصاد" بلهجة حزينة، مستنكراً أن يُطلق على "خدمة توصيل الناس"، وصف المهنة. وقال: "توصيل الناس خدمة نقدمها لأي محتاج في الطريق بلا أي أجر".

وتابع موضحاً: "لكن قلة فرص العمل وانتشار الفقر دفع الكثيرين للبحث عن أي وسيلة رزق تكفيهم ذل السؤال.. وبرأيي أن تأمين فرص العمل مسألة يجب إعادة النظر فيها من قبل المسؤولين بالمدينة".

وتشهد بلدات ومدن ريف حلب الشمالي انتعاشاً اقتصادياً ملحوظاً وفره ارتفاع نسبة الأمان في مناطق كـ "درع الفرات" و"غصن الزيتون".

وتتوفر الخدمات من كهرباء ومياه بشكل مقبول ضمن تلك المناطق، لكن يقابلها تراجع للوضع المعيشي وقلة في فرص العمل.

ترك تعليق

التعليق