أهالي ريف حلب الشمالي للنازحين: "مصابكم هو مصابنا"


مع تصاعد وتيرة القصف والمعارك واستمرار عمليات النزوح من مناطق ريفي إدلب وحلب، باتت مناطق ريف حلب الشمالي ما يعرف بـ "درع الفرات"، المقصد الوحيد، وربما الأكثر أمناً خلال المرحلة الراهنة لمئات العوائل الذين أجبروا على مغادرة منازلهم نحو المجهول.

يقول "مهند" ٣٥ عاماً، الذي نزح مؤخراً من بلدة تفتناز بريف إدلب، أنه عند استقل سيارته باتجاه رحلة النزوح لم يكن لديه وجهة محددة. "سرت مع مواكب السيارات باتجاه ريف حلب الشمالي"، أوضح "مهند".

وأثناء الطريق اتضح لـ "مهند" أنه لم يكن وحده الذي اتجه لمناطق ريف حلب الشمالي للمرة الأولى بغير وجهة معلومة.

استقبال الأهالي

على مدخل مدينة إعزاز اجتمع العشرات من أبناءها الذين يعملون على استقبال الأهالي الوافدين إلى المدينة.

"محمود" من أبناء اعزاز عمل مع أصدقائه على جمع مبلغ من المال لشراء بعض المساعدات العاجلة كوجبة "طعام وزجاجة ماء"، وذلك لتقديمها للعوائل التي وصلت لتوها من طريق النزوح الطويل. "هذا أقل ما يمكن فعله، ومن واجبنا مساعدة إخواننا"، قال "محمود".

في مدينة الباب لم يكن المشهد مختلفاً فعشرات الفرق التطوعية التي تم إنشاؤها بمبادرات أهلية تعمل على مساعدة النازحين عبر تقديم المساعدات الطارئة كـ "الاسفنجات والبطانيات وبعض مواد التدفئة".

"أسامة العمري"، ناشط في مجال الإغاثة قال لـ "اقتصاد"، إنه صادف الكثير من مشاهد تضامن الأهالي مع النازحين. "من يستطيع يساعد بالمال، ومن لا يمتلك يساعد في تسيير أمور الناس وإيصالهم لمراكز الإيواء أو محاولة تأمينهم في بيته"، يقول "العمري".

ويردف: "يحاول الأهالي أن لا ينكسر خاطر النازحين.. ومصابكم هو مصابنا".

وفي إحدى مساجد مدينة الباب حيث أقيم مركز إيواء جماعي للنازحين، دخل "أبو سليم" -وهو اسم مستعار لأحد أهالي الباب- يحمل عدداً السندويشات ليقدمها كوجبة عشاء متواضعة للأهالي ضمن المركز. "سامحوني إذا قصرت بس هاد يلي بيطلع بإيدي"، قال "أبو سليم".


مبادرات أخرى

وفي ظل موجة البرد وارتفاع أسعار المحروقات عمدت عدة كازيات لتخفيض سعر ليتر المازوت لـ ٤٠٠ ليرة سورية عبر بيع كميات محددة لكل عائلة.

وأطلق هذه المبادرة عدد من التجار في المنطقة، وبعض أصحاب الكازيات، للمساهمة في تخفيف متاعب النزوح.

وبدأت المبادرة من إحدى كازيات مدينة إعزاز لتشمل بعدها عدة كازيات أخرى في كل من منطقة الباب وجرابلس.


مساهمات منظمة

بدوره أوضح "إيهاب الراجح"، مدير الخدمات الاجتماعية بمجلس الباب، أن المجلس عمل على تجهيز مراكز إيواء مؤقتة للأهالي الوافدين وتجهيزها بالخدمات الأساسية اللازمة من ماء وتدفئة.

يقول "الراجح" إن المكتب تلقى عدة عروض من أهالي قدموا أراضٍ أو منازل تحتاج بعض التجهيز بشكل مجاني للمساعدة في إيواء النازحين.

ويسعى مجلس الباب لإحصاء وتوثيق جميع العوائل الوافدة للمدينة، والعمل على التنسيق مع المنظمات والهيئات الإغاثية لإيصال المساعدة لأكبر عدد من المحتاجين.

ترك تعليق

التعليق