نوايا النظام وروسيا.. وسيناريوهات متوقعة لمعبر باب الهوى


لم يكن من قبيل الصدفة أن يأتي الإعلان عن افتتاح مطار حلب الدولي متزامناً مع سيطرة النظام السوري على أطول طريق يمر من معبر نصيب وحتى مدينة حلب وإعادة تشغيله. فهدف السيطرة على الطرقات الدولية يتجاوز مجرد الحصول على طريقي ترانزيت طالما كانا ضمن خطة روسيا لمنح النظام منطقة متصلة بشبكة من الطرق، لتكون الغاية حالياً هي وقف المساعدات الإنسانية العابرة للحدود وحصرها بحكومة مركزية (النظام)، وعبر مطار حلب الدولي.

هذا الهدف أكده المبعوث الخاص للنظام، بشار الجعفري، في إحدى جلسات مجلس الأمن بداية العام الحالي. الجعفري تحدث عن السيطرة على معرة النعمان رابطاً بين العمليات القتالية التي تشنها قوات نظامه، وبين فتح مطار حلب الدولي وعدم الحاجة للمساعدات الإنسانية العابرة للحدود.

لكن إيقاف هذه المساعدات التي تدخل إلى إدلب عبر باب الهوى وباب السلامة لن يتم دون الإعلان رسمياً عن إغلاق هذين المعبرين خصوصاً بعد أن صوت مجلس الأمن في 10 كانون الثاني من العام الحالي على حصر إدخال المساعدات الإنسانية الحدودية بمعبرين عبر تركيا بدلاً عن أربعة معابر سابقاً (باب الهوى،باب السلامة، الرمثا، اليعربية)، وذلك لمدة ستة أشهر.

خطة النظام تبدو غير مكتملة حتى الآن لذلك يعتقد خبراء ومحللون أن السيطرة على طريقي (m5) و(m4) لن يكونا سوى الخطوة الأولى، تأتي بعدها خطوة هامة تتعلق بإغلاق معبري، باب السلامة الذي يقع في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وباب الهوى في إدلب.

هناك سيناريوهات لتحقيق السيطرة على هذين المعبرين أو إغلاقهما على أقل تقدير.

باب الهوى وسيناريو التصعيد

ما يمكن استنتاجه من عدم الوصول إلى اتفاق حاسم بين النظام وتركيا عقب التصعيد الأخير بينهما أن هناك من يماطل لتحقيق مكاسب جدية على الأرض تتعلق بإغلاق معبر باب الهوى أو تهديده نارياً كخطوة مبدئية.

تزامنت الاجتماعات الروسية-التركية المكثفة مع سيطرة النظام على جيب هام جداً بريف حلب الشمالي الغربي (حيان، عندان، كفر حمرة) ثم محاولة النظام التمدد نحو جبل الشيخ بركات، وهو أهم موقع يرصد ناحية عفرين ومعبر باب الهوى وبلدات هامة ذات كثافة سكانية عالية في إدلب مثل الدانا وسرمدا.

وصول النظام إلى جبل الشيخ بركات ومحاصرة نقطة المراقبة التركية في دارة عزة، يعني تهديد معبر باب الهوى نارياً وإغلاق المنفذ الرئيسي بين إدلب وعفرين.

تجري اليوم ترتيبات تتفيذ هذا السيناريو بشكل واضح. وفي حال تم التصدي العنيف من قبل قوات المعارضة ستتوقف المعارك غالباً ليلجأ النظام إلى سيناريو آخر لتحقيق نفس الهدف لكن بعد السيطرة التامة على طريق اللاذقية-حلب والانتهاء من أخطر وأكبر معركة وهي معركة السيطرة على جسر الشغور.

يعتقد البعض أن إغلاق معبر باب الهوى في هذا السيناريو سيكون عبر تفاهم سياسي مع مجموعة استانة.

تبدأ الترتيبات بعزل مدينة إدلب عن محيطها الحيوي واستلامها حتى معبر باب الهوى سياسياً ثم قيام النظام بإدارة بوابة المعبر والإعلان لاحقاً، عن إغلاقه رسمياً.

هذا السيناريو لن يتحقق في ظل ظروف التوتر الحالية لأنه يعتمد على تفاهم سياسي يدخل النظام فيه كطرف رابع مع ثلاثي أستانة وهذا ما يعيدنا إلى المربع الأول وهو الوصول في البداية إلى اتفاق نهائي بين تركيا والنظام يقضي بتطوير اتفاق أضنة.

في حال نجح النظام في فرص أمر واقع يخص معبر باب الهوى سينتقل إلى الخطة المتعلقة بمعبر باب السلامة.

تسعى روسيا لفك الحظر الاقتصادي عن النظام عبر فتح طريقي التجارة الدوليين والسيطرة على المعابر الحدودية وافتتاح مطار حلب الدولي تمهيداً لإيقاف المساعدات الإنسانية العابرة للحدود وإجبار المجتمع الدولي على تمريرها عبر النظام حصراً. تنفذ هذه الترتيبات بالحديد والنار على حساب عشرات الآلاف من الأبرياء الرافضين للعيش تحت مظلة (بشار الأسد).

خارطة محتملة

من المؤكد أن روسيا تخشى من المخطط التركي الرامي لإدارة شريط حدودي متصل من شمالي جسر الشغور حتى المالكية شرقاً تحت مسمى المنطقة الآمنة. فهذا يعيد إلى الذاكرة خطوة مشابهة جرت شمالي قبرص جعلت منها منطقة نفوذ تركية على الرغم من عدم حصول الأخيرة على اعتراف أممي بوجودها.

لذلك.. تقتضي خطة روسيا فصل هذا الشريط إلى أربعة كانتونات على الأقل بغية تهديدها في أي وقت. لتكون الخارطة المحتملة حتى نهاية العام الحالي هي كانتونات منفصلة تحت الوصاية التركية (رأس العين وتل أبيض مع توسيع الشريط الجنوبي لهما)، (مثلث جرابلس، الراعي، الباب)، (عفرين واعزاز)، (ما تبقى من إدلب بعد السيطرة على الطريقين الدوليين).

ترك تعليق

التعليق