على إيقاع النزوح.. ارتفاع حاد في أسعار الشمال السوري


وفقاً لـ "فريق منسقو الاستجابة"، فإن 1022216 إنسان، توجهوا نازحين إلى الحدود "السورية - التركية"، عدا منطقتي "درع الفرات - غصن الزيتون"، جراء العمليات العسكرية "الروسية - الأسدية" الأخيرة على مناطق ادلب وريف حلب الغربي الجنوبي، وسط صمت دولي رهيب، وعجز منظمات المجتمع المدني المحلية والدوائر الحكومية "المؤقتة - الإنقاذ" في تأمين أبسط مستلزمات المعيشة وامتصاص الصدمة بسبب العدد الكبير.

بعد وصوله إلى منطقة حارم، ركن سيارته المحملة ببعضٍ من فرش منزله بين أشجار الزيتون، وتوجه أبو رضوان إلى أقرب المحلات ليشتري بعض المستلزمات من أرز وعدس مجروش وشاي وسكر وزيت وبسكويت لأطفاله الثلاثة، لكنه فوجئ بالأسعار المرتفعة، إذا أن البائع طلب ثمن كيلو السكر الواحد 700 ليرة سورية، وكيلو الأرز "نوع شعبي" 1100 ليرة، وكيلو العدس 800 ليرة، وليتر الزيت 1250 ليرة، وأضاف 25 ليرة على كل قطعة بسكويت.

يقول أبو رضوان لـ "اقتصاد" إنّ الأسعار على الحدود وفي مناطق المخيمات أكثر بنحو 15 إلى 20% عن المدن والبلدات، كما لا تختلف أسعار الخضروات المرتفعة عن بقية المواد، حيث اضطر لشراء كيلو الباذنجان بـ 850 ليرة سورية، وكيلو البطاطا بـ 400 ليرة، كيلو البندورة 600 ليرة، كيلو البصل 500 ليرة، صحن البيض 1600 ليرة.

لا يختلف الواقع في المدن القريبة، لا سيما في منطقتي "درع الفرات - غصن الزيتون" بما تشمل من مدن "عفرين - الباب - اعزاز - جرابلس - أريافها"، إذ ارتفعت فيها الأسعار على نحو غير مسبوق. ورصد "اقتصاد" أسعار بعض المواد المستهلكة حيث سجل سعر كيلو الكوسا 1250 ليرة، الزهرة 400 ليرة، الخيار 750 ليرة، ضمة البقدونس 200 ليرة، فليفلة خضراء 1300 ليرة.

كما سجلت أسعار اللحوم والدجاج ارتفاعاً بنسبة 40%، ويباع كيلو الفروج المذبوح بـ 1800 ليرة، كيلو فخاد 1850 ليرة، صدر دجاج 2400 ليرة، سودة دجاج 1800 ليرة.

بعد جهدٍ وعناء وجدت "أم شادي"، نازحة من مدينة أريحا في إدلب إلى مدينة جنديرس في شمال حلب، أرخص بائع للحطب، إذ قدم لها رأفةً بحالها كيلو الحطب بـ 120 ليرة، ويباع حالياً بين 150 و 175 ليرة بعد أن كان سعره في الشهر الماضي بين 75 و100 ليرة.

وتشهد كافة المناطق انقطاعاً حاداً في مواد التدفئة لا سيما الحطب منها، حيث وصل سعر كيلو الحطب اليابس الواحد في مدينة إدلب إلى 200 ليرة سورية، وفي مدينة الباب إلى 160 ليرة.

إضافةً للطقس البارد والصقيع فإن خسارة قوات المعارضة السورية للكثير من الأراضي الزراعية في أرياف إدلب وحلب ساهم في رفع أسعار الخضروات بسبب قلتها مقارنةً مع حجم الطلب بحسب ما قاله لـ "اقتصاد"، "أبو هادي"، صاحب متجر فواكه وخضروات في مدينة إعزاز.

وأضاف أن ارتفاع الطلب على أية مادة في السوق يدفع التجار إلى رفع سعرها بذريعة صعوبة نقلها وارتفاع أسعار المحروقات واضعاً الحطب مثالاً على ذلك.

ردود فعل المجالس المحلية لم ترتقي إلى حجم الكارثة الأخيرة، وأكثرها رفعت نداءات استغاثة تهدف إلى تشييد مخيمات اسعافية ومراكز إيواء مؤقت بشكل عاجل، بينما بقيت أسعار المواد الأساسية في الأسواق مُحررةً في ظل غياب منظومة إدارية تموينية قادرة على تحديد الأسعار ومراقبة حركة السوق الذي كلما زاد فيه الطلب على أية مادة كلما ارتفع سعرها أكثر.

ترك تعليق

التعليق