رجل الأعمال عمار الصباغ.. يفتح حواراً مع النظام للعودة من مصر


يستغرب أركان في النظام، من عدم استجابة رجال الأعمال الذين فروا إلى خارج البلد، لدعوات عودتهم إلى سوريا، لكنهم يعبرون عن استغرابهم على نفس طريقة المساعد أول "أبو حيدر": "قرررد.. ولك ليش ما بعودوا هدول الحيوانات.. والله البلد صارت كيسة".

هذا ما يحدث بالضبط، إذ أن النظام يعتقد بأن الأسباب التي دفعت هؤلاء للهروب من البلد، زالت بإعادة سيطرته على أغلب المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، متجاهلاً حالة الهلع والخوف التي تركها في نفوس هؤلاء المستثمرين، عندما جعل الكلمة العليا في هذا البلد، للبوط العسكري، والتي لاتزال مستمرة حتى الآن..

برأي الكثيرين، أن الحكومة ليست هي من يسعى لإعادة رجال الأعمال السوريين إلى البلد، وإنما من قرر البقاء فيها، ووقف إلى جانب النظام ودعمه، فهؤلاء ما عادوا قادرين على تحمل فاتورة جشع الأجهزة الأمنية لوحدهم، وأصبحوا ينشدون من يأتي ويحمل عنهم "كتفاً"، من أجل أن يتجنبوا الإفلاس.. سيما وأن خروجهم اليوم لم يعد ممكناً، بعدما أحكم النظام قبضته عليهم وأصبحوا مكبلين بالعقوبات الدولية..

قبل يومين، نشرت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام تصريحات لرجل الأعمال الحلبي، عمار الصباغ، الذي فرّ إلى مصر، مع أنه كان من جماعة "ما دخلني"، ورغم ذلك أصدرت الأجهزة الأمنية بحقه وبحق عدد كبير من رجال الأعمال، قرار منعٍ من السفر.. حيث تساءل الصباغ: "كيف تطلبون مني العودة إلى سوريا دون إزالة هذا المنع..؟".

إضافة إلى ذلك، تحدث الصباغ، والذي كان على ما يبدو يرد على دعوات بعض تجار دمشق وحلب، له ولغيره، بالعودة إلى سوريا، عن بيئة الأعمال المتوفرة حالياً في البلد، والتي تفتقد لأبسط مقومات العيش، وليس الاستثمار والعمل، مشيراً إلى أن الوضع الحالي غير مشجع، ما دامت قرارات الحجز تلاحق جميع رجال الأعمال خارج البلد، بسبب القروض التي أخذوها، ولم يسددوها نتيجة للأوضاع الأمنية وتعرض منشآتهم للدمار، مطالباً الحكومة كبادرة حسن نية، بتأجيل تسديد هذه القروض، مع إلغاء كافة الغرامات والفوائد التي حمّلتها عليها، بما فيها قرارات الحجز.

وبحسب الكثير من المتابعين، فإن عمار الصباغ وضع سقفاً مرتفعاً، لشروط عودته وغيره من رجال الأعمال السوريين الذين فروا خارج البلد، لدرجة أن التعليقات على تصريحاته في المواقع الموالية التي تداولتها، كانت في أغلبها، شاتمة وتصفه بالخيانة، كونه فرّ من البلد مع بداية الأحداث دون أن يقف إلى جانب النظام، والآن يريد أن يضع شروطاً لعودته.

وكتب أحد المعلقين: "ترجع ولا لكيفك يا خاين".. بينما كتب آخر: "إنت بتستاهل الدعس وليس منع السفر"..

كما وعلّق آخرون، على ما يبدو أنهم يعرفون الصباغ، إذ أشاروا إلى أنه شخص نفعي ويكره النظام وتسلطه، لكنه بنفس الوقت لم يعلن موقفاً مسانداً للثورة، وإنما فضّل العيش في المنطقة الرمادية، بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع، ولمن ستكون الغلبة، من أجل أن يحدد موقفه النهائي.

وتقول وسائل إعلام النظام، إن الصباغ يشغل منصب رئيس الجالية السورية في مصر، بينما أكد البعض بأن هذه الهيئة ليس لها وجود من الأساس، وإنما هي صفة منحتها سفارة النظام في القاهرة للصباغ قبل أيام، كبادرة حسن نية، بعدما أعلن عن رغبته وغيره من رجال الأعمال في مصر، بالعودة إلى سوريا، ثم تواصل مع السفارة طالباً مساعدتها في فتح قنوات حوار مع الحكومة. وهو الحوار الذي نشرت جريدة "الوطن" الموالية للنظام، جوانباً من مضمونه.

ترك تعليق

التعليق