من بينها اقتصادية.. ما أسباب تماسك المؤسسة الدينية في حلب؟


خلصت نتائج ورقة تحليلية، أعدها "مركز جسور للدراسات"، إلى وجود منافع اقتصادية وراء ما يبدو تماسكاً ظاهرياً لـ"المؤسسة الدينية" في حلب.

وبيّنت الورقة التي رصدها "اقتصاد" أن إعلام النظام سعى لإظهار المؤسسة الدينية في حلب بمظهر بسيط تنخرط فيه شخصياتها ضمن نطاق الولاء المطلق للنظام السوري ورئيسه بناء على عدة مبادئ دينية.

وأوضحت أنه، على الرغم من الهالة الواسعة التي تسوقها دعاية النظام لتماسك النسيج الديني في حلب، إلا أن هناك ما يزيد عن 300 شيخ وعالم شرعي في حلب يقفون موقفاً جازماً في الثورة ضد النظام وتغوله.

وذكرت الورقة عوامل ومحددات وراء ما يبدو تماسكاً ظاهرياً لشخصيات المجتمع الديني الموالية للنظام في حلب، ومن أهمها:

-عامل الوجاهة الاجتماعية، وهو أحد أهم أسباب ارتباط هذه الشخصيات بمؤسسات النظام، حيث يهيئ الحضور الرسمي بجانب "الطرف الأقوى" فرصة الشهرة والانتشار إضافة إلى القبول الاجتماعي، مما يؤهل الشخص لتسهيل أموره وكسبه مزيداً من الاحترام في مختلف المجالس والمواقع.

-عاملا القرابة والمصلحة، وهما دافعان إضافيان للاصطفاف المشترك مع النظام.

-استغلال النظام لتكتّل العائلة أو الجماعة: وهو من العوامل المهمة في إظهار هذا التماسك.

وفي حديثه لـ"اقتصاد"، قال الباحث في مركز "جسور للدراسات" عرابي عرابي، مُعد الورقة، إن النظام السوري حرص أشد الحرص على كسب ود علماء حلب، لإظهار وقوف الحاضنة الشعبية إلى جانبه، في مدينة تعد الأهم اقتصادياً على مستوى سوريا.

وأشار إلى أن "مصالح متبادلة ربطت بين علماء حلب، وبين شبكة من التجار الموالين للنظام، من بينهم مدير غرفة صناعة حلب، فارس الشهابي، وعائلة القاطرجي، حيث استفادت الشبكة من علاقتها بالمؤسسة الدينية في إيجار وشراء عقارات مملوكة للأوقاف".

وأضاف عرابي، بأن النظام لم يقدم مكاسب للمؤسسة الدينية بحلب بشكل واضح، وإنما تغاضى عن إدارة المؤسسة بكل ملكيتها لطبقة من العلماء، وتركهم يتصرفون بالأموال الطائلة، مقابل تقوية الصلة معهم.

وقال إن "النظام في الوقت الذي يدعي فيه أنه نظام علماني، يحتاج لمؤسسات تسوّق له داخل المجتمع السوري، بمعنى آخر لا يحتاج النظام لعلماء حلب لدواع أمنية، بل لتجميع الوسط الشعبي حوله، وتحديداً في حلب التي تضم ما يقارب الـ6 ملايين نسمة، وغالبيتهم من السنّة".

وتابع عرابي، أن مفرزات الثورة أدت إلى ظهور طبقات عدة من رجال الدين في حلب، موضحاً "لكل طبقة منهم مليشيات داعمة، وشبكات اقتصادية، والنظام يستفيد بالنهاية من كل ذلك"، مبيناً أنه "على سبيل المثال، أخذت عائلة "الشهابي" المعروفة برجال الدين فيها وبعلاقاتها مع النظام موقفاً واضحاً في دعمه، نظراً لتمركز أشخاص عدة منهم في مناصب ومساجد مهمة في مدينة حلب".

وكانت مديرية أوقاف حلب، قد أقامت احتفالاً دينياً في جامع عبد الله بن عباس بمشاركة عدد كبير من علماء الدين الإسلامي ومعلمات القرآن الكريم ورؤساء وممثلي الطوائف المسيحية في المحافظة، احتفالاً بـ"الانتصار" الذي حققه النظام السوري على المعارضة.

ترك تعليق

التعليق