سوريون.. هجرة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، من تركيا باتجاه أوروبا


استنفرت وسائل التواصل الاجتماعي السورية منذ الأمس، وبعيد انتشار خبر فتح الحدود التركية للسوريين باتجاه أوروبا، لتتناقل أخباراً أشبه بالعاجلة، عن حركة باصات في مناطق من اسطنبول وبعض المدن التركية، باتجاه مناطق التهريب، حيث وصل السوريون عبر تلك الوسائل إلى اليونان، والبعض الآخر خرج من اليونان.. وهاهم يقفون على أعتاب أول دولة باتجاه عمق أوروبا الغربية..

على أرض الواقع، هناك بالفعل حركة غير معهودة بين السوريين الموجودين في مناطق مختلفة من تركيا، وهم يتواصلون مع أقرانهم في اسطنبول، الذين يرشدونهم إلى أماكن تموضع الباصات التي ستقلهم إلى مناطق التهريب إلى اليونان وبدون مقابل مادي.

أحد هؤلاء السوريين الذين يقيمون في مدينة غازي عنتاب في الجنوب التركي، أكد لـ "اقتصاد" حقيقة الأخبار التي تتحدث عن وصول سوريين إلى اليونان منذ الصباح الباكر، يوم الجمعة، مشيراً إلى أن بعض وكالات الأنباء نشرت صوراً، ومنها قنوات إخبارية معروفة، نافياً في الوقت نفسه فكرة أن تكون هذه الصور قديمة، نظراً للفترة الزمنية المحدودة بين قرار تركيا بفتح الحدود، وبين نشر صور هؤلاء الواصلين.. فهي بنظر الكثيرين فترة غير معقولة، وتشير إلى أن هناك سوريين كانوا مستعدين في الشوارع بانتظار قرار كهذا..!

وتحدث هذا الشخص عن استعداداته وعدد من السوريين الآخرين للذهاب إلى اسطنبول كحد أقصى، اليوم (الجمعة) مساءً، مقدراً الأعداد بالمئات التي سوف تحذو حذوه، وذلك من أجل استغلال الفرصة بالدخول إلى أوروبا، قبل أن تتراجع تركيا عن قرارها، حيث سرت شائعات بأن فتح تركيا لحدودها لن يستغرق سوى بضعة أيام قليلة، في محاولة لإجبار أوروبا على التدخل إلى جانبها، في مواجهتها مع النظام السوري وروسيا.

وفي السياق ذاته، تحدث عدد من الناشطين، مبدين رأيهم بقرار تركيا فتح الحدود باتجاه أوروبا فيما إذا كان صحيحاً، حيث أشاروا إلى أن الأحق بالاستفادة من هذه الفرصة، هم السوريون الذين يعيشون حالياً تحت القصف في إدلب، ويعانون من البرد والجوع والتشرد، مطالبين السلطات التركية بأنها إذا كانت جادة بهذا الأمر، أن تقوم بفتح الحدود لهم وتسهيل وصولهم إلى اليونان..

وانتقد هؤلاء الناشطون، الشباب السوريين الذين يعيشون في تركيا منذ سنوات طويلة، ومشاهد الاستنفار والاستعدادات التي يقومون بها، للاستفادة من فرصة فتح الحدود، لافتين إلى أن الأَولى بهم لو أنهم يساعدون ذويهم في إدلب في الخروج من المأساة التي يعيشون فيها.

هذا ولم يصدر عن السلطات التركية أي قرار رسمي بفتح الحدود سوى ما نشرته وكالة رويترز مساء أمس (الخميس)، نقلاً عن مسؤول تركي رفيع المستوى بأنهم لن يمنعوا من الآن وصاعداً هجرات اللجوء باتجاه أوروبا، بينما التصريح الوحيد الذي صدر عن السلطات التركية، هو ما ورد اليوم (الجمعة) في بيان وزارة الخارجية، والذي أشار إلى أن تركيا لم تعد قادرة على ضبط حدودها مع أوروبا، وتحمل ضغط اللاجئين على أراضيها.

ترك تعليق

التعليق