سوريون على الحدود اليونانية والبلغارية: سوف ندخل ولو على ظهورنا..!


أمضى آلاف السوريين الذين انطلقوا أمس من اسطنبول باتجاه الحدود اليونانية والبلغارية، ليلتهم في العراء، وسط مقاومة شرسة من قبل حرس الحدود في كلا البلدين، الذين أغلقوا بوجههم البوابات، وأعلنوا أنهم لن يسمحوا لأحد بالدخول، حتى لو أمضوا العمر كله على الحدود.

وفي المقابل يتطلع الكثير من السوريين، أن تتحول قضيتهم إلى أزمة دولية، تضطر بعدها الأمم المتحدة إلى إيجاد حل لهم، والسماح لهم بالدخول إلى اليونان أو بلغاريا، ومن ثم التوجه إلى دول أوروبا الغربية، كما حدث في العام 2014 وحتى العام 2017.

إلا أن الكثير من المراقبين يرون أن الظروف الدولية تغيرت كثيراً عن تلك الفترة، وأن الدول الأوروبية وصلت إلى مرحلة التخمة في استقبال اللاجئين، وبالذات السوريين، بالإضافة إلى أن تركيا مكبلة باتفاقيات مع تلك الدول تمنعها من الضغط عليها عبر تلك الورقة، وبالتالي سوف تضطر إلى إعادة هؤلاء اللاجئين إلى أراضيها، حالما تحصل على ما تريد من أوراق سياسية، باتت إلى حد كبير في جيبها، بعدما أعلنت روسيا، اليوم، بأنها توصلت إلى اتفاق مع تركيا بشأن خفض التوتر في إدلب.

إلا أن المشكلة لم تعد بتركيا، بحسب الكثيرين، وإنما بهؤلاء اللاجئين الذين حزموا حقائبهم وركبوا الباصات، وودعوا سنوات البؤس والحرمان والخوف التي أمضوها في تركيا إلى غير رجعة، وأصبح شعارهم الوصول إلى "برلين"، مهما كان الثمن..

وفي هذا الصدد، يقول "أحمد، ح"، الذي يبلغ من العمر 27 عاماً، من على الحدود مع اليونان، والذي تواصل معه موقع "اقتصاد"، أن الأوضاع مأساوية جداً، والبرد شديد والناس في العراء، مع الحد الأدنى من متطلبات البقاء، لكنه أشار إلى أن هناك إصراراً من الجميع تقريباً، بأنه لا عودة إلى الوراء تحت أي ظرف، مشيراً إلى أنه بدأت تتشكل مجموعات ضغط من الشباب بمساعدة وسائل الإعلام التي توجهت منذ الأمس إلى هناك، من أجل إجبار الأمم المتحدة والدول الكبرى على التدخل، سيما وأن السلطات التركية أعلمتهم، بحسب قوله، أن الأمر بحاجة إلى صبر، وهم من جهتهم، أي السلطات، لن تسمح لهم بالعودة إلى داخل الأراضي التركية.

ويقول "حسان، ر" الذي كان متواجداً إلى جانب "أحمد "، في تصريحات لـ "اقتصاد"، إن وجود الأطفال والنساء معهم، ليس عاملاً سلبياً، وإن كان يضعف من إصرار البعض على البقاء والاستمرار، وبالذات أرباب هذه الأسر، لافتاً إلى أن وجودهم سوف يساعد كثيراً على تدويل أزمتهم.

وأضاف، أنه يعلم والكثير ممن قرروا التوجه إلى الحدود، أو بعيد وصولهم بقليل، أن إقامتهم قد تطول لأشهر، إلا أنهم في النهاية سوف يدخلون، وحسب رأيه أن البقاء في العراء وعلى الحدود، أشرف بكثير من العودة إلى ما كانوا عليه في المدن التركية، من غياب فرص العمل أو الأجور القليلة، والاستغلال الذي كانوا يتعرضون له من أرباب عملهم.

ترك تعليق

التعليق