بالصور والفيديوهات: شابان يرويان لـ "اقتصاد" تجربتهما على الحدود اليونانية


"حاولنا اغتنام الفرصة لنتوجه من إسطنبول نحو أوروبا لكننا عشنا ساعات لن ننساها".. بهذه الكلمات روى اللاجئان السوريان، زيد (20 عاماً)، وشقيقه عابد (23 عاما)، لـ "اقتصاد"، تفاصيل رحلتهما من إسطنبول إلى أدرنة، بهدف التوجه صوب أوروبا، بعد إعلان الحكومة التركية السماح بذلك.

ولم يكن يتوقع الشقيقان أن يتعرضا لتلك المواقف خاصة وأن رحلتهم التي بدأت من إسطنبول وتحديداً من مكان تجمع الباصات في منطقة الفاتح إلى "أدرنة" كانت سهلة جداً، إلا أن المفاجأة التي كانت تنتظرهم على الحدود اليونانية هو رفض الجانب اليوناني استقبال اللاجئين بأي شكل من الأشكال.

ومن أجل ذلك اضطر الشقيقان مثلهم مثل أي لاجئ متواجد في "Karaaaç"، وهي النقطة التي وصلوا إليها، للمبيت في العراء تحت الأشجار، في حين كان وضعهم لا يختلف عن العائلات التي تفترش الأرض وتلتحف السماء، يضاف إلى ذلك وجود مجموعات من الأشخاص يتوزعون في كل طرف وزاوية بين الأشجار وهم يلتفون حول النار التي أوقدوها من أجل التدفئة.
 

وتابع الشابان قولهما، إنهما حاولا مع مجموعة من الأشخاص (من جنسيات مختلفة)، التوجه صوب نقطة أخرى (على الحدود) على أمل العبور منها باتجاه الأراضي اليونانية، ولكن بعد السير مدة 3 ساعات تقريباً في الأراضي الطينية وتحمل تلك المشقة باءت المحاولة بالفشل ليعودوا أدراجهم إلى المكان الذي وصلوا إليه بدايةً.

 ووصل الشابان مساء الجمعة، ومع ساعات الصباح الأولى من يوم السبت، شاهدا العائلات التي تحاول أن تدخل للطرف اليوناني وكيف كان حرس الحدود اليوناني يطلقون وبكثافة الغازات المسيلة للدموع لمنع اقتراب أي لاجئ من أراضيهم، الأمر الذي تسبب بفوضى عارمة بين الأهالي المتجمعين هناك.


وعن الظروف الإنسانية المحيطة بالمكان قال الشابان، إن "الظروف سيئة جداً في ظل وجود ما يقارب من 7000 شخص حسب ما أخبرتنا إحدى المنظمات، وسط غياب المأوى اللازم من أجل أن تبيت فيه العائلات وخاصة النساء والأطفال".

 وأضاف المصدران، أن منظمة IHH التركية والهلال الأحمر التركي كانوا متواجدين في المكان، ويعملون على تقديم الوجبات الإغاثية اللازمة للاجئين.

وعن الجنسيات المتواجدة إلى جانب السوريين هناك، أوضح الشابان أن أغلب الجنسيات هي تونسية وجزائرية ومغربية وأفغانية وإيرانية، في حين أن نسبة السوريين كانت قليلة جداً ولا تتجاوز 10% من الموجودين.

ودفعت تلك الظروف بالشاب زيد وشقيقه عابد للعودة إضافة لعودة ما يقرب من 4000 شخص، إلا أن العودة لم تكن مجانية كما هو الحال حين نقلتهم الباصات المخصصة لنقل اللاجئين إلى الحدود اليونانية، بل العودة تكون على حساب الشخص نفسه ومن جيبه الخاص.


وقال الشابان إن العودة بالحافلات التي تعمل على خط (أدرنة إسطنبول) تبلغ تكلفتها 80 ليرة تركية على الشخص الواحد، في حين أن السيارات الخاصة تطلب 200 يورو على الشخص الواحد من أجل إرجاعه إلى إسطنبول أو إلى المنطقة التي جاء منها.

ويعمل زيد في مشغل للخياطة ويتقاضى راتباً بسيطاً جداً لا يكاد يكفيه لمتطلباته في الشهر الواحد، بينما شقيقه عابد يعمل كصحفي "فري لانس". ولدى السؤال عن الأسباب التي دفعت بزيد وشقيقه عابد للخروج نحو أوروبا، قالا: "حاولنا أن نغتنم الفرصة لكنها كانت فاشلة للأسف، ومن أجل ذلك لن نفكر مرة أخرى بالتوجه صوب أوروبا".

وزوّد الشابان "اقتصاد" بفيديوهات وصور تظهر جانباً من تجمعات اللاجئين على الحدود اليونانية، والاشتباكات مع قوى الأمن اليونانية، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، لتفريق اللاجئين، ومنعهم من اختراق الحدود.

وينشر "اقتصاد" الفيديوهات تباعاً على صفحته الرسمية في "فيسبوك".

ومنذ يومين، تستمر قوافل اللاجئين من مختلف الجنسيات بالتوجه صوب الحدود اليونانية، بعد أن بدأت الحكومة التركية بتقديم جميع التسهيلات من أجل ذلك.

ومساء يوم السبت، أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أنه "حتى مساء السبت غادر نحو 37 ألف مهاجر حدودنا بولاية أدرنة نحو أوروبا".

وفي وقت سابق من يوم السبت، قال أردوغان "قلنا إننا سنفتح الأبواب أمام اللاجئين، لم يصدقونا، فتحنا الأبواب والآن يوجد قرابة 18 ألف لاجئ على البوابات الحدودية ويُتوقع أن يصل العدد اليوم إلى 25 ألفاً".

ترك تعليق

التعليق