من المسؤول؟.. اعتداءات على ممتلكات السوريين في مدنٍ بجنوب تركيا


(صورة أرشيفية لمدينة غازي عينتاب في الجنوب التركي)

شهدت مدن عدة في جنوب تركيا، تظاهرات غاضبة ضد الوجود السوري، تخللها اعتداءات على أملاك السوريين.

وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة تظهر تحطيم جموع من الأتراك الغاضبين لواجهات محال السوريين ومتاجرهم، في السوق بمركز ولاية كهرمان مرعش.

بدورها أكدت مصادر لـ"اقتصاد" تسجيل مدن أخرى، منها ولايتي غازي عنتاب وشانلي أورفا اعتداءات على بعض ممتلكات السوريين (سيارات، ومحال).

وكانت منابر معنية بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا، قد دعت السوريين إلى تجنب التجمعات، والحرص ما أمكن على عدم التجول في الشوارع، وذلك بسبب ارتفاع حدة الغضب الشعبي التركي، جراء مقتل العشرات من الجنود الأتراك في إدلب.

ولم تخف أوساط سورية في تركيا قلقها من زيادة منسوب خطاب الكراهية ضدهم، وجاء افتتاح الحدود نحو أوروبا، ليزيد الطين بلة، حيث سعت بعض الأوساط التركية إلى إظهار السوريين بمظهر المتفرج على ما يدور من معارك في شمال غرب سوريا.

وحسب الكاتب الصحفي التركي عبد الله سليمان أوغلو، فإن البعض استغل توافد الآلاف من السوريين على الحدود مع اليونان، للقول بأن الهجرة نحو أوروبا هي الشغل الشاغل للسوريين، مما ساهم في خلق صورة سلبية لدى شريحة من المجتمع التركي.

وخلال حديثه لـ"اقتصاد"، اتهم "أوغلو" مجموعات لديها موقف سلبي من الوجود السوري، باستغلال أي فرصة لإظهار موقفها العنصري والسلبي ضد السوريين.

وحسب أوغلو، فإن عدداً من وسائل الإعلام التركية، ووسائل التواصل، تساهم بشكل كبير في خلق صورة نمطية للسوريين، ما يولد ردة فعل تجاه اللاجئ وتحميله مسؤولية كل ما هو سلبي في تركيا، من الاقتصاد والبطالة وإيجارات البيوت وما إلى ذلك.

وقال إن المسؤولية تقع على الحكومة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام التي تقصر في إظهار الجوانب الايجابية وقصص النجاح ومشاركة السوريين الفعالة في الاقتصاد والمجتمع التركي والانجرار وراء تيار مناهض للسوريين في كثير من الأحيان.

ودعا أوغلو في هذا السياق إلى البحث عن معالجة هذه الإشكاليات من جذورها وعلى مدى طويل، بدلاً من الاكتفاء بحلول جزئية ومؤقتة، لا تلبث أن تعيد ظهورها مجدداً.

وسائل إعلام تركية، نقلت عن والي غازي عنتاب، داوود غول، تأكيده، السبت، توقيف مواطنين أتراك بسبب إثارة الاضطرابات في الولاية، بعد بثهم لإشاعات في وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفاً أن قدوم السوريين إلى تركيا لم يكن اختياراً.

ترك تعليق

التعليق