طرطوس.. من المسؤول عن بيع المساعدات الأممية على الأرصفة؟


فيما يكابد السوريون ظروفاً معيشية قاسية في مناطق سيطرة نظام الأسد، تتكدس أكوام المعونات الممنوحة له من المجتمع الدولي على أرصفة محافظة طرطوس للبيع، والموالون يتذمرون على صفحات التواصل الاجتماعي.

الهلال الأحمر ينفي مسؤوليته

نازحون من مؤيدي الأسد لجأوا إلى محافظة طرطوس من مختلف المحافظات السورية، ناموا على قارعة الطريق، تسولوا في الشوارع، قدّم لهم الهلال الأحمر شيئاً من المعونات في البداية، وتحولت سلل المساعدات التي كان من المفروض أن توزّع عليهم إلى البسطات وواجهة المحلات التجارية للبيع.

أنكر موظفو منظمة الهلال الأحمر بيعهم لمواد الإغاثة.

قال أحد المسؤولين في المنظمة، في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "نحن نوزع المواد التي تصلنا من قبل المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة، ويتم التوزيع حسب المناطق المحددة والكميات المخصصة لكل منطقة، ونسلمها إلى المعتمدين الرسميين الذين تم تعيينهم من قبل الدولة عن طريق حزب البعث العربي الاشتراكي، ويتم تسليم المخصصات حسب الكميات المتوفرة لدينا وحسب جداول الإحصائيات التي يقدمها لنا هؤلاء المعيّنون".

وأضاف، طالباً عدم الكشف عن هويته: "يقع على عاتق فرع حزب البعث المشرف على التوزيع بالإضافة إلى المسؤولين، عبء متابعة سلامة التوزيع، وهم المسؤولون عن تسرب هذه المواد وتحولها إلى سلعة تجارية، ونحن بدورنا نقوم برفع تقاريرنا إلى المنظمات المانحة مع ملاحظاتنا".

وأكد: "لا نملك حرية التوزيع والحكومة تتدخل بنا، وتفرض علينا تسليم المواد إلى أطراف غير مستحقة، ويتم تخصيص نسبة إلى وزارة الدفاع".

مطالبات بالمحاسبة

كتب "مؤيد سليمان" على صفحة "الفساد في طرطوس" موجهاً كلامه إلى المحافظ: "هذه المعونات للشعب كله ولا تصل لمستحقيها، لكنها تباع على الأرصفة، من المسؤول عن ذلك، نرجو محاسبته بالسرعة القصوى كي لا نشتري حقنا بالمال".

أما "رامح رقية" فقال: "موجودة على كل رصيف وعرباية بطرطوس وبانياس من تسع سنين".

وقالت سناء علوش: "صح النوم، خلّي المحافظ والمسؤولين نايمين أحسن، بكفّينا ناكل حشيش هاد إذا لقيناه".

أما "نهال عمر" فكتبت على نفس الصفحة: "المعونات التي دخلت على سورية من بداية الازمة لكافة أطياف الشعب السوري، ولكن من استفاد منها، لا أدري لمن توزعت، عم نشتري منها عن الأرصفة، ولو تعلم الدول المرسلة لها لكانت حجبتها".

علق "آصف حسن" بقوله: "وحياة عينك بعمرو مارح يتغير شي، والفقر والفساد أصبح أبدي.. وبرعاية وضمان من أقسموا على حماية الوطن".

وحمّل "عادل علي" المسؤولية إلى الحكومة التي تقوم بتعيين اختصاصيين محترفين ولا تعيّن أحداً بدون اختبار شفهي وعيني.
وأضاف "فهمكن كفاية".

"يجب تغيير الشعب"

وفي حديث لموقع "اقتصاد" مع المحامي "تيسير. م"، قال: "الفساد أكبر منّا جميعاً، والمسؤولون يتم اختيارهم بعد فحص دقيق. الفساد شرط لتولّي المسؤولية، وجود ملف فساد شرط للنجاح في الارتقاء العامودي للمناصب، فالنظيف لا يستطيعون السيطرة عليه من قبل الأجهزة الأمنية والسلطات العليا، وبالتالي فهو غير صالح مع هذا النظام".

وأضاف: "تغيرت وزارات عديدة خلال المراحل الماضية، والفساد إلى نموّ متصاعد، يبدو أن الشعب هو الفاسد، فلا يمكن أن تكون القيادة الحكيمة فاسدة".

وقال: "أذكّر بقول لسيدي الرئيس الخالد المفدّى مؤسس جهوريتنا (حافظ الأسد)، (من أين سنأتي بمسؤولين نزيهين إذا كان الشعب كله فاسد)".

وعقّب بنفس النبرة الساخرة: "لذلك فإن الشعب الفاسد يجب تغييره للإبقاء على الموظفين النزيهين، لا يجب أن نزعجهم في منتجعاتهم وقصورهم أو رحلاتهم السياحية بطلبات تافهة من شعب لا يستحق". وأطلق العنان لدخان تبغه البلدي.

ترك تعليق

التعليق