سوريون من أصحاب المحلات في إسطنبول: موجة الهجرة أثّرت جداً على حركة البيع


تشهد ولاية إسطنبول التركية استمراراً لتدفق المهاجرين من مختلف الجنسيات وخاصة العربية منها، باتجاه الحدود مع اليونان من أجل التوجه صوب أوروبا.

وبدأ يلاحظ انعكاس هذا الأمر بشكل سلبي على حركة الأسواق في إسطنبول، وخاصة على أصحاب المحال التجارية التي يديرها ويعمل بها سوريون، إذ أصبحت حركة البيع والشراء تنخفض تدريجياً كون كثير من اللاجئين السوريين بدأوا بتجهيز أنفسهم للهجرة نحو أوروبا.

ورصد "اقتصاد" آراء عدد من أصحاب تلك المحال التجارية، حول تأثير موجة الهجرة تلك، في ظل أن بعض شوارع إسطنبول والتي تعتبر أنها أماكن تجارية وسياحية بدأت تخف فيها الحركة رويداً رويداً.


وفي هذا الصدد قال أحد السوريين والذي يدير محل "غذائيات حماة" في سوق "مالطة" والذي يقع في منطقة "الفاتح" الاستراتيجية، إن "حركة السوق والبيع والشراء أصبحت خفيفة في ظل هجرة السوريين والعرب عموماً، كون زبائننا كلهم من العرب".

وأضاف أن "إقبال التركي على الشراء ضعيف كون منتجاتنا غير منتجاتهم، لكن بشكل عام نتخوف من أن تستمر تلك الحالة مع استمرار موجة الهجرة باتجاه أوروبا".

ولفت المصدر ذاته إلى "اعتبار أن المنطقة سياحية فمن الممكن أن يأتي إليها العرب للسياحة وربما هذا الأمر سيساعد في التعويض عن هجرة السوريين أو غيرهم من الجنسيات، وبالتالي ربما تتحسن حركة البيع والشراء نوعاً ما".


ولدى تجولنا في شوارع سوق "مالطة" لاحظنا أن حركة دخول وخروج الزبائن إلى المحال التجارية السورية هي خفيفة نوعاً ما، مقارنة بأوقات سابقة والتي كانت الحركة فيها لا تهدأ.

ولدى سؤالنا أحد أصحاب محلات بيع الهواتف النقالة عن تأثير موجة هجرة السوريين وغيرهم نحو أوروبا على تلك المهنة قال، إن "حركة البيع والشراء أصابها شلل كبير بنسبة 80%، وذلك بسبب هجرة الشباب لأوروبا كون بيع الموبايلات ومستلزماتها محصورة بشكل كبير بالشباب"، معرباً عن "المخاوف في قادمات الأيام، أن يستمر هذا الشلل بشكل كبير جداً".

وأشار إلى أن "سقوط الشهداء الأتراك مؤخراً وما يجري في إدلب، ألقى بظلاله على أن تكون الحركة خفيفة في الأسواق، تلاها موضوع الهجرة والنزوح لأوروبا".


بدوره قال أحد العاملين في محل لبيع العطورات، إن "أغلب زبائننا هم من العرب ومن مختلف الجنسيات ومن بينهم السوريون وحتى الأتراك، إلا أن موجة الهجرة بدأت آثارها تتضح نوعاً ما كما أن هذا الأمر بدأ يلاحظ في عموم سوق مالطة، خاصة وأنه يعتمد على الزبائن العرب بشكل كبير، وفي حال استمرت موجة الهجرة لأوروبا فسينعكس الأمر سلباً على حركة السوق السياحي والتجاري".


ولم يختلف الحال بالنسبة لمهنة بيع الذهب في السوق نفسه، إذ قال "ماجد نجار" والذي يعمل في محل "الخطيب" لبيع المجوهرات، إنه في "آخر 10 أيام منذ بدء موجة الهجرة والتوجه صوب أوروبا بدأ يلاحظ انعكاس الأمر وبدأت حركة البيع خفيفة تقريباً بنسبة 20% كون من خرج هم غالبيتهم من الشباب".

وأضاف "نجار" أن "الاعتماد الآن على الـ 80% من تلك النسبة وهم العائلات التي بقيت ولم ترغب بالتوجه لأوروبا".

وأعرب  "نجار" عن المخاوف أنه "في حال خرج كل السوريين إلى أوروبا فعندها يمكن القول بأن حركة البيع ستتوقف بشكل تام، إلا أننا نقول أن رزقنا في هذا السوق ليس على السوريين فحسب بل على العرب الذين يأتون بقصد السياحة".

وذكر "نجار" أن "سوق مالطة لم يكن معروفاً قبل 5 سنوات من الآن، لكن عندما جاء السوريون إليه وبدأوا بفتح المحال التجارية تغيرت الحركة فيه بشكل كبير جداً".

وأشار "نجار" إلى أن "من تأثر بموضوع الهجرة لأوروبا هم أصحاب محلات بيع المواد الغذائية وذلك بنسبة 80% حسب رأيي، كون اعتمادهم على الشباب الذي هاجر اليوم أو بدأ يهاجر، خاصة وأنني عندما كنت أذهب لأحد المحلات الغذائية أضطر للوقوف لفترة طويلة وأنا أنتظر حتى أحصل على ما أريد، أما اليوم فالحركة خفيفة جداً في تلك المحال وفق ما تتم ملاحظته".


وبالانتقال من سوق "مالطة" باتجاه بلدية إسطنبول الكبرى القريبة أيضاً من منطقة "الفاتح"، كان لنا لقاء مع "أبو عرب" صاحب محل لبيع الفلافل والمأكولات الشعبية الأخرى، والذي تحدث عن انعكاس توجه العرب إلى أوروبا بالنسبة لحركة البيع والشراء لديه.

وقال "أبو عرب" إنه "منذ أول يوم على بدء توجه الناس إلى أماكن تجمع الحافلات التي ستقلهم إلى ولاية أدرنة ومن هناك إلى الحدود مع اليونان ومن بعدها لأوروبا، توقفت حركة البيع عندي بشكل كبير جداً، أما في ظهيرة اليوم التالي بدأت الحركة تعود تدريجياً لترتفع وتيرتها في اليوم الثالث، كون الناس بدأت تتجمع في الساحات المخصصة سواء في أكسراي أو في الفاتح أو عند نقطة الإطفائية القريبة مني، والجميع بدأ يشتري من عندي الخبز وسندويش الفلافل والبطاطا وغيرها، ومن هنا انتعشت حركة البيع عندي كثيراً خاصة وأن محلي يقع في نقطة استراتيجية في الوسط بين أماكن تجمع المهاجرين إلى أوروبا".


والأربعاء، أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن عدد المهاجرين المتوجهين صوب ولاية أدرنة الحدودية مع اليونان، وصل إلى 135844 مهاجر.

والسبت الماضي ، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "تركيا ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين في التوجه إلى أوروبا"، مؤكداً أن "تركيا لا طاقة لها باستيعاب موجة هجرة جديدة".

ترك تعليق

التعليق