مدينة إدلب في اليوم الثاني للتهدئة: القلق يغيب وسط ضجيج الازدحام


بدت الأجواء العامة في مدينة إدلب مستقرة. الأسواق مكتظة بالزبائن، والشوارع ازدحمت بشكل كبير، ما يعكس حالة الارتياح التي يشعر بها آلاف سكان المدينة مع دخول اليوم الثاني من تهدئة اتفق عليها كل من آردوغان وبوتن في القمة الثنائية التي جمعتهما يوم 5 آذار/مارس الجاري.

ويبدو أن وقف إطلاق النار الذي جاء على خلفية بروتوكول إضافي على تفاهمات سوتشي سينجح إلى حد ما، على عكس ما كان يتوقع السكان. إذ طالما أُعلن عن "تهدئات" سابقة ثم سرعان ما انهارت بعد ساعات أو أيام قليلة.

وقال "توفيق" الذي كان يقطع بجهد واضح سوق الصاغة باتجاه سوق الملابس وسط الزحمة، "الحمد لله.. نشعر ببعض الأمان الذي غاب عنا لعدة أسابيع كانت صعبة للغاية.. نتمنى أن تدوم هذه التهدئة".


وقال رجل آخر ويدعى "أبو عبدو" بينما كان يحتسي فنجاناً من القهوة الساخنة على مقعد خشبي في ساحة الساعة وسط المدينة، "في إحدى الليالي كان النظام على مسافة قريبة جداً من المدينة.. البعض بدأ بالنزوح خوفاً من اقتحام المدينة. لكني قلت للناس لا تنزحوا فلن يدخل النظام إلى إدلب".

وتابع بشيء من النشوة، "الجنود الأتراك جاؤوا إلى هنا ليمنعوا أي تجاوز للنظام.. ممنوع على النظام الدخول إلى هنا".

أحد أكبر مقاهي المدينة وهو "ركن الشوكولا" كان غاصاً بالزبائن على عكس الأسابيع الماضية.


يتقاطر الشبان والنساء إلى المكان الأنيق. بينما تختلط أصوات الأطفال الصغار بأصوات ماكينات صنع العصائر الـ(الفريش) والبوظة (على الصاج).

المشهد ذاته يتكرر في معظم مطاعم وحدائق المدينة التي يتوافد إليها السكان للترفيه والاحتفال بالتهدئة الحالية.

يزدحم الزبائن في متاجر الذهب بسوق الصاغة لبيع وشراء الذهب على حد سواء.

وينهمك الصاغة بعرض الذهب على زبائنهم. كما يتفحصون الذهب المستعمل من بين أيادي البائعين. فـ "السوق تحرك بعد الركود الذي طاله مؤخراً"، يؤكد أحد الصاغة.

 أما "محمد" (27 عاماً) الذي كان مركزاً في اختيار محبس الزفاف وإلى جانبه خطيبته وأمها، فيلمح إلى أنه يحاول اقتناص فرصة الهدوء والبدء بإجراءات عقد قرانه الذي انتظره طويلاً.


ترك تعليق

التعليق