شاهد عيان يروي تفاصيل تجربته الفاشلة بالعبور إلى أوروبا


"الهدف كان نشر اللاجئين على طول الشريط الحدودي، ومنعهم من التجمع في مكان واحد"، هكذا بدأ تيسير النداف "26" عاماً، حديثه لـ "اقتصاد"، والذي وصف فيه تفاصيل رحلة استمرت لـ3 أيام في محاولة للعبور باتجاه الأراضي اليونانية، بعد إعلان تركيا فتح حدودها أمام اللاجئين الراغبين بالذهاب إلى أوروبا.

تيسير قال: "توجهنا إلى الحدود اليونانية عبر الباصات التي كانت تنقل اللاجئين من منطقة الفاتح في القسم الأوروبي من ولاية اسطنبول، في التاسع والعشرين من شباط/فبراير الماضي".

"الشرطة التركية قامت بتحويل مسار الباص الذي كان ينقلنا باتجاه منطقة حدودية أخرى عند وصوله لـ أدرنة".

تيسير تابع: "المنطقة التي اتجهنا إليها تحوي معبراً من الواضح أنه معبر تجاري مع تجمع قليل للاجئين هناك، حيث كانت تعمل الشرطة التركية على توزيع اللاجئين على امتداد الشريط الحدودي بعد ازدياد العدد في منطقة ادرنة، حيث يزيد طول الحدود البرية بين اليونان وتركيا عن 200 كيلو متر عملت تركيا على نشر اللاجئين على امتدادها".

"وصلنا ليلاً إلى قرية هناك تبعد عن المعبر التجاري قرابة 10 كيلو وتبعد عشرات الكيلو مترات عن مكان التجمع الرئيسي في ادرنة، حيث اضطررنا إلى الدفع لسائق سيارة مقابل نقلنا إلى نقطة أقرب للمعبر التجاري حيث قمنا بدفع مبلغ 75 ليرة تركية للشخص الواحد مقابل رحلة انتهت في نقطة تبعد قرابة 5 كيلو متر عن المعبر بحجة عدم تمكن سائق السيارة من التقدم أكثر".

تيسير أكمل: "من النقطة التي وصلنا إليها، تابعنا سيراً باتجاه المعبر لتصل إلى هناك حافلات قامت بنقلنا من المنطقة إلى صالة رياضية من أجل قضاء الليلة هناك، والتي عادت صباحاً لتقلنا مرة أخرى إلى منطقة Enez الحدودية أيضاً".

"الباصات تركتنا في منطقة تبعد عن الحدود البرية قرابة 15 كيلو متراً اضطررنا لاستقلال سيارة مرة أخرى بسبب المسافة الطويلة كانت تكلفة الراكب الواحد 60 ليرة تركية وبعدها قررنا الانتقال عبر طريق زراعي إلى مكان التجمع الكبير في منطقة ادرنة، حيث جرى النقل عبر عربة يجرها حصان كانت تكلفة الراكب الواحد 80 ليرة تركية أيضاً".

جنسيات كثيرة على الحدود

لم يقتصر الأمر على السوريين بعد إعلان الرئيس التركي فتح الحدود أمام اللاجئين. تيسير أكد لـ "اقتصاد" وجود العشرات من الجنسيات المختلفة كالأفغان والأوزبك والبنغال والسودانيين والمصريين والجزائريين والتونسيين والمغاربة وغيرهم من الجنسيات العربية والأجنبية على امتداد الشريط الحدودي في محاولة منهم لاجتياز الحدود باتجاه أوروبا.

حتى العودة لم تكن مجانية

بعد الوصول إلى مكان التجمع الكبير في منطقة أدرنة، ازداد الأمل بإمكانية العبور لوجود أعداد كبيرة من المهاجرين هناك، هكذا قال تيسير، إلا أن استخدام حرس الحدود اليوناني للقوة واعتدائه على المهاجرين بالضرب ورميهم بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، وتطور الأمر في بعض الأحيان إلى استخدام الذخيرة الحيّة، "حال دون تمكننا من العبور".

الحافلات كانت تقل اللاجئين الراغبين بالعودة إلى اسطنبول بمبلغ يتراوح بين 80 و 100 ليرة تركية (بناء على رغبة سائق الحافلة أو المشرف عليها)، حيث كانت تلك الحافلات تعيد اللاجئين إلى منطقة بالقرب من منطقة الفاتح في القسم الأوروبي لولاية اسطنبول. "بعدها اضطررنا لاستقلال سيارة أجرة نتيجة التعب الشديد كانت تكلفتها 60 ليرة أيضاً، للوصول إلى منزلنا".

تيسير عاد إلى منزله وسيستأنف هذا الأسبوع عمله في إحدى ورشات الخياطة في منطقة أوك ميدان في اسطنبول بعد انعدام الأمل في امكانية العبور عبر الحدود التي اعتقد الناس أن فتحها من الجانب التركي هو (طاقة الفرج).

يذكر أن الرئيس التركي أصدر أمراً السبت، السابع من آذار/مارس الجاري، يقضي بمنع المهاجرين من عبور بحر إيجه باتجاه اليونان، بسبب خطورته من جهة، وقيام السلطات اليونانية بالعمل على إغراق المهاجرين من جهة ثانية، على حد وصفه.

ترك تعليق

التعليق