قرار "وقف إطلاق النار" لن يعيد النازحين لمنازلهم


رغم دخول قرار "وقف إطلاق النار" الذي أقره الاجتماع الروسي -التركي مؤخراً في محافظة إدلب حيز التنفيذ، واستمرار فاعليته باستثناء بعض الخروقات التي شهدتها جبهات ريف إدلب الجنوبي، إلا أنه لم ينعكس على حياة مئات النازحين الذين تركوا منازلهم خلال حملة التصعيد الأخيرة التي شهدتها المحافظة.

وشهدت عدة بلدات وقرى تقع على بعد مسافة قريبة من خطوط التماس عودة بعض سكانها الذين انتهزوا ساعات الهدوء لإخراج ما تبقى من أثاث منازلهم ومحالهم التجارية.

"أبو حمزة" من سكان بلدة سرمين أوضح لـ "اقتصاد" أن معظم أهالي البلدة عادوا لجمع أغراضهم ومن ثم المغادرة.

 "الغدر هو طبع النظام وروسيا ولا يمكن الوثوق بهما"، قال "أبو حمزة".

بينما تجد بعض العائلات نفسها مضطرة للرجوع لمنازلها بسبب عجزها عن تأمين مسكن آخر، ولكن عدم توفر الخدمات والدمار الكبير الذي تعرضت له البلدة لا يمكّنهم من ذلك.

ويصف الناشط "مصطفى" من بلدة المسطومة، حالة الرعب التي تخيم على البلدة في ظل غياب أهلها عنها. "لا يمكن لأحد الرجوع للبلدة حالياً فهي معدومة الخدمات"، بحسب محدثنا.

رحلة النزوح التي عاشها الأهالي كانت قاسية، ولا طاقة لديهم ليعيشوها مرة أخرى، كما أن البحث عن المأوى كان صعباً جداً.

"لا أحد يريد أن يخسر المأوى الذي وجده ويخاطر بالعودة للبلدة المهددة بالقصف في أي وقت"، قال "مصطفى".

من جهته اعتبر رئيس اتحاد إعلامي حلب، اسماعيل الرج، أنه لا يمكن لوقف إطلاق النار أن يؤمن عودة النازحين لمنازلهم لأن الكثير من المناطق التي نزح أهلها أصبحت تحت سيطرة روسيا والنظام.

وشهدت هذه المناطق نسبة النزوح الأكثر كونها مدن كبيرة كمعرة النعمان وأريافها وخان شيخون، وسراقب والقرى المحيطة بها، ومناطق جبل الزاوية التي ما تزال تشهد بعض الاشتباكات المتقطعة.

كما وصف "الرج" الاتفاق بالهش وغير واضح المعالم، معتبراً أنه تم لصالح الدول الضامنة دون النظر لمصلحة الشعب، وأن الفيتو الأمريكي جاء كالطعنة التي ستقضي على هذا الاتفاق. "وربما نشهد عودة قريبة للمعارك"، يقول "اسماعيل الرج".

بدوره، حذر فريق "منسقو الاستجابة في سوريا" المدنيين من العودة لمنازلهم لعدة أسباب ذكرها ضمن بيان نشره عبر معرفاته الرسمية، من ضمنها عدم وجود ضمانات حقيقية لسلامة وأمن العائدين وانتشار مخلفات القصف.

كان فريق "منسقو الاستجابة" قد وثّق أكثر من مليون نازح خلال الحملة الأخيرة التي شهدتها محافظة إدلب.


ترك تعليق

التعليق