مصادر لـ "اقتصاد" تؤكد وجود "كورونا" في سوريا


ذكر مصدر خاص من داخل مدينة دمشق لـ "اقتصاد"، أن حكومة نظام الأسد تمنع الدخول إلى مشفى "المجتهد"، وسط تعتيم كبير على ما يجري في داخله.

وقالت إحدى السيدات التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد": "أثناء تواجدي في أحد المستوصفات في دمشق لإجراء الفحوصات لطفلي الصغير، سألت إحدى الممرضات وهي صديقة مقربة مني عن فيروس كورونا، فأجابتني بأن النظام يقول إنه لا يوجد أي إصابات ولكن أشك بذلك. إلا أن ما يلفت الانتباه في هذه الفترة هو إغلاق مشفى (المجتهد) ومنع استقبال أي أحد فيها".

واليوم (الثلاثاء)، جدد وزير الصحة في حكومة نظام الأسد، نزار يازجي،  التأكيد على أن سوريا خالية من فيروس كورونا، مشيراً إلى انتشار الكثير من الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي حول وجود الفيروس في سوريا.

وأمس (الإثنين)، نفت مديرة الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة التابعة لحكومة نظام الأسد، هزار فرعون، وجود أي حالة مصابة بالفيروس في سوريا، حتى تاريخه، مؤكدة إجراء عدد كبير من الفحوصات للمشتبه بهم، على مستوى عموم سوريا، لكن النتائج كلها سلبية حتى تاريخه، وفق ما نقلت عنها صحيفة "الوطن" الموالية للنظام.

ويشكك مراقبون بمصداقية نظام الأسد في التعامل مع وباء فيروس كورونا المنتشر في عدد من الدول المجاورة لسوريا وخاصة في إيران، التي ما تزال ميليشياتها تسرح وتمرح في سوريا، وتخرج وتدخل دون حسيب أو رقيب.

استمرار تعامل نظام الأسد مع الوباء على أنه أمر عادي دفع ببعض الدول لإغلاق حدودها البرية مع سوريا ومنها الأردن، إذ أعلن وزير الصحة الأردني، سعد جابر، مساء اليوم (الثلاثاء)، عن إيقاف السفر إلى سوريا، باستثناء الشاحنات.

وقال الصحفي الأردني محمد العرسان، لـ "اقتصاد": "نظام الأسد ومنذ يوم الخميس الماضي، أغلق الحدود البرية بوجه المسافرين للأردن باستثناء سيارات الشحن".

وأكدت مصادر من داخل العاصمة دمشق لـ "اقتصاد" صحة هذه الأخبار، إذ قالت إحدى السيدات وهي متزوجة من شخص أردني، أن زوجها أخبرها أن نظام الأسد أغلق الحدود البرية مع الأردن.

وفيما يتعلق بالرحلات المتبادلة بين دمشق وطهران، وبالعكس، قال المعارض الإيراني، علي رضا، لـ "اقتصاد"، إنه "من خلال إجراء البحث يتبين أنه لا يوجد رحلات قادمة من طهران إلى دمشق خلال الفترة القادمة وكلها ألغيت".

وأضاف أنه "بالنسبة لشركة طيران أجنحة الشام عندما تحاول الدخول للموقع الرسمي  وتضع تاريخ معين للرحلة فإنه يقول إنه لا يوجد رحلات. ولكن في القائمة تجد مكتوب أنه يوجد رحلات لطهران".

من جهته، قال المحلل العسكري العقيد إسماعيل أيوب لـ "اقتصاد"، إن "الرحلات العسكرية والتي تنقل ميليشيا الزينبيون والنجباء وغيرهم إضافة للحجاج الشيعة، ما تزال مستمرة بين طهران ودمشق".

وبالانتقال إلى المنطقة الشرقية في سوريا، أكد مصدر طبي فضل الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا في مشافي الميادين والبوكمال بريف دير الزور.

وقال أحد الأطباء وهو من مدينة الرقة وعلى صلة مباشرة بعدد من الأطباء والمشافي في عموم المنطقة الشرقية، في تصريحات لـ "اقتصاد"، إنه "للأسف يوجد تكتيم كامل وتم النفي لـ 3 مرات من رئيس المشفى الوطني بالقامشلي، عمر العاكوب، عن وجود أي حالة مشتبه بها، ولا أحد يستطيع أن يصرح بعكس ذلك من المشافي الخاصة أيضاً".

وأضاف مصدرنا أنه "في الحقيقة توجد حالات مؤكدة بمشافي الميادين والبوكمال ودير الزور بسبب فتح الحدود مع العراق، ولكن لا أستطيع شخصياً أن أصرح بذلك خوفاً من الاعتقال".

وتابع قائلاً: "كما قلت لك هناك تكتيم شديد ووعيد من قبل الأفرع الأمنية، لمن يتجرأ من الكادر الصحي ويصرح بأرقام أو أي شي آخر، ومن أجل ذلك الأرقام غير معروفة ولا حتى الجنسيات".

وأشار المصدر ذاته إلى أن "وجود حالات مؤكدة في مشافي البوكمال والميادين، ولكن في القامشلي لم يتم التثبت بعد من ذلك".

ترك تعليق

التعليق