تحليل أسدي جداً.. وحده اقتصاد النظام، يتحسن مع كورونا


المجاهرة بالغباء هي ميزة استحوذ عليها أبواق النظام ومؤيدوه حتى في أشد لحظات بؤس الواقع الاقتصادي والسياسي، وهذا ما يفسر على سبيل المثال تصريحات وزير صحة النظام حول انتشاركورونا في سوريا وسبل مواجهته بالقول إن "الجيش البطل انتصر" على كل "الجراثيم في الوطن".. فما بال القارئ بتعليقات وتحليلات بقية سمفونية الأبواق.

تحليل أسدي نفطي

بعد شرح مطول من أحد كتاب صحيفة "صاحبة الجلالة" الموالية عن تأثيرات كورونا على اقتصادات العالم، وبالتحديد على قطاعات هامة وفاعلة كالنفط والسياحة وشركات النقل والطيران.. انتقل المحلل إلى تعداد التأثيرات المتوقعة على اقتصاد النظام.

وحول النفط، أفاد المحلل: "انخفاض أسعار النفط وكثرة المعروض من النفط سيكون مفيداً للاقتصاد السوري على اعتبار أننا لم نبدأ بالانتاج حتى الآن وفاتورة الاستيراد الكبرى تأتي من النفط وبالتالي سينخفض بشكل كبير الضغط على الإنفاق الحكومي خاصة أن الحكومة تستورد النفط بالقطع الأجنبي الذي تعاني من عدم توفره بشكل كاف".

بعد هذا الاستنتاج المدهش عن نظام لا نفط لديه يتحكم بإنتاجه وبأرضه، تأتي الفكرة المدهشة: "الأمر الثاني أنها لا زالت تقدم دعماً كبيراً وسيكون من الحكمة أن توقع عقوداً في الفترة الحالية لكميات كافية للموسم الحالي وللشتاء القادم".

وعن الأمر الثاني، ما زال السوري يعاني من فقدان مواد التدفئة وارتفاع متواصل في أسعارها، وفقدان بعضها كالغاز الذي يوزع كل شهر مرة واحدة، بواسطة البطاقة الذكية.

عن السلع المعمرة

أما الاستفادة الثانية فهي في السلع المعمرة التي يتم استيرادها بالدولار وآلية انعكاسها الإيجابي على اقتصاد النظام، فيرى المحلل: "في الظروف العالمية سيكون هناك انخفاض في أسعار معظم السلع المعمرة وسواء كانت سورية تستوردها وهذا قليل جداً له علاقة بالآلات والسيارت أو تأتي بالتهريب أو تكون جزءاً من مواد أولية تدخل بالصناعة السورية فإن ذلك يشكل تخفيفاً من الضغط على الدولار وبالتالي من المتوقع أن ينخفض سعر الدولار نتيجة التخفيض الاجباري للاستهلاك والاستيراد".

وهنا لا بد من التأكيد على أن الحصار الذي يطال النظام هو يأتي من هذا الباب الصعب، وأما التهريب فهو ما يقوم به النظام من خلال المنظومات التي تعمل تحت مظلته، ومع ذلك يستمر الدولار بالصعود أمام الليرة التي تتهاوى.

سلخ الشاة لا يضر

ينحو محلل الصحيفة نحو المثل العربي (لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها)، ولذلك يضرب أمثلة عن عدم تأثر الاقتصاد المنهار: "العامل السلبي في كل الاقتصاديات المنتجة أن كورونا يخفض الانتاج لكن في سورية فإن الانتاج لا زال منخفضاً أصلاً ولا يوجد حتى الآن مبالغ مهمة من الصادرات وبالكاد يكون الإنتاج في السوق المحلية".

السياحة هي المثال الآخر: "في الوقت التي تعرضت اقتصاديات دول كثيرة لهزة نتيجة توقف السياحة فإن سورية ليس لديها حتى الآن عائدات ذات قيمة من السياحة".

استثمار كورونا

يؤكد المحلل على كذبة النظام في خلو سوريا من الوباء، وأنها توفر ضريبة انتشارها التي يدفعها العالم، وإن حصل فستدفعه منظمة الصحة العالمية: "في الوقت الذي تدفع تلك الدول الفاتورة نتيجة انتشار كورونا فإن سورية لا زالت حتى الآن خالية ولم يشكل الإنفاق على الطوارئ مبالغ مهمة وأظن أنه من الواجب أن يكون ذلك من منظمة الصحة العالمية من خلال دعوتها لتقديم التمويل لمراكز صحية خاصة بالكورونا".

وأما النجاح الكبير فسيكون عن طريق الصادرات النظيفة إن استمر خلو البلاد من كوورونا: "كذلك إن بقيت سورية بلا كورونا سيكون ذلك فرصة لزيادة الصادرات من المواد والسلع التي يخشى الناس أن تأتي من دول مصابة بالكورونا وخاصة بالسلع الغذائية والخضار والفواكه".

ترك تعليق

التعليق