مفوضية اللاجئين في لبنان: "إن كانت عليك أعراض (كورونا)، لا تراجعنا"


بعد انتشار تسجيل مصور لسقوط أحد مصابي فيروس كورونا يوم الجمعة الفائت، وسط العاصمة اللبنانية بيروت، تزايدت الدعوات لإعلان حالة الطوارئ في مجمل البلاد، وسط معلومات تشير إلى أن الحكومة اللبنانية قد تتخذ هذا القرار، في جلسة مرتقبة يوم الأحد.

وتشمل حالة الطوارئ التي قد تفرضها الحكومة اللبنانية، منع التجوال والخروج من المنازل والامتناع عن فتح المحلات لمدة 15 يوماً (ويسمح فقط لحالات الإسعاف والأطباء والممرضين ورجال قوى الأمن بالخروج كما يسمح بفتح الأفران والصيدليات وبعض المولات) مع انتشار قوى الأمن والجيش لمراقبة تطبيق الحظر، وسيتم فرض غرامة مالية لمن يخالف.

المولات والسوريين في لبنان

ونتيجة لتزايد الدعوات لإعلان حالة حظر تجول، شهدت معظم مولات لبنان ازدحاماً في الأيام الأربعة الماضية لشراء وتموين المواد الأساسية، وسط هلع جراء المخاوف من تفشي فيروس "كورونا".

وأكد لنا الكثير من السوريين النازحين في لبنان عجزهم عن تخزين وتموين بعض المواد مثلهم مثل غالبية السوريين اللاجئين في لبنان الذين يعيشون "كل يوم بيومه"، على حد وصفهم، وخاصةً بعد ارتفاع أسعار المواد الأساسية والخضروات إلى الضعف، إذ وصل سعر كيلو البندورة إلى 2000 ليرة لبنانية، وكيلو البطاطا سجل أيضاً 2000 ليرة لبنانية، وعادةً تكون الأسعار في المولات أعلى من الاسواق الشعبية التي يفضلها ذوي الدخل المحدود.

من اجراءات مواجهة كورونا في لبنان.. التحليل ليس مجاناً
 
وطرحت حكومة لبنان خطاً ساخناً (76592699) في حال ظهرت على الشخص أعراض لمرض "كوفيد 19 (كورونا)" من حمى وإرهاق وسعال جاف وآلام واحتقان أنف أو رشح أو ألم حلق أو إسهال. أو يمكن الاتصال على الخط الساخن لوزارة الصحة العامة 1214.

وأيضاً أعلنت وزارة الصحة العامة في لبنان اعتماد عدة مختبرات لفحص فيروس كورونا إضافة إلى مختبر مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي وهي:

- مختبر الجامعة الأمريكية في بيروت.
- مختبر مستشفى رزق / الجامعة اللبنانية الأمريكية.
- مختبر" Rodol phemerieux" في الجامعة اليسوعية.
- مستشفى أوتيل ديو (بيروت).

وتم تحديد تعرفة تحليل الدم للكشف عن الفيروس بمبلغ (150) ألف ليرة لبنانية، وسمحت الحكومة لعدد من المختبرات الخاصة بالقيام بهذه التحاليل بعد التقدم بطلب والحصول على موافقة الوزارة، ولكن لم تلتزم هذه المختبرات بتعرفة الدولة وحددت أسعاراً وصلت عند البعض إلى 300 و350 ألف ليرة لبنانية.
 
ومع أن كثيراً من دول العالم تقدم فحص "الكورونا" مجاناً إلا أن لبنان يضع مواطنيه ومعهم اللاجئين السوريين على أراضيه أمام معضلة جديدة جعلتهم عاجزين عن إجراء فحص "الكورونا".

وهنا يتساءل أحد اللبنانيين الذي تحدث إلينا – وهو لبناني قدّم قطعة من أرضه لأسرتين سوريتين لتقيم عليها مساكن بسيطة البناء- بقوله: "إذا ظهرت على أحدنا أو أحد أفراد أسرنا أعراض المرض، ماذا نفعل؟، وكيف لو ظهرت الأعراض على لاجئ سوري وأفراد أسرته، من أين له أن يؤمن ما يقارب المليون ليرة لبنانية لإجراء فحوص الكورونا".

منظمات دولية تكافح الكورنا برسائل (sms)

في مقابل ذلك، وكما جرت العادة في مواجه الوضع المذري لأحوال اللاجئين السوريين في لبنان، لا تؤدي أي منظمة إنسانية دولية دورها تجاه اللاجئين في مواجهة الفيروس القاتل أو تأمين سبل الوقاية.

وأكثر ما يثير سخرية اللاجئين السوريين في لبنان أن تكتفي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومعها المنظمات الدولية الشريكة لها، بإرسال رسالة للاجئين السوريين (sms) على هواتفهم جاء فيها:

 "إذا كنت تعاني من السعال، سيلان الأنف والتهاب الحلق، ضيق في التنفس، وبهدف حماية الآخرين، يرجى تجنب الذهاب إلى الأماكن المزدحمة والتجمعات مثل المدارس، المراكز الاجتماعية، أو مراكز الاستقبال التابعة للمفوضية، وفي حال كان لديك موعد لدى المفوضية اتصل بالمفوضية على الرقم 06205003 للحصول على موعد جديد وسيتم منحه لك في أقرب وقت".

 ويفهم من الرسالة أنها تطلب ممن لديه أعراض المرض ولديه مواعيد تجديد ومقابلات أن يتصل لإلغائها وأنها ستحدد مواعيد جديدة لاحقاً.

لا وجود لمساعدات في الوقاية

لم تسع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتأمين سبل الوقاية للاجئين السوريين لتأمين الحماية لهم ولأولادهم، فأغلب السوريين في لبنان عاجزون عن شراء أية وسيلة وقائية، حيث وصل سعر الكمامة إلى 3000 ليرة لبنانية، وسعر الكفوف 2000 ليرة لبنانية، وعلبة "السبيرتو" علبة صغيرة 4000 ليرة لبنانية، والمعقم علبة صغيرة 5000 ليرة لبنانية.

وهنا يبرز السؤال الهام: لماذا لم تقم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتعاقد مع مخابر للتحليل للاجئين السوريين بشكل مجاني في حال ظهرت أعراض المرض على أحدهم؟، حتى لا يتوانى أحدهم عن فحص نفسه أو أولاده في حال ظهرت عليهم أعراض "الكورونا" وهذا سيحد من انتشاره، ومعالجته بشكل مبكر.
 
مخاوف السوريين من تحويل حالات الولادة إلى مشفى الحريري

بدورها، استمرت منظمة "أطباء بلا حدود" بتحويل ولادات اللاجئات السوريات من قبلهم إلى مشفى رفيق الحريري، رغم معرفتها بوجود حالات مرضى "الكورونا" بالمشفى المذكور، الأمر الذي يثير تخوفهن على أنفسهن وعلى أطفالهن من العدوى.

 ورغم المعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون في لبنان ليس بوسعنا سوى أن نتوجه إليهم عبر "اقتصاد" للالتزام بمنازلهم خلال مدة الحظر المرتقبة، فهذا الحل يبقى أفضل من انتشار المرض بشكل أوسع، فقدرة مستشفيات لبنان سواء الحكومية أو الخاصة ضئيلة وغير مؤهلة للعلاج ولا لاستيعاب أعداد المرضى، عدد الأسرة محدود وكذلك الأدوية والامصال وعدد المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة من وضعهم كورونا على أبواب الموت، غير كافية حتى الآن ومكلفة.



ترك تعليق

التعليق