إيران تقول إن تفاقم تفشي فيروس كورونا قد يجهد مرافقها الصحية


 أقر أبرز مسؤول إيراني يقود الحملة ضد تفشي فيروس كورونا المستجد اليوم الأحد أن الفيروس قد يطغى على المرافق الصحية في البلاد التي تكافح أسوأ حالات التفشي للفيروس في الشرق الأوسط وتخضع لعقوبات أمريكية صارمة. أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن 113 حالة وفاة أخرى، مما يرفع حصيلة القتلى في البلاد إلى 724 شخصا.

في غضون ذلك، أعلنت السلطات الإسلامية المسؤولة عن إدارة مجمع المسجد الأقصى، ثالث أقدس موقع في الإسلام، إنه سيتم إغلاقه إلى أجل غير مسمى بسبب المخاوف من تفشي المرض، مع استمرار الصلاة في الساحة الممتدة في الخارج.

جرى اتخاذ تدابير مماثلة عند الحائط الغربي القريب، وهو أقدس مكان يمكن لليهود أن يصلوا فيه، حيث تتواصل الصلوات في الهواء الطلق، لكن يسمح فقط بعشرة أشخاص في المرة الواحدة في المناطق المغلقة، تماشيا مع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية.

تكافح إيران واحدة من أسوأ حالات التفشي للفيروس خارج الصين. كانت ال 113 حالة وفاة جديدة التي أبلغت عنها الوزارة اليوم هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد القتلى المبلغ عنه يومياً 100 حالة وفاة. بذلك يصل عدد القتلى في البلاد إلى 724 حتى الآن، وسط حوالي 14000 حالة مؤكدة. يمكن أن يكون العدد الحقيقي للعدوى أعلى بكثير، حيث أثيرت أسئلة حول شفافية الحكومة.

نقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن علي رضا زالي، رئيس لجنة قيادة عمليات إدارة مرض كورونا بطهران، قوله "إذا استمرت وتيرة تفشي المرض الحالية فلن تكون لدينا طاقة كافية لمجابهته".

يعتقد أن إيران تمتلك حوالي 110 ألف سرير مستشفى، من بينها 30 ألف سرير في طهران.

تعهدت السلطات بإنشاء عيادات متنقلة حسب الحاجة.

كما أقر رضا زالي بأن عددا كبيرا ممن لقوا حتفهم بسبب المرض كانوا أصحاء، في اعتراف نادر من السلطات المحلية بأن الفيروس لا يقضي فقط على المرضى وكبار السن.

نشرت وزارة الصحة الإيرانية أرقاما تبين أن 55 بالمائة من الوفيات في الستينات من العمر، لكن 15 بالمائة كانوا دون الأربعين.

بالنسبة لمعظم الناس، يسبب فيروس كورونا المستجد أعراضا خفيفة أو متوسطة فقط، مثل الحمى والسعال. وبالنسبة للبعض، خاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية موجودة بالفعل، يمكن أن يسبب مرضا أكثر حدة، من ضمنها الالتهاب الرئوي.

يتعافى الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة في غضون أسابيع. لكن الفيروس شديد العدوى ويمكن أن ينتشر من قبل أفراد لا تظهر عليهم أعراض واضحة.

انتشر الفيروس إلى أكثر من مائة دولة وأصاب أكثر من 150 ألف شخص حول العالم وقتل أكثر من 5700 شخص.

مع ذلك، كانت السلطات بطيئة في اعتماد التدابير التي اتخذتها البلدان الأخرى المتضررة بشدة. استبعد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحد فرض حجر صحي العام وقال إن الحكومة تعمل على إبقاء الحدود مفتوحة.

قالت داليا السمهوري، مسؤولة إقليمية كبيرة في منظمة الصحة العالمية، إن كلا من إيران ومصر، وهما من أكثر دول الشرق الأوسط من حيث عدد السكان، من المحتمل أن يكون هناك حالات نقص في الإبلاغ بسبب طبيعة الفيروس، الذي يمكن أن ينتشر من قبل أفراد لا يظهرون أعراض واضحة.

أعلنت مصر عن 110 حالة إصابة من بينها حالتي وفاة.

وقالت "يمكننا أن نقول بسهولة أن الأرقام الحالية هي تقدير أقل من الأرقام الفعلية".

عانت طهران خلال مواجهة الفيروس بسبب العقوبات الصارمة التي فرضتها إدارة دونالد ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي.

طلبت إيران من صندوق النقد الدولي قرضا قيمته 5 مليارات دولار الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي تطلب فيها المساعدة من البنك منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

قالت الولايات المتحدة إنها عرضت مساعدات إنسانية على طهران، لكنها رفضت.

فرضت دول في جميع أنحاء الشرق الأوسط قيودا شاملة على السفر، وألغت مناسبات عامة، ودعت بعض الشركات غير الأساسية لإغلاق أبوابها في الأسابيع المقبلة.

كما تعهدت بتحفيز محاولة احتواء التداعيات الاقتصادية للوباء.

أعلن مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي اليوم الأحد عن حزمة تحفيز بقيمة 27 مليار دولار للتعامل مع الآثار الاقتصادية لوباء فيروس كورونا.

سيتم توجيه الأموال لدعم البنوك في البلاد، بينما سيتم تخفيف القيود التنظيمية على القروض.

أعلنت مدينة ملاهي "دبي باركس آند ريزورتس" أنها ستغلق أبوابها حتى نهاية الشهر.

خسرت مدينة الملاهي مترامية أطراف، التي تم بناؤها بتكلفة 3 مليارات دولار، مئات الملايين من الدولارات منذ افتتاحها.

كما أغلقت أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، متنزهاتها ومتاحفها حتى نهاية الشهر، ومن ضمنها متحف اللوفر أبو ظبي.

من جانبها أعلنت شركة الخطوط الجوية السعودية اليوم الأحد أنها ستوقف جميع الرحلات الدولية لمدة أسبوعين مع استمرارها في تسيير رحلات داخلية.

يعد الأقصى أحدث موقع في سلسلة من المواقع الدينية التي تم منع الوصول إليها أو تقييد الوصول إليها بشكل صارم.

فقد أوقفت السعودية مناسك العمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وقد تضطر إلى تقييد أو إلغاء موسم الحج الأكبر في وقت لاحق من هذا العام.

أعلنت السعودية اليوم الأحد الإغلاق المؤقت لجميع المساجد وألغت صلاة ظهر الجمعة الجماعية.

من جانبه قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني اليوم الأحد إن الصلاة ستستمر في الخارج. وسوف يستمر الإغلاق إلى أجل غير مسمى.

في غضون ذلك، أغلقت الكويت الغنية بالنفط مراكز التسوق والصالونات ومحال الحلاقة لإبطاء انتشار الفيروس.

سمحت السلطات للمقاهي بالبقاء مفتوحة، لكنها قالت إنه لا يمكن لأكثر من خمسة زبائن الانتظار في طابور في وقت واحد ويجب أن يكون كل منهم على بعد متر واحد عن الآخر.

بشكل منفصل، أعلنت السعودية عن خطة تحفيز بقيمة 13 مليار دولار.

في إسرائيل، أعلنت محكمة الأحد تأجيل محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمدة شهرين بسبب القيود المفروضة في البلاد خشية انتشار فيروس كورونا المستجد.

كان من المقرر أن يمثل نتنياهو للمحاكمة الثلاثاء المقبل لمواجهة تهم الاحتيال، وخيانة الثقة، وقبول رشى مرتبطة بسلسلة من الفضائح.

لكن في أعقاب الإجراءات الصحية الطارئة التي اتخذتها الحكومة لتقييد تجمع الأشخاص في الأماكن العامة، أعلنت المحكمة أنها ستؤجل جلسة الاستماع حتى 24 مايو/ أيار المقبل.

في الوقت نفسه، ضغط نتنياهو من أجل تشكيل حكومة وحدة طارئة مع منافسه الرئيسي، قائد الجيش السابق بيني غانتس، بعد ثلاث انتخابات غير حاسمة.

بدا غانتس منفتحا على الفكرة.

فرضت إسرائيل إجراءات حظر سفر، وحجر صحي شاملة منذ أكثر من أسبوع، لكنها شهدت مضاعفة عدد الحالات المصابة في اليومين الماضيين إلى نحو 200 حالة.

وأعلنت أمس السبت غلق مطاعم ومراكز تسوق ودور سينما وصالات رياضية ومراكز رعاية.

أغلقت المدارس والجامعات أبوابها بالفعل حتى الشهر المقبل.

من جانب آخر، قال مسؤولون فلسطينيون إن الرئيس محمود عباس، البالغ من العمر 85 عاما والذي يعاني من مشاكل صحية مزمنة تتعلق بالعمر، لم يعد يستقبل أي ضيوف كإجراء وقائي، ويلتقي فقط مع اثنين من مساعديه المقربين للغاية. وقد طُلب من معظم موظفيه العمل من المنزل.

تحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين لمناقشة الإجراءات مع وسائل الإعلام.

أبلغت السلطة الفلسطينية عن 38 حالة إصابة بالفيروس في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، ترتبط جميعها تقريبا بانتشار المرض في مدينة بيت لحم، حيث يعتقد أن يسوع قد ولد. أغلقت إسرائيل والفلسطينيون البلدة إلى حد كبير.

ترك تعليق

التعليق