روسيا قد تخسر 39 مليار دولار خلال عام بسبب حرب حصص النفط مع السعودية


قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين يوم الأربعاء ردا على سؤال عما إذا كانت موسكو ستدرس استئناف التعاون مع أوبك إن بلاده ترغب في أن ترى أسعار النفط ترتفع عن مستواها الحالي عند 28 دولارا للبرميل.

وقال بيسكوف "سنتابع الوضع في أسواق النفط العالمية عن كثب جدا ونسعى لوضع توقع للمستقبل القريب وفي الأمد المتوسط. موقفنا (بشأن دراسة العودة إلى تحرك مشترك) سيتوقف على هذا".

وأضاف "لكن بالطبع (سعر النفط الحالي) منخفض، ونرغب في أسعار أعلى".

وانهارت محادثات بين أوبك ومنتجين غير أعضاء في المنظمة بشأن استمرار تخفيضات منسقة للإنتاج هذا الشهر. وينتهي أجل الاتفاق الحالي في 31 مارس آذار.

كان وزير المالية الروسي أنطون سيليانوف، قال في وقت سابق يوم الأربعاء، إن إيرادات ميزانية روسيا من مبيعات النفط والغاز ستقل ثلاثة تريليونات روبل (39 مليار دولار) عن المتوقع لهذا العام بسبب انخفاض أسعار الخام.

وكان الوزير توقع في البداية فجوة بقيمة تريليوني روبل، مع عجز ربما يبلغ 0.9 من الناتج المحلي الإجمالي.

وتراجعت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي يوم الأربعاء لتنخفض نحو 17 بالمئة منذ بداية الأسبوع مع تنامي التوقعات القاتمة للطلب على الوقود في ظل التوسع في قيود السفر للحد من انتشار فيروس كورونا.

ورغم زيادة العجز، قال محللون من جازبروم بنك إن وزارة المالية لديها احتياطيات كافية لمواصلة الإنفاق بما في ذلك تلك التي لدى صندوق الثروة السيادي.

وقال البنك إن الصندوق "لديه ما يكفي لتغطية نقص الدخل نتيجة انخفاض أسعار النفط لما يزيد عن خمسة أعوام".

وبحسب الوزارة، فان الصندوق يحتفظ بمبلغ 8.2 تريليون روبل أو 7.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في أول مارس آذار.

بدورها، قالت وزارة الطاقة السعودية يوم الأربعاء إنها وجهت شركة النفط الوطنية أرامكو بالاستمرار في ضخ النفط الخام بمعدل قياسي مرتفع يبلغ 12.3 مليون برميل يوميا خلال الأشهر المقبلة.

وقالت المملكة، وهي أكبر مُصدر للنفط، إنها ستعزز إمدادات الخام في أبريل نيسان إلى ذلك المستوى، ومن المقرر أن تتجاوز صادراتها من النفط عشرة ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو أيار، وهو مستوى قياسي مرتفع أيضا.

وقالت أرامكو يوم الاثنين إنها ستُبقي على الأرجح على إنتاج النفط المرتفع المزمع لشهر أبريل نيسان كما هو في مايو أيار أيضا، وإنها "مرتاحة للغاية" لسعر ثلاثين دولارا للبرميل، مما يشير لاستعداد شركة النفط المملوكة للدولة لتحمل الأسعار المنخفضة لفترة.

وقالت السعودية الأسبوع الماضي إنها ستشرع في برنامج لزيادة الطاقة الإنتاجية للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات، ملوحة لروسيا والمنافسين الآخرين بأنها مستعدة لمعركة طويلة على الحصة السوقية.

وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 40 بالمئة إلى أقل من 30 دولارا للبرميل منذ انهيار المحادثات بين أوبك والمنتجين المستقلين في السادس من مارس آذار دون اتفاق على تعميق أو تمديد تخفيضات الإنتاج المعمول بها منذ يناير كانون الثاني 2017.

وكانت السعودية تريد زيادة تخفيضات الإنتاج لدعم الأسعار التي تضررت من وباء فيروس كورونا، لكن روسيا لم توافق على مزيد من التخفيضات.

ويوم الثلاثاء، دعا وزير النفط العراقي إلى عقد اجتماع طارئ لدول المنظمة والمنتجين غير الأعضاء لبحث تحرك فوري للمساعدة على تحقيق التوازن بسوق النفط، حسبما تفيد رسالة بعث بها إلى أوبك.





ترك تعليق

التعليق