اقتصاديات.. هل سوريا "مكورنة" أم لا؟


تشير التسريبات إلى أن هناك مئات الوفيات وآلاف الإصابات جراء فيروس "كورونا" في سوريا، والتي يجري تقييدها في الملفات الصحية على أنها وفيات ناتجة عن أمراض رئوية، لا علاقة لها بالوباء الجديد.

ويستدل أصحاب نظرية انتشار فيروس "كورونا" بكثرة في سوريا، بالإجراءات الحكومية غير المسبوقة، والتي تم اتخاذها في جميع الدول التي شهدت انتشاراً واسعاً لهذا المرض.. فالنظام علّق الدوام في المدارس والجامعات، وأوقف المطاعم والمقاهي والفنادق عن استقبال الزبائن، وأغلق الحدود البرية والمزارات الدينية، وطلب من الناس عدم الخروج من المنزل، وفي المقابل يقول إنه حتى الآن لم يتم اكتشاف ولو إصابة واحدة بفيروس "كورونا"..! هل بالفعل، كل ذلك إجراءات احترازية لمنع دخول الفيروس إلى سوريا..؟!

لكن من جهة ثانية، يتساءل العديد من المراقبين: ما الذي يدفع النظام للتكتم على وجود إصابات ووفيات بفيروس "كورونا" في سوريا، وهو الذي قتل الآلاف من الشعب السوري وعلى عينك يا تاجر، ودون أن يرف له جفن..؟

ثم إنه في السياق ذاته، هل يمكن لأي نظام في العالم اليوم، أن يخفي وفيات وإصابات بالآلاف، في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وامتلاك الناس لأدوات النشر والإعلام بمنتهى الحرية والسهولة..؟ ألم تكن الثورة السورية بحد ذاتها خرقاً في هذا المجال..؟!

بحسب ما يقول ناشطون داخل سوريا، إن النظام لا يبذل أي جهد للكشف عن الإصابات بفيروس "كورونا"، ولا حتى على سبيل الإحصاء، مثلما تفعل العديد من الدول، لأنه ببساطة لا يملك المخابر اللازمة للكشف عن المرض الجديد، ولا أجهزته الطبية قادرة على معرفة الوجع الذي يعانيه المصاب، هل هو "مكورن" أم " مكرب"..؟  لذلك هو بالفعل قد لا يعلم إذا ما كان لديه إصابات بـ "كورونا" أم لا ..؟ وهو أمر تكاد توضحه جميع تصريحات المسؤولين في القطاع الصحي، ومنهم وزير الصحة ومعاونوه، إذ أن المتابع لمقابلاتهم، يدرك مدى جهلهم بالتعرف على الفيروس الجديد، عبر الأجهزة الطبية المتوفرة لديهم.. لذلك جميع الاختبارات التي يجرونها، يقولون عن نتيجتها بأنها سلبية..

خلاصة القول، لاحظنا، أن الشعب السوري في الداخل، هو أقل شعوب الأرض اهتماماً بهذا المرض الجديد، والحديث عن مخاطره، وهي معلومة تؤكدها بيانات المواقع الالكترونية السورية، والتي تقول إن أخبار "كورونا" أدت إلى تراجع نسب القراءة عندهم إلى حدود مخيفة، بعكس فيما لو كانت الأخبار تتحدث عن وضع الليرة السورية.. وهو دليل على أن هذا الشعب سئم من أخبار الموت ولم تعد تعنيه أسبابه..

ترك تعليق

التعليق