النظام يبتز رجال الأعمال تحت يافطة "كورونا"


ركزت وسائل إعلام النظام خلال الفترة الماضية، على استنهاض همم رجال الأعمال، لدعم الدولة في مواجهة الآثار الاقتصادية الناتجة عن فيروس"كورونا"، مذكرة إياهم برجال الأعمال في الغرب، والذين وضعوا إمكانيات مالية كبيرة في خدمة دولهم.. ولأن هذا الاستنهاض لم يستجب له سوى رجل أعمال واحد، وهو محمد حمشو، الذي أعلن  وضع جميع إمكانياته في خدمة الدولة السورية، لمواجهة أزمة "كورونا"، فقد اتجهت أقلام صحفيي النظام لتهديد رجال الأعمال بشكل غير مباشر، وإثارة الرأي العام نحوهم، الذي أخذ يطالب بالحجر على أموالهم.

وكتب بالأمس، عبد الفتاح العوض في صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، مقالاً بعنوان "الصمت في زمن الكورونا"، تهجم فيه على رجال الأعمال واتهمهم بأنهم "يحجرون على أموالهم كي لا تتلوث بأيدي الفقراء"، وبأنهم "يثبتون مرة أخرى أنهم من حصاد اقتصاد الفساد وأن فكرة المسؤولية الاجتماعية ليست واردة في قاموسهم".

وأضاف العوض: "يسأل الشارع السوري لماذا لم نجد مبادرات من رجال الأعمال ولماذا لم يفعلوا شيئاً في هذه الأزمة الطارئة والعابرة والكثير من السوريين يحتاجهم..؟".

وطالب العوض في نهاية مقاله رجال الأعمال بأن يبادروا إلى التبرع للمجتمع دون أن يخفف من هجومه عليهم واتهامهم بأنهم "راكموا هذه الثروات بطرق غير مشروعة وكل واحد منهم بكل بساطة يمكن أن يتلعثم وهو يجيب على (من أين لك هذا)..؟".

أما موقع "سيرياستيبس" فقد خصص هو الآخر زاوية للهجوم على رجال الأعمال وطالبهم بالتبرع إلى أن تنتهي أزمة "كورونا".

وقال الموقع "في دول كثيرة وضع رجال الأعمال إمكانياتهم وثرواتهم في خدمة الدولة لمواجهة فيروس كورونا والقصص الواردة من الصين وايطاليا وغيرها تؤكد على ذلك، في حين أن رجال الوسط الاقتصادي لدينا اكتفوا بالصمت ولم نشهد سوى مبادرة واحدة أما باقي الجهود فهي لجمعيات أهلية حاولت أن تقدم شيئاً لأسر كثيرة".

وأضاف: "ليس مطلوباً من الوسط الاقتصادي السوري أن يضع ثرواته وممتلكاته ومنشآته بتصرف الدولة السورية لأن هذا صعب التحقق بالنظر إلى طبيعة ونشأة هذا الوسط، لكن على الأقل يفترض أن يقوم هذا الوسط بخطوات بسيطة لا تؤثر على ثرواته العزيزة ولا على ممتلكاته التي هي في جزء كبير منها من مال الشعب. فقط يفترض بهذا الوسط أن يخفض أو يدعم تخفيض أسعار السلع والمواد الرئيسية التي يحتاجها المواطن في هذه المرحلة".

(الصورة المرفقة أرشيفية لاجتماع شيراتون الشهير في نهاية شهر أيلول الفائت، حيث تعرض رجال أعمال موالين للابتزاز من جانب النظام)

ترك تعليق

التعليق