ثلاث تفسيرات للتحسن المفاجئ لليرة


أكد مصدر من سكان منطقة الشاغور بدمشق القديمة، فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، في تصريحات لـ "اقتصاد"، أن "سبب انتعاش الليرة السورية نوعاً ما أمام الدولار (يوم السبت) يعود إلى وجود حالة ضغط إجبارية من حكومة نظام الأسد على تجار العاصمة من أجل دعم الليرة السورية في ظل أزمة كورونا. لكن هذه الحملة مؤقتة ولن تطول، كونها إجبارية".

وأضاف مصدرنا أن "حالة من الرعب الكبير يعيشها سكان العاصمة اليوم بسبب المخاوف من انهيار الليرة السورية بشكل كبير جداً، وبالتالي نظام الأسد يعلم ذلك جيداً ومن أجل ذلك ومنذ ظهور كورونا في البلد بدأ بممارسة الضغوط على التجار".

وفيما يتعلق بحالة عدم استقرار سعر صرف الدولار سواء في الأسابيع القليلة الماضية أو في هذه الفترة، قال مصدرنا إن "الأمر يرجع إلى أن حركة البلد متوقفة وهناك شلل شبه تام داخل العاصمة دمشق".

وفي 22 آذار/مارس الجاري، اعترف وزير الصحة التابع للنظام، الدكتور نزار يازجي، بتسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا، لتبدأ من بعدها حالة من الفوضى والارتباك خاصة على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، في ظل القرارات التي بدأت حكومة النظام بفرضها بعد تزايد عدد الحالات ووصولها إلى 5، حسب النظام. ومن أبرز الإجراءات كان فرض حظر جزئي للتجوال، إضافة لقررات أخرى ألقت بظلالها على الحالة المعيشية للسكان.

بدوره، نقل الناشط الميداني "غياث أبو الذهب" عن أقارب له في العاصمة دمشق قولهم فيما يتعلق بعدم استقرار سعر صرف الليرة والدولار، إن "السبب يعود إلى الضغط على الأهالي الذين يحاولون تموين المواد الغذائية بالحد الأدنى، أي من لديه مدخرات من عملة الدولار ويحتفظ بها منذ الفترة الماضية بات الآن  مضطراً بشكل كبير جداً أن يصرف منها وهذا الشيء أحد الأسباب وراء انخفاض الدولار (يوم السبت)"، مشيراً إلى أن الليرة السورية باتت مهمة جداً للأهالي الراغبين بشراء احتياجاتهم وتموينها خوفاً من أزمة "كورونا".

وأضاف "أبو الذهب" نقلاً عن مصادره، أنه "عند ظهور إشاعة كورونا في البلد انخفضت الليرة أمام الدولار في الأيام القليلة الماضية، ولكن بعد دخول كورونا إلى البلد أصبحت الناس بحاجة للسيولة بالليرة السورية لشراء المواد الأساسية لهم، وهو ما أنعش الليرة بشكل ملحوظ (يوم السبت)".

من جهته، قال الصرّاف "حازم حاج حسين"، والذي يعمل في شركة لتحويل الأموال بإسطنبول، ويتعامل مع مصادر في مناطق سيطرة النظام بدمشق، في تصريحات لـ "اقتصاد"، إن "عدم استقرار الصرف حالياً يعود لشلل الحياة الاقتصادية وشبه توقفها، أضف لذلك القرارات المتعلقة سواء بفرض حظر التجوال بين المدن أو بفرض غرامات على كل من يخالف التعليمات من المحال التجارية".

وأضاف "حاج حسين" أنه "بشكل عام اليوم (السبت) هو أول يوم في الأسبوع وعادة ما يكون سعر الصرف مضطرب وغير ثابت".

أما "أبو مصعب" والذي يعمل كوسيط بين المكاتب والعملاء لتسليم الحوالات بين إسطنبول ومناطق النظام، فقال لـ "اقتصاد"، إن "الدولة السورية في حالة أشبه بالانهيار، وبالتالي فإن الكورونا بات يشكل ضغطاً كبيراً، وعلينا أن نلاحظ كم ارتفع الدولار مقابل الليرة التركية في السوق، ومن هنا فإن الحصار الصحي سيكشف كل نقاط الضعف للدول ومن بينها سوريا، ما سينعكس بدوره على سعر صرف الليرة السورية أو الدولار".

كانت الليرة قد هوت بشكل متسارع خلال أسبوعين، إلى أدنى مستوى لها، في تاريخها، مقابل الدولار، قبل أن تستعيد بعضاً من خسائرها، يوم السبت، في انتعاشٍ مفاجئٍ.

ترك تعليق

التعليق