الشبيحة ينتهزون حظر التجول الليلي لسرقة الممتلكات في اللاذقية


عشرات السيارات تمت سرقتها في الليلة الأولى لفرض حظر التجول الليلي في اللاذقية، ووصل عدد البلاغات عن السيارات المفقودة إلى 163 صباح يوم الاثنين، تركز معظمها في الأحياء المحسوبة على المعارضة مثل "الصليبة" و"السكنتوري" و"الرمل الجنوبي".

وأعلنت شرطة المدينة عن انخفاض عدد السيارات المسروقة في الليلة التالية إلى 48، وأسمت ذلك إنجازاً نتج عن تسيير دوريات ليلية سهرت على حماية ممتلكات المدنيين.

سيارات

"أبو الوليد" من حي "الصليبة" اتهم في اتصال هاتفي مع "اقتصاد" شبيحة النظام بسرقة السيارات، معللاً ذلك بأن لا أحد يمكنه التجول ليلاً سواهم، وقال: "شعرنا بحركة سياراتهم طوال الليل لكننا لم نجرؤ على النزول إلى الشارع لتفقد سياراتنا".

 وأضاف: "في الصباح اكتشفت أن سيارتي التي اشتريتها بالتقسيط قبل أيام قد سرقت".

وأشار أبو الوليد إلى أنه أبلغ الشرطة عن سرقتها، لكن شيئاً لم يحدث بعد مرور يومين على الحادثة، وقال إن هذا الأمر ينطبق على بقية حالات السرقة، التي استهدفت السيارات الجديدة بالدرجة الأولى.
 
وفي حين تحدثت "فاطمة" عن تسيير الشرطة لدوريات في الليلة الثانية لحظر التجول في المدينة، إلا أن سرقات إضافية حدثت "وكانت سيارتي إحداها"، ولم ينفع إبلاغها الشرطة في استعادتها من السارقين.

لكن ما حدث مع "مصطفى" من حي "السكنتوري" كان مختلفاً، فقد اتصل به شخص في الليلة الأولى لحظر التجول الليلي يطالبه بمبلغ مليون ليرة سورية مقابل استعادة سيارته، قال: "لم أكن أعلم بسرقة سيارتي، أطليت من باب البناية فلم أجدها".

 ولم يتجرأ على إبلاغ الشرطة بالسرقة، لأن المتصل هدّده بالقتل إن فعل.

محلات تجارية

كما تم الإبلاغ عن سرقة عدد من المحلات التجارية في أسواق عدة من المدينة تركز معظمها في شارع هنانو و"العبّارة"، وقد تم إفراغ هذه المحلات بالكامل ومنها ألبسة وأدوات كهربائية، وهذا يؤشر إلى أن السارقين استهلكوا وقتاً طويلاً في نقلها وتحميلها في شاحنات، الأمر الذي دفع للاعتقاد بتواطؤ أجهزة الأمن والشرطة، وربما اشتراكها في هذه العمليات.

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير لم تعلن شرطة اللاذقية أو أحد الفروع الأمنية عن التوصل لمعرفة سارق واحد من مرتكبي السرقات، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات السرقة رغم انخفاض عددها.

ضابط في شرطة اللاذقية قال لنا: "أنا وأنتم والمواطنون نعلم من هو السارق أو الجهة التي ترتكب السرقات، لكننا لا نجرؤ على القبض عليهم، إنهم الشبيحة، وهم يتمتعون بحماية أجهزة الأمن وبعض الفاسدين من كبار ضباط الشرطة، يتقاسمون معهم ثمن المسروقات".

وإن كان مصير البضائع المسروقة إعادة بيعها، فإن السيارات المسروقة يتم تهريبها إلى لبنان أو إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وفي بعض الأحيان يتم تفكيكها وبيعها كقطع مستعملة، وهذا حسب رأي الضابط.

استغل الشبيحة حظر التجول الليلي لتكثيف نشاطهم بسرقة ممتلكات المواطنين، وهم أصلاً لا ينتظرون مثل هذا الحظر لممارسته، فقد سجلت عمليات السرقة رقماً تصاعدياً لافتاً خلال الشهرين الماضيين، بعدما توقفت المعارك وتفرّغ هؤلاء لهذه المهمة، حيث انتهوا من عمليات تعفيش المناطق التي سيطر عليها جيش النظام في إدلب.

ويعتقد المحامي "بشار"، وهو اسم مستعار، أن هناك حالات سرقة قام بها شباب عاطلون عن العمل عجزوا في الآونة الأخيرة عن تأمين طعام أسرهم، وفي بعض الحالات ثمن المخدرات التي يتعاطونها أو التبغ الذي يدخنونه.

وكانت سلطات النظام فرضت حظر التجول الليلي في اللاذقية اعتباراً من يوم الأحد الماضي بحجة مكافحة انتشار وباء "كورونا".

فقر مدقع، واحتياج لأدنى متطلبات الحياة، ونقص بالمواد الغذائية، و"كورونا" ينتشر بصمت بين المدنيين، هذا هو الحال في مناطق سيطرة النظام الذي يتفرج على المأساة مشغولا بتأمين متطلبات ميليشياته، والحفاظ على كرسي نخر التسوس قوائمه.

ترك تعليق

التعليق