شكوى ضد "الجامعة العثمانية" بعد تحولها إلى "أكاديمية الشريعة".. من المظلوم؟، ومن الظالم؟


يقول عدد من طلاب الجامعة العثمانية سابقاً -أكاديمية الشريعة والدراسات الإسلامية حالياً- إنهم تضرروا بسبب ما أسموه مخالفة الجامعة التي تعمل في كفرتخاريم بريف إدلب، لقرارات وزارة التعليم العالي في المحافظة والتي تقضي بتمديد تأجيل امتحانات الفصل الأول. في حين قال مصدر مسؤول في الأكاديمية إن للأخيرة حرية التصرف في تنفيذ قرارات التأجيل كما تنص على ذلك القرارات ذاتها.

كانت وزارة التعليم العالي التابعة لحكومة الإنقاذ والتي رخصت العثمانية في مشروعها القديم و(أكاديمة الشريعة) وهو المشروع الجديد، أعلنت عن تأجيل الامتحانات عشية هجمات النظام على الطريق الدولي دمشق-حلب، في حين قال طلاب -قاموا بتقديم شكوى عبر "اقتصاد"- إن العثمانية/الأكاديمية أجبرت طلابها على دخول امتحانات الفصل الأول في موعدها.

ووفق المعلومات التي حصل عليها "اقتصاد"، لم تلتزم الجامعة بقرار التأجيل ما جعل نسبة تفوق 60 بالمائة من طلابها يمتنعون عن حضور الامتحانات بسبب تعرضهم للنزوح وحالة الفوضى والقصف التي تسببت بها المعارك.

ووفق القرار الذي يحمل رقم (45) والذي سرّبه مصدر من الجامعة لـ "اقتصاد"، حددت الجامعة موعد بدء الفصل الثاني للعام 2019/2020 يوم 14 آذار/مارس. وهو ذات اليوم الذي بدأت فيه امتحانات الفصل الأول في جامعة إدلب وبقية الجامعات المرخصة من وزارة التعليم العالي لدى حكومة الإنقاذ.


الإدارة ترد

قام "اقتصاد" بإطلاع "أحمد وائل شرف الدين"، وهو رئيس أكاديمية الشريعة والدراسات الإسلامية (الجامعة العثمانية سابقاً) على شكوى الطلاب، لاسيما تلك المتعلقة بعدم تمديد فترة تأجيل الامتحانات أو تبدل مشروع الجامعة إلى مشروع غير واضح، يحوي اسم أكاديمية الشريعة عوضاً عن الجامعة العثمانية التي قالت الإدارة السابقة إنها مرخصة من ماليزيا.

قال "شرف الدين" خلال حديث مطول مع "اقتصاد" إن "الطلبة لم يتنبهوا لما تعنيه قرارات مجلس التعليم وما لا تقصده، فقد صدر عن مجلس التعليم قراران بخصوص التأجيل: الأول ينص على وجوب التزام الجامعات العامة والخاصة بتأجيل الامتحانات، وهذا القرار التزمنا به، وصدر قرار في الأكاديمية بتأخير الامتحان حينها".

وتابع: "القرار الثاني: يطالب الجامعات العامة بتمديد التأجيل، ولم يتعرض للخاصة تاركاً لها حرية التقدير والاختيار.. وبناء عليه وبعد النظر في المصلحة الأعم، وبحسب واقع التطورات حينها.. لم نشأ تمديد التأجيل، ووجدنا الخير في استئناف العملية الامتحانية التي كنا بدأنا بها قبل صدور أول القرارين."

مرحلة جديدة؟!

قال الطلاب الذين فضلوا ترك الدراسة في (العثمانية) بعد أن تبين لهم أنها غير مرخصة من ماليزيا بل هي مرخصة فقط من تركيا كشركة تجارية -وفق تعبيرهم-، "لقد تعرضنا للخداع لاسيما بعد تبدل اسم الجامعة -في ظروف غامصة- من (الجامعة العثمانية الماليزية) إلى (أكاديمية الشريعة والدراسات الإسلامية)".

في المقابل رد "شرف الدين" وهو الرئيس الجديد للجامعة بعد استقالة "أحمد الراغب" الذي كان يدير المشروع السابق، "نحن الآن ندير (الأكاديمية) التي تم ترخيصها من مجلس التعليم العالي بإدلب، بعد تعثر مشروع (العثمانية)، وتمت معادلة المواد وانتقل الطلبة الناجحون للسنوات التالية، وطويت مرحلة العثمانية نهائياً".

كان "شرف الدين" واضحاً، فقد أكد أن "القلة من الطلبة قرروا الانسحاب، وحصلوا على مستحقاتهم من كشوف الدرجات وما شابه، بينما استمر الباقون بنظام (الأكاديمية) الذي يختلف عما كانوا يشكون منه زمن (العثمانية)".

وأكد أن "العثمانية وقّعت -سابقاً- مذكرة تفاهم مع جامعة (ملايا) الماليزية التي تحظى بترتيب عالٍ بين الجامعات العالمية فهي تحتل المركز 114 بين جامعات العالم، وبموجبه ستسير العثمانية بنظام الدراسة الملائم لـ (ملايا)، والذي فيه شيء من الشدة من حيث شروط الانتقال بين السنوات والترفع.. بحيث لا يكاد يستمر فيها إلا (أولو العزم من الطلبة)، ولا يتناسب مع ظروف كثير من الطلبة في الداخل. ثم حدثت طوارئ أوقفت العثمانية بتركيا، وتوقف فرع الداخل حكماً".

مشيراً إلى أن مشروع الأكاديمية يسعى -اليوم- للحصول على "شهادة معتبرة في الداخل.. إضافة للمساعي الدؤوبة لتوقيع مذكرة تفاهم مع إحدى الجامعات المُعتبرة".

ترك تعليق

التعليق