تأثير عكسي لنشرات النظام على الأسعار في حلب


أشعلت نشرة أسعار الخضار والفواكه التي أصدرتها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً في مدينة حلب، موجة من التعليقات الساخرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

رواد المواقع قارنوا بين الأسعار التي حددتها النشرة، وبين الأسعار في الأسواق، مطالبين المديرية بمعاينة الأسواق قبل إصدار النشرات على الورق.

وقال أحد المتفاعلين، إن الأسعار الحقيقية تفوق الأسعار التي حددتها النشرة بضعفين وأكثر في العديد من الأصناف، مؤكداً أنه اشترى كيلو البرتقال بـ900 ليرة، علماً بأن النشرة حددت سعره بـ500 ليرة.

وسخر آخر، "الأسعار في النشرة حلوة ومدروسة، بس وين ممكن نشتري بهيك أسعار". وأردف آخر: "هلأ إذا أخذت النشرة معي، فيني أدفع على موجبها، أو النشرة ما لها علاقة".

وائل عقيل، قال بدوره: "أسعار النشرة موجودة بسوق الجنة، أما في أسواق حلب، فالأسعار مضاعفة".

تأثير عكسي

وفي سياق الحديث عن أسواق حلب، أحدثت الخطوات التي اتخذتها مؤسسات النظام في مدينة حلب، لضبط الأسعار، تأثيراً عكسياً على الأسواق، حيث تسببت الإجراءات العقابية التي طالت المحال "المخالفة"، وكذلك إغلاق بعض الأسواق الشعبية للتقليل من الازدحام، في زيادة أسعار العديد من السلع، وفقدان عدد آخر.

وجاء قرار محافظة حلب بإغلاق عشرات مستودعات المواد الغذائية بسبب عدم التزامها بالأسعار المحددة، ليزيد الطين بلة، كما يقول الأهالي، وأوضحوا أن "إغلاق المحال ساعد أصحاب المحال غير المشمولة بالإجراءات العقابية على التحكم بالأسعار، واحتكارها، أمام زيادة الطلب".

وحسب مصادر محلية، فإن المستهلك الحلبي في ظل تراجع القدرة الشرائية، بات غير قادر على تأمين الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية، وخصوصاً من الخضروات.

وقالت الأربعينية علياء لـ"اقتصاد" إن "إعداد وجبة طعام خالية تماماً من اللحوم، تكلف نحو 3000 ليرة سورية على أقل تقدير"، في حين أن راتب زوجها الموظف في بلدية حلب، يبلغ 60 ألف ليرة سورية. وتابعت: "نعتمد على (الحواضر) المنزلية، ونكتفي بإعداد طبخة واحدة في الأسبوع".

وتأمل السيدة أن تنخفض الأسعار مع قرب شهر رمضان، وتستدرك: "لكن الواضح أن الأزمة تشتد يومياً، والإجراءات تتزايد، مع انتشار كورونا".

ترك تعليق

التعليق