السوريون.. ومرارة طحين إيران وخميرتها


في حواري مع أحد الصحفيين الموجودين في العاصمة دمشق، قال لي بالحرف الواحد إنها ايران التي تُعتبر الآن الثغرة الوحيدة في إنهاء الحرب السورية، وأنها هي من تتسبب بنشر كورونا رغم كل محاولات منعه من قبل سلطات النظام العاجزة، وهي أيضاً من قدمت الطحين والخميرة للنظام التي ينتج منها هذا الرغيف غير الصالح للبشر.

قصة طحين إيران وخميرتها ليست بجديدة، وما يشكو منه السوريون اليوم - من خبز لا يؤكل يوزع عليهم- سبق وعانوا منه في سنوات الحرب عندما كانت تفوح رائحة الخميرة الإيرانية العفنة من خبزهم المرّ.


خبز لا يؤكل

إحدى الناشطات على صفحة "حي المهاجرين" الدمشقي نشرت صوراً للخبز الذي يتم توزيعه من قبل اللجان المختصة من شعب حزبية ومخاتير في الأحياء، بالعاصمة وريفها. وكتبت تعليقاً مطولاً جاء فيه: "إلى من يهمه الأمر هل يعقل أن يأكل أبنائنا هذا الخبز. الرجاء من المعنيين الإطلاع على ما يجري هل يعقل في هذه الأزمه أن تصل معاناتنا إلى #رغيف الخبز كنا نطالب ونشكو أنه لا يتم توفير الخبز واليوم عندما توفر الخبز نجده لا يؤكل اطلاقا ويقسم أربع اقسام قبل أن تلمسه بيدك والناس تشكو وتنتفض".

المشكلة هي أبعد من حصة التوزيع اليومية بل في كميتها كما كتبت الناشطة: "الربطه كانت ١٤ رغيف أصبحت ٧ أرغفه وأصبحت الربطه تزن ٩٥٠ وهل يعقل أن عائله ٦ أنفس ستشتري ربطه بها سبعة ارغفه ماذا ستفعل لهم".


عروسة الزعتر الصعبة

الخبز الموزع لا يرضي طلبات الصغار ورغباتهم في بعض السندويش المفضل، وبسبب قسوته وعفونته ما عاد صالحاً كما تقول الناشطة، لعروسة الزعتر: "طفلتي تريد أن ألف لها سندويشه لتأكلها وهي ابسط الامور اللتي يطلبها كل طفل وربما هو الأمر المحال تحقيقه مع هيك رغيف".

المعلقون على المنشور أكدوا سوء صناعة الخبر عدا عن طريقة التوزيع المذلة، وعلقت إحداهن: "من الموزع للبيت ١٠٠ منر وصلت الربطة اربع رباع".

أما في الأسباب الأخرى لسوء الصناعة غير نوعية الطحين: "الخبز مضبوب سخن.. وفوق بعضو.. ويلي عم يوزعو..اكيد مستوفي شروط النضافه... الله يفرج احسن شي".


الخبز.. وغيرو

الأزمة الكبيرة التي يعيشها السوري تتجاوز الخبز. فقد ارتفعت أسعار الخضار والمواد التموينية، وهناك شح في أغلبها رغم محالات النظام التعويض بالتوزيع عن طريق البطاقة الذكية لبعض الأساسيات كالسكر والشاي والرز ولكن بكميات قليلة. وحديث من بعض مسؤوليه عن إدخال الخبز قريباً ضمن البطاقة المذكورة.

وارتفع سعر صحن البيض ليقترب من 3000 ليرة فعلقت إحدى السيدات السوريات بشأن ذلك: "حتى البيض ارتفع سعره بشكل كبير وقل وجوده عند المحلات... تقول إحدى صاحبات المحلات ربما الدجاجه قد عرفت بالكورونا وبطلت تبيض -المضحك المبكي".

ورد أحدهم منوهاً إلى مصائب أخرى مصيبة الخبز: "ياريت بس عالخبز أكلة مقالي صارت تكلف ٦ الاف ليرة".

 وهكذا يستمر السوري في مضغ معاناته دون أن يرف جفن لأبناء النظام ولو.. باعتذار.


(الصورة من صفحة حي المهاجرين بـ "فيسبوك")

ترك تعليق

التعليق