بتكلفة 100 دولار أمريكي.. صناعة أول جهاز تنفس صناعي بالباب


باجتهاد شخصي ومبادرة شعبية، يقوم الصناعي "أحمد الجبلي"، بتصنيع جهاز تنفس بدائي، في ظل شح الإمكانيات المتوفرة لتعويض النقص الحاصل بأجهزة التنفس الموجودة بمدينة الباب، والتي تُقدر بـ 10 أجهزة فقط.

 وللتفاصيل أكثر، يتحدث "الجبلي" لـ "اقتصاد" عن هذا المشروع ومدى تأثيره الفعّال، حسب وصفه، وذلك إن تم العمل على تطويره وإنتاج كميات تكون جاهزة للخدمة في الأيام القادمة.

كيف بدأت الفكرة؟

يجيب "الجبلي": "في ظل الأزمة الكبيرة التي يمر بها العالم مع انتشار وباء كورونا، وخوفاً من انتشار الفايروس لدينا، مع عدم امتلاكنا سوى 10 أجهزة تنفس بمدينة الباب، تولدت الفكرة بتقديم شيء بديل حتى لو كان بدائياً، لسد النقص بأجهزة التنفس. فقمت باستشارة شخصية للطبيب (عمار السايح)، حيث لقيت الفكرة ترحيباً وتأييداً، فيما كان العمل مع فريق من المهندسين، الأول مهندس ميكانيك، والثاني مهندس كهرباء إلكترون، واستشارة من فني عناية مركزة، لأخذ المعادلات الهوائية والضغط المطلوب".

وعن تجربة الجهاز وفعاليته؟

يقول "الجبلي" إن الجهاز بدائي يفتقر للتكنولوجيا الحديثة والشاشات الرقمية (اللمس) لكن أداء الجهاز أعطى فعالية تصل إلى نسبة 80% بحضور رسمي من مديرية الصحة بمدينة الباب في ريف حلب الشرقي، وتم استخدامه على 4 عمليات جراحية، وكانت النتائج إيجابية، وفق وصف "الجبلي".

ممَ يتكون الجهاز؟

"هو عبارة عن صممات حماية وحساسات ضغط ومنظم للوقت بداخله دارة الكترونية تتحكم بمدة الشهيق والزفير وعدد مرات التنفس وقابل للضبط حسب حاجة المريض إن كان صغيراً أو كبيراً".

وعن تمويل المشروع وتكلفة الجهاز

"قمت بطرح الفكرة على أحد تجار مدينة الباب وكان الرد إيجابياً، بأن أبدأ العمل على الجهاز، وتم سد كل الاحتياجات المطلوبة، فإن لم ينجح الجهاز فيكون لنا شرف المحاولة وخدمة أهلنا".

يتابع "الجبلي": "وبفضل من الله عزّ وجلّ، نجح الجهاز ونحن الآن بصدد تصنيع 100 جهاز أسبوعياً بتكلفة تقديرية للجهاز الواحد تصل إلى 100 أو 120 دولار أمريكي تقريباً بمشاركة واسعة من تجار مدينة الباب".

تفاصيل أكثر

ولتفاصيل أكثر عن هذا الموضوع كان لـ "اقتصاد" لقاء مع الدكتور "أحمد عابو" من المكتب الطبي في المجلس المحلي لمدينة الباب، الذي قال لنا: "بالبداية بالنسبة للجهاز أجرينا عليه عدة تجارب ولم تكن كافية مقارنة مع الأجهزة الحديثة لكن مبدئياً النتائج مبشرة والجهاز قيد الدراسة والتجربة".

يتابع: "الجهاز إسعافي قادر على تغطية حالات مثل مرض الكورونا ويستخدم كمنفسة للأطفال والكبار بالسن. طبعاً لا يوجد به أنظمة متطورة كباقي الأجهزة الحديثة لتغطية أمراض أخرى وهو الآن تحت الاختبار للتأكد من جاهزيته 100%، كي يكون جهازاً قيد الاستعمال".

وعن استقدام أجهزة متطورة من تركيا وباقي الدول، يقول الدكتور "عابو": "الأجهزة المتطورة ثمنها باهظ جداً ولا قدرة لنا على دفع ثمنها وعدا عن ذلك اليوم لا أحد من الدول يقوم ببيع أو إعطاء هذا الجهاز بسبب الحاجة الضرورية إليه وحتى الدول المتقدمة تعاني من عجز ونقص كبير في هذه الأجهزة نظراً لما تمر به من تفشي كبير للإصابات، ومثال عن ذلك تركيا، التي ينتشر فيها الوباء بشكل كبير. وبعيداً عن العاطفة لا يمكن لأحد تقديم الجهاز لنا".

وعن إنتاج كميات من هذا الجهاز، يجيب الطبيب: "نحتاج إلى مواد أولية والخطة تقوم اليوم على إنتاج 100 إلى 200 جهاز تقريباً في الوقت الحالي، يتم وضعهم كخطة طوارئ في حال لا سمح الله انتشرت جائحة كورونا لدينا. ونحن اليوم كمناطق محررة لا نمتلك سوى 125 جهازاً موجود منها 9 بمشفى الباب الكبير، وواحد بمشفى خاص، والباقي موزع على باقي مشافي المحرر".

وأضاف محدثنا أن الدكتور "محمد طفور"، نائب مدير الصحة، "أجرى دراسة على عدد الإصابات المحتملة وقت الذروة في حال حدوث جائحة لا سمح الله، وذلك وفقاً للنسب العالمية، وقد تبين أن الحاجة لأجهزة التنفس الاصطناعي قد تصل حتى 2500 جهاز في المناطق المحررة يتوفر منها 125 فقط".

وعقّب الدكتور "عابو": "لكن الدكتور (طفور)، عوّل على اختلاف النسب لدينا عن النسب العالمية بسب اختلاف نسبة الكهولة لدينا عن الدول الأوروبية".

وفي ختام الحديث، يقول الدكتور "أحمد عابو": "بكل صراحة وشفافية، حتى لو كان لدينا 200 أو 300 جهاز لن نكون قادرين على تخطي الأزمة إن حلت علينا لا سمح الله ومثال على ذلك دول كبيرة عجزت عنها فأين نحن منهم؟! نتمنى إيجاد علاج لهذا الفايروس قبل أن يصل إلينا".

ترك تعليق

التعليق