مواصلات خرق الحظر.. "ادفع تعبر"


الأوبئة في سلطة البعث يمكن استثمارها، وينشط فيها تجار الأزمات الذين تحولوا لتجار أوبئة، وهذا ما شهدته أسواق الدواء والخبز والنقل حتى في وقت الحظر الذي فرضته سلطات النظام بدعوى الحرص على حياة السوريين وصحتهم.

القرارات الأخيرة منعت التنقل بين المحافظات، وكذلك بين مدن الريف ومراكز المحافظات، ومنها العاصمة التي تنقطع عن ريفها اعتباراً من وقت تطبيق الحظر أي من الثانية ظهراً عند انتهاء دوام الموظفين، واستنثاء ضاحية قدسيا في ريف العاصمة، ولكن هذا القرار يمكن اختراقه بعدة وسائط وبنفس الآلية التي اعتاد عليها النظام.. "ادفع تعبر".

التسلل المأجور

ماذا لو أراد أحد من غير المدعومين أن يذهب إلى العاصمة لحاجة ماسة كمراجعة طبيب مثلاً، ولم يتمكن من الحصول على تصريح دخول.. الإجابة بسيطة، يمكن ذلك بالدفع، ولكن كيف؟

"أبو أحمد" مريض ضغط وسكر من الريف الغربي لدمشق، لديه مراجعة لطبيب مشهور في العاصمة من القلة الباقية، وقبل الموعد بحث عن وسيلة للوصول إلى طبيبه فأجابه جاره الموظف الذي يملك سيارة أجرة "بتتدبر بس بتكلف". وفي اليوم المحدد ركب مع جاره الموظف، وعند انتهاء الدوام رجع معه.

يقول "أبو أحمد" لـ "اقتصاد": "كلفني المشوار 10 آلاف ليرة سورية، وقد أقسم جاري أنه سيدفع للحاجز الذي فتش على التصاريح 5 آلاف ليرة".

موظفون.. أيضاً يدفعون

تلفزيون "الخبر" الموالي نشر تحقيقاً على لسان ممرضين- من منطقتي: السيدة زينب المعزولة، وكذلك مخيم الوافدين في الريف الشرقي- حول معاناتهم في الذهاب إلى عملهم بعد قرار المنع وتوقف عمل السرافيس التي كانت تتقاضى 200 ليرة على الراكب.

إحدى الممرضات اللواتي يعملن في مشفى ابن النفيس قالت للخبر: "الذهاب للدوام والعودة منه يكلف ما يقارب الـ8000 ليرة سورية للشخص الواحد". وأما بقية الموظفين فيتدبرون أمورهم بطرق عدة، إما بالركوب مع زملاء يمتلكون سيارات ويدفعون لهم أيضاً ولكن مبالغ ليست كبيرة، أو كما قال أحد موظفي ربف دمشق الغربي لـ "اقتصاد": "الوصول إلى دمشق بالنسبة لي على دفعات فأركب مع جاري إلى مكان ثم أنتظر أي سيارة عابرة أو ابن حلال ذاهب إلى العاصمة".

الإسعاف.. بسلامتك

المشفى الوطني في إحدى مدن الريف الغربي لا يرد على هواتف المواطنين وسيارة الاسعاف الوحيدة مخصصة للمقربين ومسؤولي المدينة، وأما المواطن فله حكاية أخرى ترويها سهام لـ "اقتصاد": "أصبت بوخزة في الصدر وضيق في التنفس اتصل زوجي بالمشفى الوطني فلم يرد أحد، وكان الوقت مساء وهذا يعني أنك تحتاج لسيارة أجرة، وبعد بحث اتفقنا مع أحدهم على نقلنا وارجاعنا إلى البيت بـ 10 آلاف ليرة، وإضاف خمسة آلاف أخرى لانتظاره لنا. أما اجراءات المشفى فهي حكاية أخرى".

زوج سهام قال لـ "اقتصاد": "قبل الحجر وبعده.. الاسعاف في سوريا بسلامتك"، وهي إحدى مصطلحات اليأس وعدم الجدوى التي يطلقها السوريون في حالات العجز.. هي دولة البعث.


(الصورة المرفقة لعناصر أمن أثناء تطبيق الحظر الليلي وفق وكالة "سانا" التابعة للنظام)

ترك تعليق

التعليق