كيف أثّر "كورونا" على المطاعم وعمالها من السوريين في تركيا؟


منهم من انخفض راتبه إلى النصف، ومنهم من خسر عمله بشكل تام، هكذا هو حال العمال السوريين في تركيا، وخصوصاً عمال المطاعم منهم، بعد تفشي وباء الكورونا المستجد في البلاد.

"أبو سعيد"، 21 عاماً، كان من الفئة الأولى الذين خُفّضت رواتبهم إلى النصف تقريباً. تحدث لـ "اقتصاد" عن وضعه المعيشي بعد انخفاض الراتب، وازدياد متطلبات المعيشة، فقال: "بعد انتشار الفايروس في تركيا، انتهج المطعم الذي أعمل فيه في منطقة ميدان اسنيورت، نهجاً جديداً في ضبط دوام العمال ورواتب العمال، حيث كان أبرز المتضررين من الوباء هي المطاعم، لابتعاد الناس عن الأطعمة الجاهزة، وتوجههم نحو الطعام المنزلي خوفاً من الإصابة، حيث خُفّضت أيام الدوام إلى النصف، وخُفّض الراتب معها أيضاً، ليصبح الراتب بدلاً من 2400، 1200 ليرة تركية فقط، يذهب 850 ليرة تركية منها كإيجار للمنزل".

 وأكد "أبو سعيد" أن صاحب المنزل لم يقبل التأخير يوماً واحداً في دفع الإيجار رغم ما تمر به البلاد وكان الرد "يا بتدفع يا بتطلع".

"أبو سعيد" أكمل: "بالنسبة للفواتير اضطررت للتأخر في دفعهم كي أتمكن من شراء القليل من الحاجيات للمنزل، في حال فرضت الحكومة التركية حظر تجوال طويل الأمد، إلا أن ما تبقى من الراتب لم يكن كافياً لشراء تلك الحاجيات، وسد احتياجات المنزل اليومية معاً، ما دفعني إلى شراء قرابة النصف من تلك الحاجيات، بالدين".

"أبو يزن"، عامل في أحد المطاعم في منطقة ميدان اسنيورت أيضاً، كان من القسم الثاني (أي الذين فقدوا عملهم بسبب إغلاق المطعم)، تحدث لـ "اقتصاد" عن تفاصيل المعيشة، فقال: "العطلة ستكون على حسابنا، أي أنها ستكون دون أجر، في حين لا يمكن للعامل البحث عن عمل آخر، لأنه لن يجد أساساً في ظل هذه الظروف".

"أبو يزن" تابع: "من حسن الحظ أنني دفعت إيجار قبل توقفي عن العمل بيومين".

"أبو يزن" هو الآخر اضطر لترك الفواتير من ماء وكهرباء وغاز دون تسديد للحفاظ على ما تبقى من الراتب لشراء بعض الحاجيات المنزلية.

أما "عبد الباسط"، 30 عاماً، كان الوضع بالنسبة له مقبولاً، فبعد قيام الشركة التي يعمل بها بتخفيض راتبه كبقية الشركات الأخرى، وافق صاحب المنزل الذي يستأجر منه، تخفيض الإيجار أيضاً، حيث انخفض الإيجار من 750 إلى 500 ليرة تركية، أي بمعدل الثلث، كما قال عبد الباسط، الذي تابع: "هناك أصحاب منازل وافقوا على تخفيض الإيجارات للمستأجرين سواء كانوا سوريين أو أتراك، لضرورة التكاتف والوقوف جنباً إلى جنب في هذه المحنة على حد وصفهم، في حين أعفى قسم آخر المستأجرين من دفع الإيجارات بشكل كامل. لكن لا يمكن التعميم لتلك الحالات، فهناك أيضاً أصحاب منازل باتوا يطالبون بالإيجار قبل موعده بيومين أو ثلاثة حتى، خوفاً من التأجيل، ومنهم من رفض التأخر في استلام الإيجار يوماً واحداً، مهدداً المستأجر بإخراجه من المنزل".

الحكومة التركية كانت قد حددت ساعات العمل لمحلات البقالة والماركت، من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساء، في حين أنها لم تحدد دوام المطاعم نتيجة لجوء عدد كبير منها للإغلاق، حيث كانت أبرز المطاعم العالمية التي أغلقت أبوابها فروع برغر كينغ الواقعة ضمن مراكز التسوق الكبيرة وأبقت على الفروع الواقعة خارجها، أما على المستوى المحلي بالنسبة للسوريين، فكان كل من سلسلة مطاعم "فتة وصنوبر" و"فلافل غزة" من أبرز الذين أغلقوا أبوابهم نتيجة تفشي فايروس كورونا في البلاد.

ترك تعليق

التعليق