"معبر سراقب": رغبة في تنشيط التجارة أم طي لصفحة عودة النازحين؟


ينتظر عشرات التجار في محافظة إدلب افتتاح أي معبر بين النظام وما تبقى من الجيب الذي تديره قوات المعارضة شمالي البلاد. بينما لا يمكن إغفال وجود اعتراض واسع لدى سكان المنطقة على هذه الخطوة في ظل الخوف من كورونا من جهة، والقلق من ترسيم خرائط السيطرة بالنسبة للمعابر الجديدة التي يجهز لافتتاحها قريباً، من جهة أخرى.

وأُوقف يوم الأحد افتتاح معبر جديد بين سرمين وسراقب التي خضعت لسيطرة النظام خلال معارك شباط الماضي، بسبب انتقادات واسعة طالت هذه الخطوة، إذ يعتقد كثيرون أن المعبر جاء كبديل عن أهم المعابر بين إدلب والنظام سابقاً، وهو معبر مورك.

ونقل عن ما تسمى "إدارة معبر سراقب" التابعة لهيئة تحرير الشام أنه تم اتخاذ قرار من قيادة الهيئة بإيقاف تنفيذ معبر سراقب بسبب "الضغط الشعبي الكبير انجراراً وراء عواطفه وخوفاً من تأجج الخلافات وتطور الأمر ليصبح أزمة حقيقية بين التجار والمزارعين وبقية أطياف الشعب السوري في المناطق المحررة".

ولم يتسن التأكد من صحة القناة المحدثة على تطبيق تلغرام وتتحدث باسم "معبر سراقب التجاري" والتي بثت خبرَي الافتتاح والتوقف.

حركة تجارية بطيئة

لا يخفي تجار من سوق إدلب ترقبهم لافتتاح المعابر مع النظام ومن بينها معبر سرمين- سراقب.

ومنذ أسابيع نشرت مكاتب السفريات خبر اقتراب افتتاح هذا المعبر الذي سيكون خطوة لتنشيط حركة التجارة والمسافرين بين المعارضة والنظام.

وعلّق تجار طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم خلال حديث مع "اقتصاد" حول افتتاح المعبر الجديد بالقول: "المعابر مغلقة وهو ما تسبب في اعتمادنا على البضائع المخزنة في المستودعات".

وقال أحد التجار: "لا بد من افتتاح أي معبر سواء مع النظام أو قسد أو تركيا".

وطالما وعد التجار زبائنهم ببضائع جديدة ريثما يتم افتتاح المعابر مع النظام.

وقال أحد هؤلاء: "السوق في حالة اختناق.. إذا استمر الحال هكذا مع اقتراب شهر رمضان فكل شيء سيرتفع ثمنه".

وأدى إغلاق المعابر مع النظام إلى تعطيل دخول شحنات كبيرة من البضائع التي تشمل الألبسة الصيفية والغذائيات والعديد من أصناف الخضار. وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية والخضار وندرة بعض السلع أيضاً.

وطالما كانت المعابر مع النظام مثل مورك والعيس والمنصورة تدر ملايين الدولارات لصالح هيئة تحرير الشام وهي من يدير هذه المعابر كما يستفيد منها عشرات التجار.

وقبل المعارك الأخيرة للسيطرة على طريق دمشق- حلب الدولي، كانت حركة البضائع نشطة من معبري العيس والمنصورة ذهاباً وإياباً.

وأغلقت جميع هذه المعابر مع إدلب بسبب اندلاع القتال وسيطرة النظام عليها.

معبر جديد = لا عودة للنازحين

ومنذ الإعلان عن افتتاح المعبر الجديد يساور السكان لاسيما النازحين الذين لا يزال الآلاف منهم يعيشون داخل مخيمات على الحدود السورية-التركية القلق من طي مسألة عودتهم إلى ديارهم.

وقال "أحمد" وهو من سراقب تعليقاً على افتتاح المعبر: "هذه خيانة من فصائل وقفت ضد تسيير دوريات روسية على طريق m4 بينما تسمح بفتح معبر في نفس المنطقة".

بينما اعتبر "أبو محمود" وهو من ريف إدلب الجنوبي أن المعبر بمثابة اعتراف بالخريطة الحالية للسيطرة من قبل الفصيل الذي يعمل على افتتاحه.

وقال أبو محمود: "نحن ننتظر إعادة النظام حتى مورك.. حينها أعيدوا افتتاح معبر مورك أما أن يبقى النظام في سراقب فهذه هي الطامة الكبرى".

ما دور تركيا؟

يطرح البعض وجهة نظر مختلفة عما هو متداول بين الناس حول دور هيئة تحرير الشام في السعي لجني مكاسب كبيرة من افتتاح المعبر الجديد.

ويقول هؤلاء إن لتركيا يداً كبيرة في هذه القضية وذلك لإعادة ضخ بضاعتها مجدداً في السوق السورية عن طريق إدلب.

لكن معبر باب الهوى وهو البوابة الوحيدة لتركيا مع إدلب لا يزال مغلقاً وهو ما يشكك في هذه الفرضية التي يمكن أن يدعمها عودة افتتاح باب الهوى مجدداً قبل حلول شهر رمضان.

ترك تعليق

التعليق