ما الذي حدث للنفط يوم الاثنين؟، وما الفرق بين الخام الأمريكي وخام برنت؟


رغم تراجع سعره بشكل كبير، بدفعٍ من "خضّة" انهيار سعر الخام الأمريكي، إلا أن خام برنت، الذي يشكل مرجعية تسعير النفط في الشرق الأوسط، وفي كل "العالم القديم – آسيا وإفريقيا وأوروبا"، بقي بعيداً جداً عن توصيف "الانهيار"، وانخفض فقط، بمعدل أقل من 10%. ذلك أن تداعيات انهيار سعر الخام الأمريكي، قد لا تكون ذات أثر قياسي، بالنسبة لسعر خام برنت.

ما حدث يوم الاثنين، أن عقود الخام الأمريكي، الآجلة، تسليم أيار/مايو، انهارت إلى سعر سالب، لأول مرة في التاريخ، وذلك بسبب اقتراب الخزانات الأمريكية من  حالة الامتلاء الكامل بالنفط. ومع انهيار الطلب على النفط في أمريكا الشمالية، بسبب تداعيات أزمة "كورونا"، فإن المشترين الذين يريدون استغلال التراجع الكبير لأسعار النفط، في الولايات المتحدة، بصورة رئيسية، وصلوا إلى أقصى طاقة لديهم للتخزين.

ولأن صلاحية عقود الخام الأمريكي الآجلة، تسليم أيار/مايو، تنتهي صلاحيتها يوم الثلاثاء 21 نيسان/أبريل الجاري، فاتجه التجار إلى بيع ما لديهم من عقود خام أمريكي مستقبلية تسليم الشهر القادم، بكثافة، فانهار السعر بشكل غير مسبوق، في التاريخ.

ومن المتوقع أن تمتلئ مخازن النفط في الولايات المتحدة الأمريكية، عن آخرها، خلال أسبوعين، لذلك فضّل ممتلكو عقود الخام الأمريكي المستقبلية تسليم أيار/مايو، التخلص منها، بأي طريقة.

لكن ذلك لا ينطبق على عقود الخام الأمريكي الآجلة، تسليم حزيران/يونيو، التي تم تداولها فوق مستوى 20 دولار للبرميل. مما يعني أن المستثمرين في مجال النفط يتوقعون أن ترتفع الأسعار في حزيران/يونيو.

ويتم تسعير ثلثي النفط المنتج في العالم، وفق مرجعية خام برنت المنتج في الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا.

 وتراجع سعر خام برنت تسليم حزيران/يونيو إلى 25.43 دولار للبرميل، بنسبة تصل إلى 9.44%، مساء الاثنين.

كان خام برنت قد هوى إلى أدنى سعر له منذ عام 2002، وذلك في 30 آذار/مارس الفائت، بدفعٍ من انهيار الطلب بفعل "كورونا"، وتخمة المعروض. وسجل سعر خام برنت حينها 22.58 دولار للبرميل.

وما تزال الصورة سوداوية أمام صناعة النفط وإنتاجها، في كل العالم، بفعل المخاوف من استمرار تداعيات أزمة "كورونا" على الاقتصاد العالمي. لكن قتامة الصورة بخصوص صناعة النفط الصخري الأمريكي، أكبر بكثير. أما في "العالم القديم"، فإن خام برنت ما يزال بعيداً عن أدنى سعر له في التاريخ، وفق تقديرات كثير من المحللين.



ترك تعليق

التعليق