"شتوة نيسان" تُبشّر بموسم جيد في درعا


شهدت محافظة درعا قبل بضعة أيام، هطول كميات غزيرة من الأمطار، ما أسهم في ري المحاصيل الزراعية، الحقلية، والأشجار المثمرة، وبعث الفرح في نفوس الأهالي، الذين يستبشرون خيراً بأمطار نيسان، لما لها من أهمية، في نجاح الموسم الزراعي بشقيه الشتوي والصيفي.

ويقول الباحث في التراث عزيز أحمد: "تحظى أمطار نيسان أو (شتوة نيسان) كما تسمى بالموروث الشعبي الحوراني، بأهمية كبيرة، نظراً لفوائدها المتعددة للمحاصيل الزراعية، والأشجار المثمرة، والمراعي، حتى قيل عنها شتوة نيسان (بتسوى العدة والفدان)، أي تعادل بقيمتها كل معدات الفلاح الزراعية، والثور أو الدابة، التي تستخدم في حراثة الأرض، وتهيئتها للزراعة، والتي غالباً ما تكون هي كل رأس مال الفلاح ومصدر رزقه".

وأضاف: "يقولون في الموروث الشعبي "(شتوة نيسان تحيي الأرض والإنسان)، حيث يرى السلف، وبحسب خبرتهم المتوارثة، أن أمطار نيسان تسهم في تنظيف الأجواء والأشجار المثمرة والخضار النامية، من الأتربة والحشرات الطائرة والزاحفة، والغبار، لاحتوائها على نسبة عالية من الأملاح والأحماض المفيدة، كما أنها ترفد مصادر المياه السطحية والآبار، بكميات جديدة من المياه، وتعمل على ديمومة النباتات الرعوية وإطالة عمرها الزمني".
 
وحول أهمية أمطار نيسان، قالوا أيضاً، وفق الباحث: "إن أخصبت وراها نيسان وإن أمحلت وراها نيسان"، بمعنى أن الفلاح يرى في أمطار نيسان بركة أمطار الموسم، وضمانة نجاح موسمه الزراعي.
 
وأضاف أن شهر نيسان، كان في السابق يحظى باهتمام كبير من سكان بلاد الشام بشكل عام، ومن سكان سوريا والجنوب السوري بشكل خاص، وكانوا يطلقون عليه شهر "الخمسان"أو "شهر الخميس"، حيث يعم وينتشر فيه الدفء، والحب، والجمال، وتحلو فيه السهرات واللمات والسيرانات، مشيراً إلى أن شهر نيسان في زمن الحرب، وبعدها في زمن "كورونا"، أصبح شهر الخوف، والحسرات والانكفاء على الذات.

من جهته، يقول المهندس الزراعي "صلاح الدين المحمود" إن أمطار نيسان، أو شتوة نيسان، تلعب دوراً مهماً في نجاح الموسم الزراعي، فهي تسهم في تحسين الإنتاج كماً ونوعاً، كما أنها توفر الأعشاب الرعوية والمراعي لفترة طويلة نسبياً، الأمر الذي يسهم في التقليل من مكونات العليقة العلفية المقدمة للقطيع، ما يعني توفير مبالغ مالية طائلة على مربي الثروة الحيوانية، كانت ستذهب لشراء الأعلاف.

وأضاف أن التقليل من العليقة العلفية، من شأنه أن يسهم في انخفاض أسعار الحليب ومشتقات الألبان، بالتزامن مع توفر الكلأ والمرعى للثروة الحيوانية، موضحاً أن سعر كيلو الحليب، انخفض في ريف درعا بمعدل 75 ليرة سورية، فيما انخفض سعر كيلو اللبن نحو 50 ليرة سورية، كما انخفضت أسعار مشتقات الألبان بنسب متفاوتة، رغم الغلاء الكبير الذي تشهده المحافظة.

ولفت المحمود، إلى أن حالة المحاصيل في محافظة درعا، توصف بالجيدة هذا الموسم، وهي مبشرة على مستوى الكم والنوع والجودة، وكل ذلك، بسبب توفر كميات كبيرة من مياه الأمطار اللازمة للمحاصيل البعلية والمروية.

وأضاف، أنه لم تلحظ حتى اللحظة أية آفات زراعية، تهدد المحاصيل في مناطق المحافظة، لكنه لفت إلى المعاناة الكبيرة، التي يعاني منها الفلاحون في ظل ارتفاع أسعار المواد الأولية، من بذار، وأسمدة، ومواد مكافحة ومحروقات، وأجور نقل، وغياب الدعم للفلاحين من قبل سلطات النظام، إضافة إلى هجمات الخنازير البرية، على بعض المحاصيل الزراعية، في أطراف الأودية في الريف الغربي.

يشار إلى أن الخطة الزراعية للعام 2019- 2020 في محافظة درعا وفق مصادر إحصائية تابعة لمؤسسات نظام الأسد، تشمل 76115 هكتاراً للقمح البعل والمروي، و27780 هكتاراً للشعير، و28350 هكتاراً للبقوليات، و5720 هكتاراً للمحاصيل العلفية، و5570 هكتاراً للمحاصيل الخضرية الصيفية بأنواعها.

ترك تعليق

التعليق