الكهرباء "التركية" في "الباب".. كيف علّق السكان؟


أعلن المجلس المحلي لمدينة "الباب" بريف حلب الشرقي، مؤخراً، عن وصول التيار الكهربائي من داخل الأراضي التركية إلى المنطقة، حيث طلب من الأهالي مراجعة مديرية الكهرباء للتسجيل على عدادات الاشتراك، ومن المخطط أن تبدأ أولى مراحل تطبيق هذا المشروع بتغذية بعض أحياء المدينة خلال أيام شهر رمضان القادم.

وفي هذا السياق، قال الأستاذ "جمال عثمان" رئيس المجلس المحلي لمدينة "الباب"، إنّ التيار الكهربائي الذي جرى توصيله من تركيا إلى منطقة "الباب" هو عبارة عن خط متوسط شدته (33KV)، وقد تمّ تجهيز وتجريب محطة التحويل الواقعة غرب المدينة بنجاح، و"نعمل الآن على تجهيز (بسط) في نفس المحطة، حيث جرى تركيب محولة ومد شبكة التوتر المنخفض التي سيتم توزيعها على المشتركين، وسيتم تغذية بقيّة مراكز المنطقة بالتدريج".

وأضاف: "تحوي مدينة (الباب) على ما يقارب 60 مركز تحويل منها المدمر ومنها التي تحتاج للصيانة وسيتم تغذيتها بشكلٍ متتالٍ خلال الفترة المقبلة، ومحطة التحويل الحالية قادرة على تأمين استهلاك مدينة (الباب) بالإضافة لبلدتي (قباسين، بزاعة) من الكهرباء، وفي حال زيادة الطلب سيتم إضافة محولةٍ أخرى، بحيث يتم استيعاب كامل الضغط والطلب دون التأثير على الخدمة المقدمة".

ويشترط على الراغبين بالحصول على الكهرباء في مدينة "الباب" مراجعة شركة الكهرباء التي يحصل منها المشترك على استمارة يقوم بتعبئتها عند مختار الحي الذي يقطن فيه -من أجل دقة البيانات والمعلومات- ويقوم المختار بختم الاستمارة، بعدها يتم تصديقها من الأحوال المدنية في المجلس المحلي، ثمّ تقدم الاستمارة بعد ذلك مرفقة مع الهوية الصادرة عن المجلس المحلي ورسم الاشتراك في مقر الشركة ليتم تقييد اسمه كمشترك للحصول على خدمة الكهرباء.

ماذا عن الأسعار والرسوم المستردة؟

وعن تكلفة رسم الاشتراك، أشار "عثمان" إلى أنّ رسم الاشتراك المنزلي يبلغ ٦٠٠ ليرة تركية، والاشتراك التجاري ١٠٠٠ ليرة تركية، والاشتراك الصناعي ثلاثي الطور (التريفاز) ١٨٠٠ ليرة تركية. بينما يبلغ ثمن العداد الأحادي ٤٠ دولار، والعداد الثلاثي ٧٥ دولار.

ونوّه "عثمان" كذلك إلى أنّ سعر الكيلو واط الواحد من الكهرباء يبلغ 85 قرشاً تركياً، وسيتم تحصيل قيمة الفاتورة عبر نظام البطاقات الإلكترونية الذكية مسبقة الدفع، كما ستكون التغذية بشكلٍ كامل وعلى مدار الـ 24 ساعة، مما يعني ثباتاً في التوتر واستقراراً في الشبكة.

وفي حال قرر المشترك إلغاء الاشتراك لأي ظرف، فإنّ هناك رسم تأمين مقداره 150 ليرة تركية، بالإضافة لرسم لوحة وتركيب عداد مقداره 198 ليرة تركية (تمّ تحديده حسب سعر الصرف وقت توقيع العقد)، ستعاد للمشترك، وبقية الرسوم ستبقى للشركة أي سيعاد مبلغ ٣٤٨ ليرة تركية فقط من الإجمالي.

تفاؤل وتردد

ولاقى مشروع إعادة التيار الكهربائي ترحيب واستحسان قسمٍ كبير من السكان في منطقة "الباب"، لكونه يشكل بارقة أمل بانفراج الأوضاع وعودة الاستقرار إلى المنطقة، لاسيما للأعمال الصناعية والتجارية التي تعاني من غياب التيار الكهربائي المنتظم.

ووفقاً لما أشار إليه "محمد الفاقي" وهو من سكان مدينة "الباب" الأصليين، وصاحب إحدى الورش الصناعية فيها، فإنّ استمرار تدفق التيار الكهربائي بشكلٍ مستمر سيفتح المجال لعودة كافة الأعمال الصناعية-التجارية التي كانت مقيدّة بمدّة عمل واستطاعة المولدات، هذا عدا عن أسعارها المرتفعة التي كانت وما تزال تشكل عبئاً على الأهالي على اختلاف أعمالهم واستهلاكهم من الكهرباء.

وأوضح "الفاقي" في معرض حديثه لـ"اقتصاد" قائلاً إنّ "الأسعار التي أعلن عنها محلي (الباب) معقولة ومناسبة إلى حدٍ ما، خصوصاً وأنّها تبقى أفضل من نظام الأمبيرات التي يبلغ سعر اشتراك الأمبير الواحد منها 60 ليرة تركية مقابل 6 ساعات ونصف تشغيل يومياً ولمدّة شهر واحد، وأيضاً نظام العدادات الذي يبلغ سعر الكيلو واط الواحد فيه حالياً حوالي 2،5 ليرة تركية".

وفي مقارنة ما بين سعر الكهرباء التركية (85 قرش تركي) للكيلو واط الواحد-كما يقول الفاقي-وبين سعر كيلو الواط الذي يتم بيعه عن طريق مثيله من المولدات الخاصة، وفي حالة كان الاستهلاك الشهري 100 كيلو واط مثلاً، فإنّه سيتم تعويض سعر الاشتراك خلال أربعة أشهر تقريباً من بدء الاشتراك.

بدوره، ذهب "أحمد النجّار" وهو أيضاً من أبناء مدينة "الباب"، إلى ضرورة أن يؤخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي المتردي لغالبية سكان المنطقة التي تضم أعداداً كبيرة من النازحين.

وأشار "النجّار" في حديثه لـ"اقتصاد" قائلاً: "يجب تخفيض أسعار الكهرباء، نظراً لأنّ الكهرباء توتر تركي وليس مولدات كما هو الحال في مدينة (الباب)، كذلك فإنّ الشركة التركية لم تعتمد على تجهيزاتها الفنية الخاصة، وإنما لجأت إلى استخدام البنية التحتية من كابلات أرضية ومحطة التحويل ومحولات وأبراج، والتي هي أساساً ملك لأهل المدينة".

أمّا بالنسبة لـ"زكريا" وهو نازحٌ من ريف دمشق ويقيم في مدينة "الباب"، فإنّ مشروع الكهرباء جيد بالنسبة لسكان مدينة "الباب" دون النازحين؛ فالتكلفة التي أعلنت عنها مديرية الكهرباء مرتفعة مقارنةً مع الوضع الاقتصادي للشريحة الأكبر من النازحين؛ فهم إمّا عاطلون عن العمل أو أنّهم مضطرون لدفع مبالغ مالية كبيرة كبدل إيجار شهري للمنازل التي يسكنونها.

ويرى "زكريا" أنّه يجب إلغاء رسوم الاشتراك نهائياً، وتخفيض سعر الكيلو واط، لأنّ أغلب سكان المنطقة من النازحين وهم بالكاد يستطيعون توفير قوت يومهم.

وختم قائلاً: "عند القيام بهذه الخطوة فلا شك أنّ قسماً كبيراً من النازحين المتواجدين في مدينة (الباب) سيحول اشتراكه إلى خدمات الكهرباء التركية التي تمتاز بانتظام تيارها ودوامه على مدار الساعة، فضلاً عن رخصها مقارنةً بمثيلتها المستخدمة عن طريق الأمبيرات".

ترك تعليق

التعليق