سوريون يتحدثون عن توقيف "كرت الهلال".. بحجج "واهية"


"وصلتني رسالة يوم أمس تبلغني بتوقف كرت الهلال الأحمر وبأن سبب توقف الكرت هو تغيير السكن علماً أنني لم أغير سكني وأنا معاق وعندي (رابور) طبي وتوجد عند منظمة الهلال الأحمر التركي نسخة عنه ولا يوجد عندي معيل أو معين، راجعتهم اليوم ولكن المكتب مغلق حتى انتهاء كورونا فماذا أفعل؟".. بهذه العبارات ونظرات الحيرة كانت ردة فعل "عبدالله عمران" وهو لاجئ سوري مقيم في تركيا، صُدم بتلقيه رسالة من منظمة الهلال الأحمر تفيد بقطع المساعدات عنه وإيقاف الكرت البنكي المخصص له المعروف باسم (كرت الهلال الأحمر).

حال عبد الله، كحال الكثير من اللاجئين السوريين في ظل هذه الظروف الصعبة في تركيا وخاصة بعد جملة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية للحّد من انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي انعكس تأثيره على غالبية اللاجئين السوريين، والأكثر تأثراً هم العاملون بنظام اليوميات.

ومما زاد الطين بلّة، أن تأتي رسالة الهلال إلى عشرات الأسر السورية المستفيدة من المساعدات المقدمة من قبل المنظمة، تبلغهم بتوقف استحقاقهم لبطاقة الهلال الأحمر (كرت الهلال) لعدم مطابقتهم للشروط.

يذكر أن منظمة الهلال الأحمر التركي تقدم كرت الهلال الأحمر (120 ليرة تركية للشخص) وفق شروط ومعايير لقبول الأسر السورية ضمن برنامج المساعدات المخصصة للاجئين، كما حددت الأسباب التي تتوقف المساعدات بسببها وهذه الأسباب هي:

1- تصبح الأسرة غير مستوفية لمعايير البرنامج إذا حدث تغيير في بنية الأسرة في حالة تجاوز عمر أحد الأطفال من أفراد الأسرة المتلقية للمساعدة 18 عاماً.
2- في حال حدوث تغيير في سجل العائلة الوظيفي (التسجل في الضمان الاجتماعي) أو امتلاكهم لأصول ذات قيمة عالية.
3- حصول المستفيد - مقدم الطلب لكرت الهلال- على الجنسية التركية.
4- تغيير عنوان المسجل أو انتقاله إلى منطقة أو ولاية أخرى.

وقد أبلغتنا أسر سورية عديدة أنها تلقت رسالة بوقف كرت الهلال الخاص بها، رغم أنها مستوفية لكافة شروط الاستحقاق، ومنهم "أم محمود" وهي أم لثلاثة أطفال في المدرسة تم إيقاف راتب المدرسة لأطفالها الثلاث ووصلتها رسالة من منظمة الهلال التركية تبلغها بإيقاف كرت الهلال، وعندما قامت بالاتصال بهم لمعرفة السبب كان جوابهم أنها "مغيرة لمكان سكنها"، وأكدت لهم أنها لم تغيّر مكان سكنها منذ أربع سنوات ولكن لم يتم التجاوب معها.

في حين وصلت الرسالة ذاتها لـ "أبو أيمن" اللاجئ في مدينة قونية التركية، بإيقاف كرت الهلال وكان السبب هو تحديث البيانات وفي نفس الوقت توقف مبلغ مساعدة إرسال الأطفال للمدرسة لأولاده.

وبيّنت لنا "أم عمر" وهي لاجئة سورية أرملة وأم لثلاثة أطفال دون السابعة من عمرهم، تسكن مع والد ووالدة زوجها، بأنه وصلتها رسالة إيقاف كرت الهلال، وعند الاتصال بهم للاستفسار عن السبب كان جوابهم أن عليها أن تسكن في منزل لوحدها مع أولادها حتى يتم إعادة تفعيل كرت الهلال لها.

يرى بعض السوريين أن توقف الكثير من كروت الهلال قد يرجع إلى أن الدول الداعمة قد "التهت" بمشاكلها وظروفها التي تواجهها بسبب فيروس كورونا فخففت نظام الدعم، فما كان لمنظمة الهلال الأحمر التركي سوى أن تفصل عشرات من الأسر السورية بحجج واهية، ولكن من يدعم السوريين المعدمين في ظل هذه الظروف الصعبة؟!

"بدل العمل القصير"

اتجهت الحكومة التركية نحو تفعيل "بدل العمل القصير" لتعويض أرباب الأعمال الذين تكبدوا خسائر كبيرة في ظل أزمة كورونا. ونظام العمل القصير هو نظام تعامل اقتصادي مع المؤسسات والشركات في تركيا خلال الأزمات، ويهدف إلى عدم خسارة رب العمل لكتلة الأيدي العاملة التي يملكها في حال توقف نشاطاته إثر تضررها بشكل كامل أو جزئي، ويضمن للعاملين الحصول على أجرهم دون عمل لمدة لا تتجاوز 3 شهور، في حال استيفاء الشركة أو المؤسسة للمعايير المطلوبة للاستفادة من بدل العمل القصير.- يحق لأي مُؤمن له، بدل عمل قصير يتراوح بين 1752 ليرة تركية إلى 4 آلاف و381 ليرة تركية، اعتماداً على إجمالي الأجر المستلم، وهذا يعادل ما بين (58 - 146) ليرة يومياً- ولا يستطيع أصحاب العمل الذين يتم قبول طلباتهم في هذه المساعدة، تسريح العمال لديهم خلال فترة الاستفادة من الطلب، ويتم الدفع عبر نظام البريد التركي المعروف بـ ptt.

وهنا يتساءل السوريون: هل سيشملنا القرار؟

في حال كان العامل السوري مجنّساً ويعمل لدى شركة أو مؤسسة مستوفية للمعايير المطلوبة وبريئة الذمم الضريبية فسيتم منحه بدل العمل مثله مثل العامل التركي (مع العلم أن الأغلبية منهم تشتكي من الفرق كبير بين راتب العامل السوري المجنس والعامل التركي الذي يعمل نفس العمل وبنفس المعمل أو الشركة).

أما اللاجئ السوري فمن لديه "سيكورتا- sigorta " أو إذن عمل (أي يعمل بشكل نظامي ومسجل لدى الدولة) فسينال هذا البدل إذا كانت أمور صاحب العمل نظامية ومرخصاً وبريء الذمم الضريبية. ولكن العامل السوري الذي ليس لديه "سيكورتا" أو إذن عمل فلن يحصل على شيء.

وتشير بعض الدارسات أن نسبة العاملين السوريين من دون إذن عمل أو "سيكورتا" في تركيا، تبلغ 75٪، يعملون في شركات وقطاعات خاصة.




ترك تعليق

التعليق