إدلب تستقبل رمضان بالغلاء وقائمة طويلة من المحظورات


في أحد أسواق محافظة إدلب يلجأ أحمد إلى التسوق بـ(القطعة). "حبة بندورة وحبتان من الخيار وليمونة وهكذا أصبح لدينا صحن سلطة"، مع ذلك لا تكفي النقود التي في جيبه لاستكمال وجبة الإفطار.

هذه كانت إحدى أهم المعضلات التي واجهت أحمد في أول أيام الشهر الفضيل في محافظة إدلب شمالي غرب البلاد.

ودائماً كانت إدلب تفاخر بكونها القطاع الأرخص بالنسبة للمعيشة من بين باقي القطاعات السورية التي يديرها النظام أو قوات سورية الديمقراطية.

لكن غلاء موسعاً طال معظم المواد الرئيسية منذ عدة أشهر ما يزيد التوقعات أن يشهد قرابة 4 مليون نسمة أقسى رمضان منذ سنوات.

وقال أحمد الخارج تواً من أحد محلات الجزارة بمدينة معرة مصرين شمالي إدلب "كنت أود طبخ لحمة بالصينية لكن سعر كيلو اللحم بـ 9500 ليرة".

وتابع وهو يتفحص قطع الخضار المعروضة في محل لبيع الفاكهة والخضراوات "يبدو أننا سنعاني في هذا الشهر بسبب الغلاء".

حركة تجارية بطيئة

بدت مدينة إدلب التي تعتبر أكبر منطقة ذات كثافة سكانية عالية (قرابة 800 ألف نسمة) منذ الليلة الأولى لشهر رمضان مكتظة بالآلاف.

وعلى الرغم من المعارك التي احتدمت قبل شهرين بالقرب من إدلب إلا أن أجواء الأمان تسيطر على المنطقة عقب الإعلان عن اتفاق (الممر الآمن) بين روسيا وتركيا.

كما أن المنطقة لم تسجل حتى اللحظة أي إصابة بفيروس كورونا ما أتاح للسكان التجول والتجمع بسهولة واضحة.

وقبل ساعات من حلول الشهر الفضيل امتلأت مطاعم المدينة بالآكلين الذين يودعون آخر أيام الإفطار لاسيما بعد انتهاء مدة الحظر الخاصة بالحدائق والمطاعم والتي أعلنها مجلس مدينة إدلب.

كما سارع الناس للتسوق من المتاجر التي كانت مكتظة أيضاً.

مع ذلك يشكو التجار من ضعف في الحركة التجارية.

قال "أبو حسن" وهو أحد تجار المدينة لـ "اقتصاد": "الحركة (التجارية) بطيئة وليست كما المعتاد".

تاجر غذائيات آخر يدعى "أبو نضال" توقع استمرار هذه الحركة الضعيفة. موضحاً أن معظم السكان يجدون صعوبة بالغة في شراء وجبات السحور التقليدية والتي تتكون من الجبنة بأنواعها والزبدة البقرية واللبنة والحلاوة والبيض والزيتون.

عازياً السبب إلى غلاء الأسعار التي تضاعفت مرة أو مرتين عن العام الماضي.

لا توجد أكلة رخيصة

اعتاد السكان في اليوم الأول لشهر رمضان على طبخ وجبات دسمة تكون بمثابة "الترحيب" بهذا الشهر.

وكم كانت الموائد عامرة -قديماً- بأصناف المشروبات الباردة من عرقسوس وتمرهندي وجلاب وكولا وعصائر أخرى. إضافة لأطباق الحلويات والفاكهة.

وهذا ما سوف تفقده إدلب في هذا العام.

يحتار "سعيد" في اختيار أرخص وجبة يفتتح بها الشهر الفضيل حيث قال لـ "اقتصاد" من أمام متجر لبيع الخضار في قرية الفوعة شمالي إدلب "لا توجد أكلة رخيصة.. لذلك أحاول تقنين المشتريات على قدر المستطاع".

يؤكد سعيد أنه سيحاول وعائلته قضاء الشهر دون التقاليد التي تربوا عليها منذ الصغر. "لا حلوى ولا فاكهة ولا عرقسوس ولا هم يحزنون".

وقال "نحمد الله على نعمة الأمان على أي حال".



ترك تعليق

التعليق