أين وكيف يتم تهريب المنتجات السورية إلى لبنان؟


يشهد خط "حمص، القصير- مع قرى الهرمل" حركة نقل كبيرة لشاحنات تحمل معظمها لوحات مرور لبنانية "تسرح وتمرح" وتجول في الأراضي السورية لتحمل أطنان البندورة والليمون والجزر والبيض والدجاج والخبز واللحم والخضار، مع بعض المواد الأساسية التي استوردت بتمويل من البنك المركزي بسعر صرف للدولار (436) ليرة سورية كدعم للشعب السوري، ولكنها تدخل ضمن المواد المهربة، من قبيل السكر إلى الهرمل في لبنان، وغيره.

كما تشهد الحدود السورية اللبنانية عند معبر العريضة الغربية (طرطوس)، ومعها المعابر في ريف حمص الغربي (الدبوسية والمشيرفة) التهريب على الطرقات النظامية ومن المعابر غير الشرعية على حد سواء، رغم وجود الكثير من الدوريات وعشرات سيارات الجمارك منتشرة على أطراف الطريق والتي باتت مهمتها تسهيل مرور هذا الكم الهائل من البضائع المهربة من سوريا إلى لبنان وجباية الأموال وتعبئة جيوب حيتان السلطة والمحسوبين عليهم، على حساب المواطن السوري المغلوب على أمره.

الجمارك اللبنانية تفضح عمليات التهريب

نشرت مصادر المديرية العامة للجمارك اللبنانية- ضابطة صيدا- أنها قامت بمصادرة شاحنات محملة بأطنان من الخضار السوري وما يقارب 50 طن من البندورة والبيض السوري المهرب إلى لبنان، وبعد إجراء اللازم قام عناصر الجمارك بتوزيع مصادرات التهريب هذه على المحتاجين في لبنان.

ولا يخفى على السوريين الشاحنات المحملة بأطنان المواد "المهربة" على الأوتوستراد والتي تسير بحماية شركات "الترفيق" التي انتشرت في مناطق النظام، وتمر على العديد من الحواجز التي تسمح بمرورها بعد أخذ المعلوم.

ارتفاع الأسعار وجهات رسمية تنفي وتبرر

نتج عن عمليات التهريب هذه ارتفاع أسعار منتجات زراعية في الأسواق السورية مثل البندورة التي سجلت ارتفاع سعر الكيلو إلى 900 ليرة سورية يوم الثلاثاء الماضي لتعاود الانخفاض اليوم (الخميس) لسعر بين 450-600 ليرة سورية للكيلو وحسب النوع، وحافظ الليمون الحامض على سعر 2200 ليرة سورية، وكان كيلو الخيار قد سجل 850 ليرة سورية يوم الثلاثاء الماضي لينخفض اليوم (الخميس) إلى 450 ليرة سورية، ومثله كيلو البرتقال 900 ليرة سورية لينخفض اليوم (الخميس)  إلى 700 ليرة سورية، وأيضاً التفاح كان سعره 1300 ليرة سورية لينخفض إلى 1000 ليرة سورية، في حين حافظ سعر صحن البيض على سعر 2500 ليرة سورية، أي المواطن السوري يحتاج يومياً ما يقارب 10 آلاف ليرة سورية خضرة فقط للبيت، بسبب أعمال التهريب وفساد الجهات المعنية وفي مقدمتها الجمارك السورية.

ويخرج علينا مدير حماية المستهلك "علي الخطيب" على اذاعة "شام اف ام" المحلية، ويبرر للمواطن السوري أن سبب ارتفاع سعر البندورة خلال الأيام الحالية هو الأمطار الغزيرة التي شهدها الساحل والتي أدت إلى صعوبة في حصد المحصول وإيصاله وأن الموجود حالياً في الأسواق أغلبها من النوع البلاستيكي. بالإضافة إلى ذلك نفى رئيس ضابطة المكافحة المقدم "إياد عدرا" حدوث حركة تهريب نشطة للخضر باتجاه الأراضي اللبنانية وبين أن ما يتم الحديث عنه يقتصر على بعض المحاصيل البسيطة في المناطق الحدودية.

وهنا يتساءل المواطن السوري: "لماذا البندورة المهربة المصادرة في لبنان هي بندورة من الساحل السوري وليس من انتاج المناطق الحدودية؟"، ويتهكم آخر: "أكيد حضرتك شفت الصور والكميات المهربة المصادرة من الطرف اللبناني وكيف تم توزيعها على فقراء لبنان يعني الموضوع واضح".

وأيضاً يبرر ضابط في ضابطة الجمارك بالزبداني باستبعاد وجود نشاط لتهريب الخضروات لأن تضاريس المنطقة والإجراءات الأمنية المشددة في المناطق الحدودية، تحد من هذا النشاط. وهنا يجيبه مواطن سوري ابن منطقة حدودية ومطلع على حركة التهريب وخفاياها بأن: "الجمارك اللبنانية فيها ثقة أكثر من الجمارك السورية التي تقبض المعلوم، والتي آخر همها لقمة عيش المواطن السوري".

تهريب منتجات علفية

تتم عمليات تهريب كبيرة من سوريا إلى لبنان لمواد مثل الأعلاف والذرة والصويا، مما تسبب في ارتفاع سعر كيلو الصويا في الداخل السوري إلى 770 ليرة سورية وكيلو الذرة إلى 360 ليرة سورية وأدى إلى أزمة كبيرة في قطاع الدواجن وارتفاع سعر البيض من 1200 ليرة سورية إلى 2200 ليرة سورية ومؤخراً إلى 2900 ليرة سورية.

ويبقى لسان حال المواطن السوري في تساؤل: لماذا تبقى المنتجات السورية تهرّب إلى لبنان أو تصدر إلى العراق والخليج والمواطن السوري يكوى بالتهاب أسعارها وفقدانها؟!

ترك تعليق

التعليق