"رمضان درعا" هذا العام.. هو الأقسى


غيبت ثلاثية، "الفقر وكورونا، وغلاء الأسعار الفاحش"، في هذا العام، وبشكل غير مسبوق، ما تبقى من طقوس رمضانية جميلة في محافظة درعا.

وألقت تلك الثلاثية بظلالها السوداوية على حياة الأهالي، الذين مازالوا يعيشون، وللعام العاشر على التوالي، أتون حرب مقيتة، وفوضى أمنية، مازالت تخطف مع طالع كل فجر عدداً من أبنائهم.
 
وتشير مصادر من مناطق درعا المختلفة، إلى أن رمضان هذا العام، يعد الأقسى والأصعب منذ بداية الثورة السورية التي انطلقت في العام 2011.

ولفتت تلك المصادر، وشهود عيان، إلى أن الغالبية العظمى من الأهالي، باتت عاجزة عن تأمين أبسط مقومات حياتها الطبيعية، بسبب قلة السيولة المالية، وارتفاع الأسعار التي تضاعفت عشرات المرات هذا العام، وغياب دعم الدولة للأهالي، مشيرة إلى أن بعض الأسر أصبحت تكتفي بسد جوعها، ببعض اللبن والخبز، في ظل غياب شبه كامل للإمكانيات المادية، التي فاقم من وطأتها أيضاً التدابير الاحترازية المتخذة لمنع تفشي فيروس كورونا.

وأكدت المصادر أن التدابير الاحترازية، التي اتخذتها مؤسسات النظام، وعجزها عن إيجاد بدائل معيشية للأهالي، زادت الفقراء فقراً، وكبدت العمال والمهنيين خسائر مادية كبيرة، بسبب توقف أعمالهم وأنشطتهم، موضحة أن البعض، لجأ إلى بيع آخر ما تبقى من مدخرات أسرته، أو بعض مكونات منزله، أو لجأ للاستدانة، من أجل تأمين سيولة مالية تساعده على تأمين احتياجاته الأساسية من دواء وطعام وشراب.

وأضافت المصادر، أنه بالرغم من أن رمضان، يعد شهر الطعام والشهوات، إلا أنك لا تجد أكثر من صنف، أو صنفين من الطعام في أحسن الأحوال، حتى لدى الأسر المقتدرة مادياً.

غياب الطقوس الرمضانية المعتادة

وقالت المصادر، إن إجراءات كورونا الاحترازية، وارتفاع الأسعار والوضع المادي السيئ للناس، غيبت الكثير من الطقوس الرمضانية المعتادة.

وأضافت المصادر: "لم يعد هناك أسواق مكتظة بالمتسوقين، ولا بسطات للأكلات والمشروبات الرمضانية المعتاد، كالسوس والتمر هندي والمعروك والحلويات الشعبية مثل: العوامة والمشبك والهريسة. ولم تعد تسمع أصوات المنادين من الباعة لتسويق بضائعهم".
 
 وتابعت المصادر: "كما لم يعد هناك خيارات كبيرة أمام الأهالي، في اختيار أصناف مختلفة من الطعام والشراب، فكل شيء يخضع لمدى توفر الإمكانيات المادية، التي بات يعاني من قلتها الجميع، بسبب الحرب وهشاشة اقتصاد الدولة".

ويقول "محمد عيد"، 32 عاماً، وهو بائع بقالية "تشعر أن الحياة متوقفة، فلم تعد تجد تلك الحركة الرمضانية المعتادة في الشوارع، الوجوه مكفهرة، والحركة بطيئة. يأتي الزبون متثاقلاً، يسأل عن الأسعار ويمشي دون أن يشتري شيئاً"، موضحاً أن الكثير من الطقوس الرمضانية تغيب هذا العام.

وأضاف: "لم يعد هناك دعوات على الطعام، أو ولائم تقام في هذا الشهر الفضيل، كما أصبحت الالتزامات تجاه المقربين غير متاحة، وأصبحت كل الأمور تحسب بدقة متناهية".
  
ويقول "أبو سامر"، 55 عاماً، وهو موظف، "لم يعد رمضان كما كان في السابق، كل شي مختلف تماماً، الأسعار مرتفعة جداً، "والإمكانيات المادية مع الناس ضعيفة. الله يفرجها".

وأضاف: "أصبحنا نشتهي أبسط الطبخات، ومو قادرين نعملها لأنه ما معنا تكلفتها حتى لو كانت بسيطة"، مردفاً: "أكلة (الجظ مظ) أصبحت تكلف نحو ألفي ليرة سورية والألفين غير موجودة".
 
فيما أكد "سالم"، 43 عاماً، وهو مدرس، أنه أراد أن يبدأ رمضان على بياض، "أي بأكلة ذات لون أبيض"، فيها المعجنات ومشتقات الألبان، كما هي الطقوس المعتادة، فاختار "الششبرك" كبداية، لكن الأسعار صدمته، كما يقول.

وأشار، إلى أن هذا الصنف من الطعام، مع كل طرق "الاحتيال"، التي اتبعها، كلفت أسرته المكونة من ستة أشخاص، نحو 8 آلاف ليرة سورية (وهي خُمس راتبه الشهري تقريباً)، هذا بالرغم من أنه استبدل لحم الخروف بلحم الفروج، ليخفف من تكاليفه.

أسعار كاوية  تحرق الجيوب
 
وفي جولة على الأسواق للوقوف على واقع الأسعار خلال رمضان سجلنا ما يلي (بالكغ):

سكر 650 ليرة سورية
شاي 8000 ليرة سورية
رز الشعلان 1800 ليرة سورية
رز مصري أو اسباني 800 ليرة سورية
 برغل 650 ليرة سورية
زيت 4 لتر 6000 ليرة سورية
تمر 2500 ليرة سورية
 مربى 1100 ليرة سورية
سمنة 1300 ليرة سورية
حلاوة 1500 – 2500 ليرة سورية
زبدة قالب صغير 500 ليرة سورية
بيض صحن 30 بيضة 2300 ليرة سورية
أما الخضار فكانت كالتالي للكغ الواحد
بندورة 850 ليرة سورية
 بطاطا 550 ليرة سورية
 كوسا 400 ليرة سورية
خيار 600 ليرة سورية
 فاصوليا خضراء 900 ليرة سورية
فول 300 ليرة سورية
حشائش 400 ليرة سورية
ليمون 3000 ليرة سورية
بصل 450 – 1000 ليرة سورية
 ثوم 4500 ليرة سورية
 باذنجان 350 ليرة سورية
فليفلة 750 ليرة سورية
جزر 200 ليرة سورية
بازلاء 400 ليرة سورية

فواكه:

جارنك 850 ليرة سورية
موز 1700 ليرة سورية
تفاح 1000 ليرة سورية
 برتقال 650 ليرة سورية

اللحوم:

لحم خروف 9000-  12000 ليرة سورية
بقر 7000 – 9000 ليرة سورية
فروج 1500 ليرة سورية

الألبان:

حليب 250 ليرة سورية
لبن رائب 350 ليرة سورية
 لبن مصفى 1200 ليرة سورية
 جبنة بلدية 1400 ليرة سورية

محروقات:
 
مازوت 350 ليرة سورية
بنزين 500 ليرة سورية
غاز حر 19000 ليرة سورية

يشار إلى أن الأسعار في محافظة درعا، تختلف من منطقة لأخرى، كما أنه لا توجد سياسة تسعيرية موحدة  للمواد، في ظل غياب الرقابة التموينية عن معظم المناطق.

ترك تعليق

التعليق