أجور منازل السوريين في لبنان.. سامحهم البعض، وهددهم آخرون بالطرد


كثُرت مطالبات أصحاب البيوت اللبنانيين للاجئين السوريين بدفع إيجارات المنازل المترتبة عليهم منذ شهرين، والبعض يطالبهم برفع الإيجار مع ارتفاع سعر صرف الدولار، حيث يرى بعضهم أن جميع اللاجئين السوريين يتلقون مساعدات نقدية من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، رغم تأكيد العديد من الأسر السورية لأصحاب منازلهم بأنهم غير "مخولين" بتلقي المساعدة من مفوضية اللاجئين، ليجادلهم اللبنانيون بأن هناك تجمعات كبيرة للاجئين السوريين يتم مشاهدتها بشكل شهري عند صرافات البنك الفرنسي، لسحب مساعدات نقدية باستخدام الكرت الأحمر الصادر عن المفوضية.

 كانت المفوضية قد حصرت صرف البطاقات ببنك واحد هو البنك الفرنسي، الأمر الذي خلق تجمعات كبيرة أمام صرافاته. ولو تعاقدت المفوضية مع عدة بنوك لخففت من هذه التجمعات الحاصلة على البنك الفرنسي.

ويعاني أغلب السوريين من مشكلة تأمين أجرة المنزل بعد توقف أعمالهم وعدم تلقيهم مساعدات، بالإضافة إلى تغيرات أسعار صرف الدولار، مما خلق معاناة للكثيرين.

وبيّن "محمود"، وهو سوري لاجئ في شمال لبنان، في تصريحات لـ "اقتصاد"، أن لديه مبلغ 100 دولار ويبحث عن أفضل سعر للصرف من أجل دفع إيجار منزله المؤلف من غرفة وصالون فقط، والذي يبلغ أجره الشهري 400 ألف ليرة لبنانية، فهو لا يعرف بأي سعر سيحتسب صاحب البيت الـ 100 دولار إذا أراد دفعها له، وكيف سيكمل له باقي المبلغ إذا كان سعر الصرف أقل من4000 ليرة لبنانية.

 ومثله أيضاً "سليمان" يستأجر منزلاً عبارة عن غرفة صغير وصالون بـ 370 ألف ليرة لبنانية، قال له صاحب البيت "منيح ما اخدت فرق دولار منك".

ويبقى هاجس زيادة أجور المنازل، والتهديدات بالطرد من المنازل في حال التخلف عن دفع الإيجار، جاثماً على صدور اللاجئين السوريين في لبنان.

"إن خليت خربت"

شهدت بعض المناطق اللبنانية، ولاسيما في الشمال اللبناني، قيام بعض أصحاب البيوت اللبنانيين بإعفاء بعض اللاجئين السوريين من دفع إيجار المنزل لمدة شهر أو شهرين، كما قامت منطقة "البيرة" في شمال لبنان بإعفاء اللاجئين السوريين من إيجارات المنازل لمدة شهر.

وكذلك قامت إحدى حارات الضاحية في الجنوب اللبناني بإعفاء كافة السوريين المستأجرين لديها من نصف إيجار المنزل لمدة شهر.

وشهدت منطقة مخيم البرج قرب مدينة صيدا عرض عدة بيوت بشكل مجاني لمدة شهر للسوريين الذين تم طردهم من منازلهم لتأخرهم عن دفع الإيجار.

ويؤكد أغلب اللاجئين السوريين بأنهم لا يطالبون أصحاب البيوت اللبنانيين بإعفائهم من دفع إيجارات المنازل، فالكثير من اللبنانيين اليوم مثلهم مثل السوري بلا عمل، وأصبح إيجار المنزل هو مصدر الدخل الوحيد للكثيرين منهم، ولكنهم يتمنون منهم أن "يصبروا عليهم" بعض الوقت في هذه الظروف الاستثنائية، فالسوري ومنذ ثمان سنوات في لبنان لم يتخلف عن دفع الايجار يوماً.

مفوضية اللاجئين وجائحة كورونا في لبنان

تساهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لإغاثة للاجئين في لبنان بمساعدة قسم من العائلات النازحة بقسيمة غذائية بقيمة 50 ألف ليرة لبنانية للشخص، والمفترض من اللاجئين أن يأكلوا ويدفعوا إيجارات منازلهم وأن يدفعوا فواتير كهرباء، بالإضافة لتكاليف المواصلات وأدوية ومشافي، وهي تكاليف كبيرة جداً ولا يكفي ما يتلقاه البعض من مساعدات، فكيف حال من هم مفصولون أو من لا يتلقى أي نوع من المساعدات منذ سنين.

روى لنا لاجئون أن مخيمات للاجئين السوريين شهدت قدوم موظفين بسيارات تابعة لمنظمات دولية تعمل في مجال إغاثة اللاجئين، بهدف ممارسة نشاط توعوي من فايروس "كورونا"، وقاموا بتوزيع 3 قطع صابون لكل عائلة من نوعية كل 3 صابونات بـ  1000 ليرة  لبنانية، حتى وصل الأمر ليتهكم بعض اللاجئين السوريين "إذا بقي الوضع هيك بجوز نعمل لمة للأمم حرام ما عم توفي معن".

تعديلات في مساعدات اللاجئين

مؤخراً أعلنت مفوضية اللاجئين في لبنان عن تعديلات بالنسبة للمساعدات الغذائية والمالية المقدمة للاجئين في لبنان حيث أصبحت:

- المساعدة المالية التي كانت بـ 260 ألف ليرة لبنانية أصبحت 320 ألف ليرة لبنانية للأسرة.

- المجموعات الأكثر ضعفاً على المستوى الاقتصادي ستتلقى 320 ألف ليرة لبنانية بالإضافة للمساعدة الغذائية التي أصبحت 50 ألف ليرة لبنانية لكل شخص.

- العائلات الضعيفة ستتلقى المساعدة الغذائية المحددة بـ 50 ألف ليرة للشخص أو المساعدة المادية 320 ألف للعائلة.

على أن يتم إرسال رسائل لتبليغ المستفيدين منذ 4 أيار/مايو الجاري، وسيتم منح بطاقة حمراء للمستفيدين الذين لا يملكونها، وفق موعد يحدد لهم.

وسيتم منح مساعدة "كورونا" (covid help) لـ 11500 عائلة نازحة فقط، وهم من العائلات التي لا تتلقى أية مساعدات مالية أو غذائية وهي 320 ألف ليرة لبنانية لمدة 3 أشهر(أيار، حزيران، تموز) فقط.

ترك تعليق

التعليق