"كورونا" ضيّقت على تجارة "الحشيش" في تركيا


لم تقتصر آثار كورونا الإيجابية على الحد من التلوث والضوضاء حول العالم، بل تعدت ذلك لتكون سبباً في إقلاع عدد من المدمنين عن شرب "الحشيش".

في تركيا مثلاً، وصل سعر الكيلوغرام الواحد من مادة الحشيش، خلال فترة تفشي الوباء، إلى قرابة 4700 دولار، في حين كان سعره لا يتجاوز 1000 دولار، قبل كورونا.

مصدر مقرّب من أحد العاملين في مجال تجارة مادة الحشيش في مدينة اسطنبول، والذي رفض التصريح عن اسمه لأسباب أمنية، تحدث لـ "اقتصاد" عن تفاصيل بالتسلسل والأرقام، لما آلت إليه تجارة المادة في زمن كورونا، فقال: "لا تباع (الشقفة) والتي يبلغ وزنها 1200 غ، على حالها إلا بين التجار، أما للسوق فتباع بأوزان تبدأ من 6 غرامات وتصل إلى 200 غ، إذا ما تحدثنا عن المدمنين الذين يشترون المادة لتعاطيها".

سعر 6 غرامات كان قبل إغلاق الطرق بين الولايات التركية، والتشديد المكثف على الحدود السورية التركية، يبلغ 50 ليرة تركية فقط، أما في فترة تفشي الفايروس والتشديد المكثف من قبل الحكومة التركية، فقد تضاعف سعرها 4 أضعاف ليصل السعر إلى 250 ليرة تركية، أما سعر الـ 25 غراماً فقد ارتفع من 250 إلى 1000 ليرة تركية.

الارتفاع في سعر المادة قسم السوق إلى نصفين، على حد وصف المصدر، الذي قال: "من كان يعمل براتب 2000 ليرة تركية شهرياً، ويشتري 6 غرامات بمبلغ 50 ليرة تركية، فقد أقلع عنها اليوم لارتفاع سعرها بالدرجة الأولى، ولفقدان عدد كبير من الفئة المذكورة أعمالهم نتيجة تفشي الفايروس بالدرجة الثانية، حيث بات على رب الأسرة، الذي كان يهدر 50 ليرة تركية، لقاء حفنة صغيرة من الحشيش، مضاعفة المبلغ 4 أضعاف للحصول على الكمية ذاتها، وهو ما أجبره على تركها، وتوفير المال لسد رمق أبنائه".

القسم الثاني، هو القسم الذي لم يكترث بارتفاع السعر، إلا أنه اضطر لتخفيف الاستخدام نظراً لقلة توافر المادة، ويعتبر أغلبهم من الشباب الأعزب الذي يعيش ضمن بيوت تضم قرابة 10 شبان يتقاسمون إيجار المنزل، والفواتير فيما بينهم.

الطريق مقطوع

السبب الأبرز في فقدان مادة الحشيش في اسطنبول تحديداً، هو التشديد الأمني المكثف على الحدود السورية التركية أولاً، ومنع السفر بين الولايات ثانياً، حيث تأتي المادة من لبنان باتجاه مدينة حمص السورية لتعبر بعدها إلى حماة ومن ثم إلى حلب فإدلب، لتمر باتجاه الحدود التركية إلى مدينة الريحانية الحدودية مع سوريا، ويتم من هناك توزيعها باتجاه المحافظات التركية، عن طريق التجار والمهربين، كما قال المصدر ذاته أثناء حديثه.

المصدر تابع: "تخرج (الشقفة) البالغ وزنها 1200 غ من لبنان بسعر 100 دولار فقط، لتصل حمص بسعر 250 دولار، ومنها إلى إدلب ليرتفع سعرها مجدداً إلى 450 دولار هناك، وبعد دخولها الأراضي التركية (مدينة الريحانية) يصل سعرها إلى 900 دولار، وبعدها إلى اسطنبول بسعر 1200 دولار، طبعاً هكذا كان الحال قبل كورونا، أما بعد إغلاق الطرق، فسعرها في ادلب وصل إلى 700 دولار، ولا سعر محدد في الريحانية واسطنبول نظراً لعدم دخولها بشكل نهائي من سوريا".

السلطات التركية كانت قد رفعت من وتيرة مكافحتها للمخدرات، قبيل كورونا، حيث ألقت القبض على العديد من شبكات الإتجار في كل من شيشلي وتقسيم والفاتح واسنيورت، بينهم سوريون وأتراك وعرب من جنسيات مختلفة.

يذكر أن عودة الحياة إلى طبيعتها ورفع الحظر بين الولايات سيكون سبباً في عودة دخول المادة إلى بقية الولايات وانخفاض سعرها من جديد.

ترك تعليق

التعليق