مع جائحة "كورونا".. كيف قضى السوريون رمضانهم في مصر؟


(الصور المرفقة من أحياء كانت تزدحم بالمطاعم والمقاهي السورية)

شهر رمضان هذا العام يبدو مختلفاً في كل دول العالم من كافة الجوانب في ظل الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومات للحد من انتشار جائحة كورونا. وفي مناطق تواجد السوريين في مصر والتي كانت تشهد طقوساً وأجواء رمضانية خاصة، ابتداءً بازدحام الأسواق قبل الإفطار وانتهاءً بالسهرات الرمضانية في المطاعم والمقاهي السورية، تلاشت لهذا العام وتغيرت لتغيب مشاهد ازدحام الأسواق، ويعم المشهد خلاء في الأسواق والتزام الناس لبيوتهم.

ولاستطلاع المزيد من الآراء ورصد التغيرات في أجواء رمضان، التقى "اقتصاد" ببعض السوريين المقيمين في مصر والذي حدثونا عن أجواء رمضان لهذا العام في مناطق إقامتهم.

السوريون في مدينة السادس من أكتوبر

التقى "اقتصاد" بالسيدة سماح محمد وهي سيدة سورية تقيم في مدينة السادس من أكتوبر، وقد حدثتنا بالقول: "أجواء رمضان هذا العام في مناطق تواجد السوريين في مدن أكتوبر، السادات، فيصل، الهرم، العبور، ومدينة العاشر لم نشعر بقدوم رمضان ولا بأجوائه إلا من خلال الصيام لا أكثر وهذا ينطبق على السوريين والمصريين معاً، لا يوجد زينة ولا احتفالات ولا مسحراتي،  كنا اعتدنا على وجودها كل عام، وبخاصة أن حظر التجوال يبدأ الساعة الخامسة مساء، لتغلق معظم المحلات التجارية والأسواق، باستثناء الصيدليات، ومحلات السوبر ماركت، والمطاعم تعمل في توصيل الطلبات للمنازل ولا تستقبل الزبائن وقت الإفطار".

وتستطرد سماح بالقول: "حركة الأسواق شبه معدومة، وبخاصة المطاعم أعمالها شبه متوقفة، ومعظمها مغلق، ويوجد نقص في بعض المواد والمنتجات السورية وبخاصة التي كانت تستورد من سوريا، مع توقف حركة الاستيراد، دفع ذلك بعض المحلات لزيادة أسعار هذه البضائع مثل الملوخية أو التمر هندي وحتى الخبز السوري".

وختمت سماح حديثها بالقول: "تأثيرات جائحة كورونا أوقفت الحركة الاقتصادية من كافة النواحي، فالناس بدون عمل، ومع توقف العمل توقفت الحياة الاقتصادية بشكل كامل وتوقفت معها الأجواء الرمضانية، ومعظم المطاعم مغلقة مع محلات المعجنات، باستثناء المطاعم الكبيرة والمشهورة".


السوريون في الإسكندرية

كذلك التقى "اقتصاد" بالأستاذ أسامة جركين وهو مدرس مقيم في مدينة الإسكندرية، وقد حدثنا عن أجواء رمضان لهذا العام بالقول: "جاء شهر رمضان المبارك على السوريين بشكل مختلف هذه السنة مع جائحه كورونا، وعلى اعتبار معظم السوريين يعملون في مجال المطاعم تأثرت أعمالهم بشكل كبير، وبدل أن يكون هذا الشهر موسماً لعملهم تبدل الحال مع إغلاق المطاعم، والتزم العمال بالبيوت دون عمل مما أثر على أوضاعهم الاقتصادية والمادية للأسوأ، خلال شهر رمضان، وقد التزمت أغلب المنشآت السورية بقرارات الإغلاق وقت الحظر، كما التزمت بتعليمات وزاره الصحة المصرية".

ويكمل جركين حديثه بالقول: "نتيجة لهذه الظروف لجأ بعض عمال المطاعم للطبخ في بيوتهم، والإعلان عن إمكانية تقديم وجبات لمن يرغب بذلك مباشرة، والبعض الآخر لجأ إلى عمل العصائر والمشروبات الرمضانية وعرضها للبيع أمام محله الصغير أو في الأماكن العامة على طاولات صغيرة، لتعويض الدخل المفقود من أعمالهم. وهذا العام غابت موائد الرحمن التي اعتاد السوريون على وجودها في مصر خوفاً من الاختلاط، وظهرت مبادرات فردية تطوعية للطبخ للشباب العزابية وكبار السن".

ويختم جركين حديثه: "لعل الجانب الروحي الأكثر تأثيراً هذا العام مع غياب صلاة التراويح وروحانيتها المعتادة فقد اقتصرت على الصلاة في البيت مع العائلة، فهذه هي السنه الثامنة للسوريين في مصر اكتسبوا فيها الكثير من عادات الشعب المصري وأضافوا بعض العادات السورية الجميلة، ولكن تبقى غصة في قلوب السوريين حيث يفتقدون لمة العائلة، وأحاديث الجد وأكلات الجدة، ولقاء والخالات والأعمام".


ترك تعليق

التعليق