عابد فضلية.. لخدمات التحليل الاقتصادي

قلما يخلو خبر أو تقرير اقتصادي في إعلام النظام، من الأخذ بوجهة نظر المحلل الاقتصادي، عابد فضلية..  فرأيه حاضر في كل شيء، حتى في القضايا التي لا تحتاج إلى تحليل، وهي خفة غير معهودة لدى المحللين الاقتصاديين الحقيقيين، والذين غالباً ما يدلون بآرائهم في قضايا تستحق النقاش، وليس أي كلام.

أما القضية الأبرز التي يحضر فيها رأي فضلية باستمرار، فهي سعر صرف الليرة السورية وانخفاضها أمام الدولار، إذ من الممكن أن تقع له في هذا المجال على عدد لا حصر له من الآراء المتضاربة، لكنها بنفس الوقت منسجمة مع رؤية القيادة السياسية، وشعاراتها في كل مرحلة.. من محاربة الإرهاب والإرهابيين، إلى الحصار الاقتصادي الغاشم على سوريا.

مؤخراً، تداولت وسائل إعلام النظام تصريحات لاتحاد الفلاحين يقول فيها، إنه يعتقد بأن سعر كيلو البندورة سوف ينخفض إلى 150 ليرة أو أقل من هذا الرقم، وهو كلام لا يحتاج إلى رأي محلل اقتصادي، لكننا في نهاية الخبر نقرأ تحليلاً لـ عابد فضلية، يؤكد فيه هذه المعلومة، ويضيف بأن أسعار البندورة لا بد أن تنخفض مع اقتراب فصل الصيف.

نقول في النهاية، من المعيب على رجل اقتصاد أن يتم استخدامه بهذه الطريقة المفرطة، سيما وأنه يشغل منصب رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية منذ العام 2017، ومستشاراً في مجلس الوزراء منذ العام 2019، وقبلها كان مديراً للمصرف العقاري، بينما قلما نجده متحدثاً عن بورصة دمشق، أو أنه لا يتحدث عنها إطلاقاً..

تجدر الإشارة إلى أن عابد فضلية اسم ظهر بكثافة بعد ثورة السوريين في العام 2011، بما فيها مناصبه التي تولاها جميعاً بعد ذلك التاريخ..