الدخّان لم يعد يجلي هموم السوريين

مقولة دخّن عليها تنجلي التي يتبناها المهمومون والمدخنون في سوريا، يبدو أنها باتت من الماضي، ولم تعد تجلي همومهم ومصائبهم التي تزداد مع كل ساعة، وبتغير مستمر للأسعار يترافق مع انهيارات كبيرة لليرة السورية حيث قارب سعر صرفها الـ 2000 ليرة مقابل الدولار.

سعر جديد كل صباح

"اليوم لم أشتري سجائري المعتادة فقد اشتريت بالأمس 3 علب بسعر 650 ليرة للعلبة ماركة (اليغانس قصير)، ولكنها اليوم قفزت إلى 850 ليرة للعلبة"، هذا ما قاله "يوسف" سائق ميكروباص على أحد خطوط الريف الغربي للعاصمة، في حديثه لـ "اقتصاد".

"أبو أحمد" صاحب محل بقالة في كفرسوسة يقول لـ "اقتصاد": "كل صباح هناك سعر جديد من الموزع، واليوم بعض الأصناف زادت 300 ليرة مثل المارلبورو الذي كنت أبيعه بـ 2500 ليرة، ومثال آخر الماسر كان من يومين بـ 800 ليرة اليوم بـ 1000 ليرة".

والحمراء الطويلة؟

وهي الماركة الأشهر في سوريا منها القصير والطويل، ولكنها دخان الشعب البسيط الذي طالما كانت تتسم بسمعة طيبة لكنها منذ أن اعتلى محمد مخلوف وخلفاؤه كرسي مؤسسة التبغ باتت من أسوأ أنواع السجائر في العالم، وهي تُقدم للسوريين من أسوأ أنواع التبغ وبقاياه بينما تصدر للإيرانيين وسواهم بعلب فاخرة.

قفزت الحمراء الطويلة في السنوات العشر الأخيرة حوالي 25 ضعفاً فقد كانت بين 20-25 ليرة في عام 2011 ولكنها اليوم وصلت إلى 500 ليرة سورية.

"قاسم"، عامل بيتون من ريف دمشق الغربي يقول لـ "اقتصاد": "أنا أدخن علبتين من الحمراء الطويلة يومياً يعني 1000 ليرة فقط للدخان، ونحن العمال البسطاء نراه مسلي ويجلي الهموم ولكنه بات هماً على حياتنا بسبب الغلاء".

الأسوأ بـ 1000 ليرة

أسعار التبغ الأجنبي ارتفعت خلال اليومين الأخيرين بمعدل بين 200-400 ليرة حسب النوعية والجودة، ووفق أحد المدخنين "محمد" من ريف دمشق: "هناك أنواع لا تجدها في محلات الأحياء الفقيرة ولا نستطيع شرائها مثل المارلبورو والونستون".

وفي حديث للبقال "خالد" فإن أسعار الدخان اليوم لبعض الأنواع: "ماستر 1000- اليجانس طويل 950- كرتون 850- ماركة 1970 سعر العلبة 800- الحمراء 500- جيتان 2000".

والجدير بالذكر أن المؤسسة العامة للتبغ تم احتكارها من قبل مافيات النظام، ومع تولي الأسد الأب مقاليد الحكم في سوريا تركها بين يدي شقيق زوجته محمد مخلوف منذ 1972وحتى 1985 ثم تولاها العتيد فيصل سماق ورفض تسليمها لنادر عبد الله الذي تولاها بعده عام 2014، وحالياً يرأسها محسن عبيدو منذ عام 2017 وهم جميعاً من الساحل السوري.