صرافون ومدخرون يتحدثون عن خسائر بالملايين بسبب تقلبات سوق الصرف


بكثير من المرارة يتحدث "أبو علي" وهو صراف من محافظة إدلب عن الحظ السيء الذي لازمه في شهر أيار الحالي. خسر أبو علي حتى اللحظة قرابة 5 آلاف دولار. ويقول إنه بات يخشى دخول سوق الصرف المجنونة والتي لا يمكن توقع تطوراتها حتى لأكبر الصرافين.

ومثل أبو علي كثيرون قالوا إنهم تعرضوا لخسائر بملايين الليرات جراء تقلب سوق الصرف بين الهبوط أو الصعود المفاجئين. حيث يتعرض السوق في كثير من الأحيان لهبوط مفاجئ يتجاوز الـ 100 ليرة خلال تداولات يوم واحد ثم سرعان ما يرتفع الدولار عدة أضعاف الهبوط في غضون ساعات فقط. وأحياناً قد يحدث العكس.

وقال عدد من الصرافين إن الأرباح كانت كبيرة بالنسبة لكبار المضاربين الذين كانت لهم اليد الكبرى في الصعود الجنوني للدولار. أما صغار الصرافين الذين لا يمتلكون القدرة على الدخول في مضاربات كبيرة واللعب بتقلبات سوق الصرف فخسائرهم كبيرة للغاية.

وكشف بعض من تحدثوا لـ "اقتصاد" من الصرافين عن خسائرهم منذ الصعود الجنوني للدولار حيث كان رصيد أحدهم 25 ألف دولار انخفض إلى 18 ألف دولار. بينما خسر آخر أكثر من ألفي دولار. وصراف ثالث قال إن خسائر صندوقه بلغت 6 آلاف دولار.

خسائر الصرافين لا تذكر مقارنة بمئات أو آلاف المدخرين الذين أثارت شهيتهم التقلبات السابقة لسوق الصرف فدخلوا السوق بحثاً عن بضعة آلاف من الليرات وأحياناً الملايين.

وبدا واضحاً خلال التداولات التي جرت في شهر أيار مدى حجم السيولة النقدية التي يمتلكها هؤلاء في السوق على الرغم من كون معظمهم "جديداً على المهنة" كما يتحدث البعض لكن مجموع المبالغ التي يضعونها كأمانات لدى الصرافين أسالت لعاب المضاربين ليبدؤوا لعبة "القط والفار" و"يكسبوا المال في الهبوط والصعود"، بينما يتلوع معظم المدخرين من ألم الخسارة.

منذ فترة قرر مروان الذي يقطن في ريف إدلب دخول عالم المال. لم يفتتح مكتباً أو متجراً وإنما قرر العمل من المنزل حيث وضع مبلغ 10 ملايين ليرة عند أحد الصرافين الثقات ليغيب في لعبة من المضاربة جعلته يخسر قرابة 3 مليون ليرة.

يقول لـ "اقتصاد": "قررت ترك هذه المهنة الخطيرة". ويضيف أنه قام بسحب ملايينه السبعة حتى لا تحدث خسائر أكبر.

أما "جميل" فكان حظه أكثر سوءاً. بدأ برصيد من الدولار يقدر بـ 6500 وأفلس بسبب القفزات الكبيرة للسوق. "ضاع أكثر من نصف المبلغ "، يؤكد جميل الذي لم يعد يمتلك من رصيده السابق سوى 2800 دولار فقط.

لم يقرر "أبو حسين" بعد، ما الذي يفعله للخروج من الورطة التي وقع فيها عشية الصعود غير المسبوق للدولار.

باع أبو حسين مبلغ 8000 دولار بـ 1190 للدولار الواحد. وفي غضون أيام ظل سعر الصرف يتصاعد حتى وصل اليوم إلى 1700 ليرة.

"حجم خسائري كبير للغاية" يردد أبو حسين. ويتابع: "كم كان هذا أليماً، ليتني لم أقدم على الدخول في هذه السوق المجنونة!!".

ترك تعليق

التعليق