إعلام النظام يتجاهل روسيا تماماً.. إعادة افتتاح الـ M4


أعلنت مصادر إعلامية روسية، وأخرى تتبع للنظام، بشكل منفصل، عن إعادة افتتاح الجزء المقطوع من الطريق الدولي السريع المعروف بـ M4، والذي يشكل شرياناً اقتصادياً هاماً، يربط الحدود العراقية بالمنطقة الشرقية، مروراً بحلب، ووصولاً إلى اللاذقية على الساحل السوري.

وأعلنت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن افتتاح الطريق أمام المدنيين، بعد انقطاع استمر لسبعة شهور، جاء بوساطة روسية، بين نظام الأسد و"قوات سوريا الديمقراطية – قسد" من جهة، وبين تركيا التي تدعم فصائل معارضة تسيطر على جزء من الطريق الدولي، من جهة أخرى.

بدورها، نشرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، خبر إعادة افتتاح الطريق الذي أُقفل مع تقدم القوات التركية الداعمة لفصائل معارضة إليه، خلال العملية التي أسماها الأتراك بـ "نبع السلام"، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

لكن "سانا" لم تشر مطلقاً لأي دور روسيّ في إقناع الأتراك بفتح الطريق الدولي أمام حركة المدنيين، ولاحقاً، أمام حركة القوافل التجارية.

واستخدمت "سانا" تعبير "إعادة تأمين" الطريق الدولي M4، دون أية إشارة للوساطة الروسية، التي تحدثت عنها وكالة "سبوتنيك".

وقالت "سانا" إنه تم ".. تأمين كامل الطريق الممتد من اليعربية وصولاً إلى حلب وذلك بعد عدة خروقات من قبل مرتزقة الاحتلال التركي لمسار الطريق الذي تم افتتاحه في تشرين الثاني الماضي بعد تمركز وحدات الجيش العربي السوري على محور الطريق خلال انتشارها في مناطق واسعة من محافظتي الحسكة والرقة وريف حلب الشمالي الشرقي".

فيما قالت "سبوتنيك" إن الشرطة العسكرية الروسية نجحت في إبرام تفاهمات مع النظام من جهة، ومع الأتراك من جهة أخرى، لتأمين مرور أول قافلة مدنية على الطريق الدولي الممتد بين الحسكة – حلب.

وتم تسيير القافلة بين بلدة تل تمر، غرب الحسكة، وبلدة عين عيسى، في ريف الرقة الشمالي. وهو الجزء الذي تطل عليه فصائل معارضة مدعومة من تركيا.

ووفق الوكالة الروسية، فإنه من المقرر أن يتم تسيير 4 قوافل مدنية على الطريق الدولي، بصورة يومية، وبمرافقة عسكرية روسية.

لكن تسيير القوافل التجارية سيكون في مرحلة لاحقة، مستقبلاً، وفق وصف الوكالة، التي لم تشر إلى أسباب عدم الاتفاق على تسيير القوافل التجارية، بعد.

وفتح الجزء المقطوع من الطريق الدولي M4 سيقصّر الرحلة بين تل تمر وعين عيسى، إذ كان سكان المنطقة مضطرون لاعتماد طرق جانبية بديلة، منذ انقطاع الطريق، قبل سبعة أشهر.

وتراهن روسيا على تسيير القوافل التجارية على الطريق الدولي M4، في القريب العاجل، مما سيتيح فرصاً أفضل لإنعاش اقتصاد المنطقة الشرقية، كي تتمكن من تحسين ظروف الاستثمار هناك والاستفادة منها، عبر زيادة تأثيرها على الأطراف الفاعلة في المنطقة، وتحديداً، القوى الكردية المدعومة أمريكياً من جهة، ونظام الأسد، الذي يعاني من ظروف اقتصادية عصيبة، من جهة أخرى. وهما الطرفين الذين سيكونان مدينين لروسيا، في تحسين الحركة الاقتصادية في المنطقة الشرقية.

لكن تجاهل "سانا"، التابعة للنظام، تماماً، للدور الروسي في إعادة افتتاح الجزء المقطوع من الطريق الدولي M4، يؤشر إلى وجود تباينات بين النظام وموسكو حيال ملفات المنطقة الشرقية، المعقّدة. قد يكون أبرزها، العلاقة مع الأتراك، الذين باتوا داخل المنطقة، ويطلون على أبرز شرايينها الاقتصادية.


ترك تعليق

التعليق