حمى غيث الإماراتي.. كنان السوري، يوزع الأغذية في دمشق


يبدو أن حمى غيث الاماراتي المتبرع الذي لا وجه له قد بدأت بالانتشار وهذه المرة في العاصمة دمشق حيث خرجت مجموعة من الصور لشاب يوزع المواد الغذائية في شوارعها، وحملت بعض الصفحات على مواقع التواصل المحلية عناوين مثل (غيث السوري يوزع المواد الغذائية في دمشق) في إشارة للإماراتي غيث الذي اشتهر في عواصم بعض الدول العربية يتوزيعه مبالغ مالية على المحتاجين من كبار السن والشباب الذين يحلمون بمشاريع لا يمكن تحقيقها في بلدانهم.

إعادة توزيع التبرعات

الشاب الذي شغل المعلقين يدعى كنان وغير معروف الهوية، ويقوم عمله على جمع التبرعات من أشخاص مجهولين ومن ثم شراء المواد الغذائية والاحتياجات العادية ثم توزيعها على المحتاجين.

أما في الصور المنشورة فتبدو فيها أطباق البيض وأكياس سوداء للخضار، وإحدى الصور يظهر فيها كنان وهو يشير إلى أحد أكياس المنظفات التي تباع في الشوارع وهي من النوعية الرخيصة وذات الجودة المنخفضة.

المعلقون الكثر على الصور شكروا الشاب على مبادرته، واعتبروها جميلة كونها لم تظهر صور الذين تم التبرع لهم، وجهات التبرع لم يتم الاعلان عنها أو الاشارة إليها كما يتم عادة من خلال المواد الموزعة.

وتمنى "رامز صلاحية" تكرار هكذا مبادرات: "فكرة جميلة اتمنى ان تتكرر في كل أنحاء البلد والعالم فعل الخير لا يحتاج لمن يخبرنا عنه الله يجزيه الخير ويجبر".


مصيبتنا.. أكبر

معلقون آخرون بالرغم من حبهم للتجربة، لكنهم أشاروا إلى أنها لا يمكن أن تصنع فارقاً في وضع السوريين الذين وصلوا إلى ما دون الفقر فعلق مازن علي: "اي شو يعني ... الف كنان و الف غيث ما بحلو مشكلة ...القضية تحتاج حل جذري".

في اتصال لـ "اقتصاد" مع مواطنين حول تجارب كهذه في مناطقهم، علّق "محمد" من ريف دمشق الغربي: "هناك جمعيات خيرية ما زالت تعمل وضمن قوائم موضوعة سلفاً ويتم التحري عن المحتاجين ولكن لا يخلو الأمر من آخرين ينتهزون الحاجة لمصالحهم وهم غير ذلك".

"مجدي" من كفرسوسة شكى من تغيير كبير في أخلاق الناس: "قبل 2011 كانت أفعال الخير أكثر وضوحاً وأحوال الناس أكثر يسراً وفي سنوات الثورة الأولى منع النظام هكذا مبادرات بحجة دعم أهالي الارهابيين وعائلاتهم واعتقل كثيرين بهذه التهمة".

النظام.. يتسول أيضاً

أما حقيقة ما يجري على الأرض فالوضع الاقتصادي في سوريا هو أسوأ من أن تنقذه مبادرات فردية أو حتى جماعية فرأس النظام يستجدي التجار لمساعدته وفرض على كثيرين منهم مساعدات بملايين الدولارات، وبدأ بفرض أتاوات تحت عناوين ملاحقة الفاسدين والتهرب من الضرائب.

ترك تعليق

التعليق