ماذا يفعل "المندوب السامي" الروسي في دمشق؟


بشار الأسد سيحمل عصاه ويرحل. أما روسيا فباقية ما بقي النظام. أطماع اقتصادية تستهدف ابتلاع ما تبقى. وشهية مفتوحة لدى جميع الدول الراعية لتقاسم الكعكة السورية.

قال السوريون: "لدينا مندوب سامي في دمشق يذكرنا بأيام الانتداب الفرنسي"، تعليقاً على تعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سفيره في دمشق "ألكسندر يفيموف" (ممثلاً رئاسياً لتطوير العلاقات مع سوريا)- وفقاً لتعبير بوتين في مرسوم التعيين.

السؤال اليوم: ماذا بإمكان هذا الرجل المخضرم (اقتصادياً) أن يفعل؟ في حين يعتقد كثيرون أن الأسد يلملم أمتعته متأهباً للرحيل..

يحاول هذا الحوار الصحفي الذي قام به "اقتصاد" مع الكاتب والمحلل السياسي "فراس علاوي"، تسليط الضوء على جميع هذه التكهنات.

فإلى نص الحوار:

نبدأ من آخر خبر.. لماذا -برأيك- تم تعيين سفير روسيا في دمشق "ألكسندر يفيموف" ممثلاً رئاسياً لتطوير العلاقات مع سوريا؟

الرؤية الروسية للتدخل في سوريا كانت على مرحلتين الأولى: إعادة تعويم وسيطرة النظام. والثانية: فرض رؤية سياسية في سوريا مقابل الحصول على استثمارات اقتصادية فيها، والتي تشكل الأمل الأخير لروسيا في الوصول إلى المياه الدافئة.

روسيا لها ديون على سوريا ولها استثمارات داخل المنطقة كما عقدت اتفاقيات -بعد اندلاع الثورة- مع النظام. لذلك أرسل حكام الكرملين شخصية بإمكانها التواصل بشكل مباشر أي بدون تعقيدات بيروقراطية داخل روسيا. هذه الشخصية هي "يفيموف" الذي يمتلك تواصلاً مباشراً مع بوتين وهو شخصية اقتصادية معروفة في روسيا وهو عراب الكثير من الصفقات بين روسيا ودول الخليج وخصوصاً الإمارات عندما كان سفيراً لروسيا فيها.

من وجهة نظرك؛ ماذا بإمكان يفيموف أن يفعل؟ هل سيحمي الاتفاقات الروسية مع النظام مثلاً؟

يفيموف لديه معرفة كاملة بالوضع السوري وهو قادر على إعادة صياغة العلاقات الاقتصادية ما بعد الحل السياسي وترتيبها وجدولة الديون وتوقيع الاتفاقيات الاقتصادية لذلك تم تعيينه.

ماذا عن قانون قيصر؟ كيف ستتمكن روسيا من امتصاصه وما دور الممثل الرئاسي في هذه القضية؟

يمكن لروسيا الالتفاف حول قانون "قيصر" عبر الادعاء أنها تمتلك اتفاقيات سابقة مع النظام ما قبل قيصر. دور يفيموف يتمثل في تطبيق هذه الفكرة عبر توثيق الاتفاقات الروسية مع النظام وإعادة جدولة الديون وإعادة تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية السابقة دون تدخل عسكري من الروس.

وماذا عن إعادة الإعمار؟

بإمكاننا القول إن تعيين يفيموف جاء للتجهيز لمرحلة إعادة الإعمار التي ترى روسيا أن لها دور كبير فيه.

لا أعتقد أن الولايات المتحدة ترفض هذه الرؤية بشرط: أن تتم إعادة الإعمار بعد الحل السياسي الذي يتفق عليه الأمريكان والروس.

ما هي توقعاتك للحل السياسي القادم؟

أعتقد بأن الحل يعتمد بصورة كبيرة على رؤية جنيف ومن ثم اتفاق "جنيف واحد".

الحل يبدأ بانتخاب رئيس مؤقت ومن ثم إعلان دستوري، أو العكس.

الحل سيبدأ غالباً بعد منتصف العام 2020. أما إعادة الإعمار فسوف تتم بعد الاستقرار السياسي.

سؤال أخير.. هل سيرحل الأسد؟

مصير بشار الأسد يعتمد على التوافقات الأمريكية-الروسية.

أعتقد أنه لا دور لبشار الأسد في المرحلة المقبلة بينما سيحاول الروس المحافظة على شكل النظام حفاظاً على مصالحهم.

الولايات المتحدة وأوروبا ربطتا إعادة إعمار سوريا بعدم بقاء الأسد في الحكم، لذلك من المستبعد أن يترشح للانتخابات القادمة. فمصير الأسد تحدده التفاهمات والدستور الذي يمكن أن يتشكل قبل الانتخابات الرئاسية، طبعاً؛ إذا استطاعات المعارضة والنظام والدول الراعية أن تنتج دستوراً قبل هذه الانتخابات.

ترك تعليق

التعليق